الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

جدة لـ 3 أحفاد.. صيدلانية مع مرتبة الشرف

جدة لـ 3 أحفاد.. صيدلانية مع مرتبة الشرف
18 يناير 2019 02:20

هناء الحمادي (أبوظبي)

شعلة من النشاط والحماس، وكتلة من الآمال والطموحات، فهذا أقل ما يصف به الأهل والأصدقاء تلك المرأة التي واصلت رحلتها العلمية رغم الصعوبات التي تعرضت لها وحادثة الدهس، وإصابتها بكسور بالغة، إلا أنها حفرت في الصخر، حتى تركت لها بصمة خاصة ومميزة في عالم المنافسة والتحدي والإبداع... حميدة عبد الرب محمد في الخمسين من العمر، امرأة دؤوبة، مكافحة، لا تعرف الفشل أو الاستسلام، لم تمنعها السنون من تحقيق أحلامها المؤجلة ومن مواصلة الرحلة.
مواصلة مشوار التعليم كان هاجساً يشغل تفكير حميدة، فلم تتوقف عن استكمال الدراسة، وفي الصف الثاني ثانوي، كانت على موعد مع ولادة توأم، لكن الأمر لم يمنعها الانتهاء من الصف الثاني ثانوي، بل أصرت على مواصلة الثانوية العامة بالقسم العلمي رغم كثرة المشاغل والصعوبة في تربية طفلتيها، واحتياجها إلى الكثير من الوقت والجهد، لكن حبها لمواجهة التحديات، جعلها تواصل مسيرتها بجدارة واستطاعت اجتياز الثانوية العامة والحصول على نسبة 83%، وبعد رحلة عطاء توقفت عن مواصلة التعليم، حيث رزقت بطفلين آخرين، وكان عليها تربيتهم في ظل عدم وجود مربية منزلية للاهتمام بهم، فقدمت تضحياتها في تربية الصغار، حيث وصل عدد الأبناء إلى 7، واعتقدت من الوهلة الأولى أن محطة التعليم توقفت عند هذا الحد، لكن الحنين إلى مواصلة الدراسة وتحقيق طموحاتها لم يتبخر، بل كان الإصرار والثقة بالنفس وقدراتها على الحصول على الشهادة الجامعية، وبالفعل التحقت عام 2012 بالتقنية العليا في دبي لاجتياز مرحلة امتحان التأسيس والتخصص في الصيدلة.
حب عالم الطب ولبس المعطف الأبيض، هو ما كانت تسعى لتحقيقه، لكن كما يقال تأتي «الرياح بما لا تشتهي السفن»، فقد تبخرت تلك الأحلام بسبب الظروف الأسرية التي تحتاج إلي الكثير من الوقت والاهتمام.
وتقول «تربية الأبناء العائق الأول الذي منعني من اختيار الطب ليكون تخصص الصيدلة البديل الذي يتوافق مع ظروفي الأسرية، ورغم اجتياز مراحل كثيرة من التخصص، إلا أنها تعرضت لحادث دهس نتج عنه كسر في عظام الساق وإحدى فقرات العمود الفقري، ومع كلمات الإحباط والتقليل من قدراتي ووصولي لعمر الخميس، لكن لم تعوقها تلك الكلمات والأقاويل، بل ساهمت في بث روح الأمل والإصرار والعزيمة في الوصول للهدف، بالحصول على شهادة البكالوريوس في الصيدلة».

مرتبة الشرف
النية الصادقة، والإرادة القوية هي أهم الأسباب التي كانت القوة الدافعة لحصول حميدة عبد الرب على شهادة بكالوريوس الصيدلة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتقول: «في لحظة التكريم كانت فرحتي عارمة بعد كل هذا العناء والتعب والاجتهاد في الدراسة والحصول على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، فرغم الإحباط وأحاديث الفشل من كل حدب وصوب، إلا أن تلك الكلمات كانت الدافع الأكبر لوقوفي على منصة التتويج في كلية التقنية العليا للبنات في دبي».

جائزة الأم المثالية
تمكنت حميدة عبد الرب عام 2017 من الحصول على جائزة الأم المثالية، وبتواضع أكدت أنها تملك كل المؤهلات لتستحق هذا اللقب، وقد ملأت الاستمارة المرسلة إليها، مرفقة بسرد لمسيرة حياتها، على شكل قصة. وتقول: «أستحق اللقب لأني ربيت أولادي ليكونوا مثاليين على الصعد كافة، فهم مهذبون ومثقفون، واجتماعيون». وأوضحت أن الأم تبذل الكثير من المجهود في حياتها، غير أنها تنسى تعبها حين ترى عائلتها الناجحة مجتمعة حولها، فهي تحب أن يجلسوا معاً لتناول الطعام، وتقديم حبها وحنانها وعطفها إليهم، لأن الأم كتلة من المشاعر والأحاسيس الجميلة، كما أن الأمهات مثاليات بطبعهن، إلا أن العلم يجعل الأمهات أكثر وعياً وفهماً لمتطلبات العصر، وقادرات على التماشي مع التطورات، حتى لو كانت في مثل حالتها، لديها 7 أبناء و3 أحفاد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©