عدد اليوم
وليد فاروق (دبي)
جاءت رياح «الظروف» في الموسم الكروي المنتهي بما لا تشتهي سفن «الإمبراطور»، التي ضلت طريقها وتعثرت في «بحار» المنافسات والمسابقات المختلفة، سواء «الداخلية» أو «الخارجية»، ولم تنجح في الوصول إلى منصات التتويج في 5 بطولات مختلفة شاركت فيها هذا الموسم، ولم يقدم الفريق المستويات المعهودة عنه في المواسم الأخيرة، والتي عرفها واعتادها منها جمهوره «ذواق» كرة القدم الحقيقية، بل وتقهقر ترتيبه في مسابقة دوري الخليج العربي، لينهي الموسم في المركز التاسع، وهو ثاني أسوأ مركز له في تاريخ دوري المحترفين منذ انطلاقه حتى الآن، حيث سبق وأن تقهقر إلى المركز الـ12 موسم 2013 -2014، وثاني مرة يحتل فيها نفس المركز بعد موسم 2012 -2103 الذي احتل فيها المركز التاسع أيضاً.
وتراكمت الظروف على الوصل من بداية هذا الموسم، والذي تناوب على تدريبه فيه 3 مدربين عقب رحيل الأرجنتيني، ردولفوا أروابارينا، نهاية الموسم الماضي، حيث تولى الأرجنتيني جوستافو كونتيروس المهمة من البداية، قبل أن يرحل ويتولى المهمة مساعده المدرب المواطن حسن العبدولي، ثم تولى الروماني لورينتي ريجكامب المهمة في منتصف الموسم حتى النهاية.
وأسهمت هذه التغييرات، وتراجع مستوى اللاعبين الأجانب، وعدم تدعيم الفريق بصفقات مميزة، علاوةً على الإصابات التي طالت عدداً كبيراً من لاعبيه، في تراجع نتائجه بشكل كبير في الدور الأول للمسابقة، حيث تقهقر ترتيبه إلى المركز الثاني عشر، قبل أن يسعى للتصحيح في الدور الثاني، وينجح في الوصول إلى المركز التاسع بالنهاية.
«الفهود».. قوة هجومية وخلل دفاعى
لم يظهر الإمبراطور في الدور الأول من الدوري بمستواه المعروف على الإطلاق، حيث لم يتمكن من تحقيق الفوز سوى 3 مرات فقط، بنسبة 23.1 % من المباريات، وتلقى الهزيمة في 8 مواجهات، بنسبة 61.5 %، وجمع خلال النصف الأول من البطولة، 11 نقطة، ليسجل نسبة نجاح تبلغ 28.2 %، ولهذا كان من المنطقي أن يبقى العملاق الأصفر في المركز الـ12 في ختام الدور الأول، وفي النصف الثاني من الدوري، تغير الوضع تماماً، إذ فاز في 7 مباريات، وهو ما يوازي أكثر من ضعف انتصاراته في الفترة الأولى من عمر البطولة، كما تراجعت معدلات الخسارة لتصل إلى النصف، بعدما تلقى الهزيمة في 4 مباريات، ليحصد الوصل 23 نقطة، محققاً نسبة نجاح في الدور الثاني بلغت 59 %. وبرغم التباين الواضح في أداء ونتائج فريق القلعة الصفراء خلال الموسم الماضي، فإنه حافظ على رسمه التكتيكي المعروف، المعتمد على امتلاك الكرة وعدم التخلي عن الكرة الهجومية، وبلغ متوسط نسبة استحواذه على الكرة، 54.4 %، وبقي ضمن قائمة أفضل فرق، من حيث صناعة الفرص التهديفية، إذ بلغ الإجمالي 168 فرصة للتسجيل، لكن عاب الفريق تراجع معدلات استغلال تلك الفرص، حيث اكتفى بتسجيل 26.7 % فقط منها.
على المستوى التكتيكي، استمر تفوق العمق الهجومي للإمبراطور، وتأثيره الواضح على أهداف الفريق، مثلما كان الحال في المواسم الماضية، إذ أهدى العملاق الأصفر 27 هدفاً، تمثل نسبة 60 % من إجمالي الأهداف، دفاعياً، لا يمكن إغفال حالة التراجع الواضحة التي ضربت الخط الخلفي للعملاق الأصفر، بدليل أنه سمح لمنافسيه بالحصول على 175 فرصة للتهديف، بمعدل يقارب 7 فرص محققة في كل مباراة، واستغل خصومه ما يقارب ثُلث هذا العدد في هز الشباك الصفراء، ولم يقدم الخط الخلفي أو خط الوسط المطلوب من حيث الضغط على لاعبي المنافس، في ظل تفكك تكتيكي واضح في المناطق الخلفية، والدليل أن الخصوم سددوا 314 كرة على دفاعاته، 65 % منها داخل منطقة جزاء الوصل.
