الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبر شاشة "تلفزيون أبوظبي": "تجربة واقعية" كشفت زيف "الجماعة الإرهابية"

عبر شاشة "تلفزيون أبوظبي": "تجربة واقعية" كشفت زيف "الجماعة الإرهابية"
22 يونيو 2019 01:29

متابعة: ناصر الجابري

أكد سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»، أن العائد إلى حضن الوطن عبدالرحمن بن صبيح السويدي يقدم نموذجاً واقعياً عقلانياً، عبر اتعاظه بما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية من خلق الوهم وتزييف الحقائق، والتي تقود الإنسان إلى دهاليز الظلام، ولذلك تتمثل عودة العقل بالعودة لحضن الوطن له، وتقديم تجربته الحقيقية الواقعية التي دوّن خلالها تفاصيلها بدقة ليتطهر من الآلام التي صاحبته خلال مراجعته الفكرية واكتشافه فداحة ما قام به التنظيم السري.
جاء ذلك خلال التغطية الخاصة التي بثتها قناة أبوظبي للقاء التلفزيوني مع عبدالرحمن بن صبيح السويدي، والتي شارك فيها حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، والدكتور عمار علي حسن، الباحث والمحلل السياسي، وتناولت محاور عدة تتعلق بخطر تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية ومخططها الهادف لتدمير الأوطان.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم: أشار ابن صبيح من خلال كتابه واللقاء إلى أن التنظيم يخلق حالة من الوهم وتغييب العقل التي تغرر بالشباب، ورغم نضج العائد إلى حضن الوطن واكتمال عقله وعمره ومع صعوبة العودة والمراجعة الفكرية للإنسان في هذه الفئة العمرية، إلا أن مسببات العودة كانت كبيرة جداً، ولذلك نجده يكتب ليسعى للتخلص من الآلام وليتطهر من فداحة ما تقوم به الجماعة الإرهابية.
وتابع: حدد السويدي 3 عناصر مهمة، أعادته لحضن الوطن، حيث يتمثل العامل الأول في غربته عن بلاده، من خلال الفارق بين غربة الهروب عن الوطن والتآمر عليه، والمغترب عن الدراسة والذي تتوافر له كافة مقومات البيئة المناسبة، وخلال هذه العزلة والغربة بدأت حواسه في التفتح والحنين للوطن والوعي بالفادحة الكبرى التي ارتكبها في حق وطنه.
وأشار إلى أن العامل الثاني يتمثل في الوهم الذي قام به التنظيم السري، والفصل بين النظرية والتطبيق والممارسة، والفصل بين الأهداف المبطنة والأدوار، حيث لا يريد التنظيم من أفراده أن يعرفوا ويدركوا هذه النظرية الخطيرة، والهادفة لتدمير الأوطان وتفتيت البلدان، فيما يريدهم فقط أن يمارسوا هذا الدور الظلالي، أما العامل الثالث فيتمثل في كيفية معاملة الجهات المختصة خلال المراحل المختلفة كافة، وهو ما أدى إلى انهيار النموذج المعتم مع ضوء استقبال الوطن وتوفير كافة السبل التي دحضت الشائعات التي روجها التنظيم.


ولفت سعادته إلى أن دولة الإمارات كانت واعية منذ البداية بخطورة هذا التنظيم، وهو ما جعل التنظيم يستهدف الدولة، حيث تحدث ابن صبيح عن كيفية إدارة هذا الهجوم من خلال شبكات تتمركز أحياناً في دول أوروبية عبر استغلال القوانين التي هناك، كما تتواجد فروع أخرى تكون في عدد من الدول الضعيفة، حيث يتم استغلال الأموال التي تذهب لعمل الخير، نظراً إلى أن الأموال تشكل قوة داعمة لهم، والتي تستغل لخدمة أهداف التنظيم في ضرب الدولة الوطنية، وهو الأمر الخطير الذي يبين كيفية تحويل الأموال المملوكة للأفراد نحو استهداف الوطن وتدمير مقومات الدول الوطنية.
وأوضح سعادته أن الإشارات التي أوردها عبدالرحمن بن صبيح تعد في غاية الدقة، حيث ذكر أنه سوف يسخر مرحلته القادمة إلى فضح هذا التنظيم من خلال التواجد في وسائل التواصل الاجتماعي والاستمرار في المؤلفات واللقاءات الإعلامية التي ستشكل الشمعة التي تبصر الجميع من الانخراط وتغييب العقل والانتماء لهذه الأجندات الخطيرة، لافتاً إلى أن الحوار التلفزيوني هو حوار يدخل في إطار الاعتراف وبمثابة المراجعة.
وبين سعادته أنه من النادر جداً أن يراجع المنظم لمثل هذه التنظيمات السرية نفسه، ولكن التحولات الفكرية التي تمر بها المنطقة وهذا الضوء المشع والملهم من دولة الإمارات في كافة المسارات التنموية والاقتصادية شكلت لابن صبيح الصدمة، والتي أسماها بالصدمات الـ 3، وهي التي أيقظته وبثت فيه الوعي الكامل، وجعلته يكشف الواقع المتمثل في وجود التعارض والتناقض والانهيار الحقيقي بين الدور الذي يقوم به والنظرية.
وحول استعمال ابن صبيح للشعر خلال اللقاء التلفزيوني، أوضح سعادته أنه يشير خلال البيتين الشعريين إلى أن الدولة كالجبل المهيب، حيث تقدم قمة التسامح في عام التسامح بعفوها وصفحها، إلا أنه من المهم استحضار أن التنظيم السري والإسلامويون لا يؤمنون بالشعر ولا بالموهبة ولا بالفن، فالشعر لديهم لا قيمة له، ولذلك يشهد تاريخ جميع التنظيمات السرية بغياب الموهبة والشعر، فلا نجد لديهم مبدعين أو موهوبين.
وشدد سعادته على أهمية الاستمرار في توعية أولئك الهاربين الذين يعيشون خارج الوطن، حيث ينبغي أن تعود لهم عقولهم ويتخلصوا من أوهامهم وأوثانهم، حيث إن الشعارات الإسلاموية لن تنفعهم، بل ما ينفعهم فقط هو وطنهم فهو الحضن والأهل، مستذكراً بيتاً شعرياً لأحمد شوقي «وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي».
من جهته، أكد حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، أن الإنسان حينما يعود إلى بيته وحضنه ومحبيه فنحن أهله وبلده وليس التنظيم، حيث لن يستطيع التنظيم أن يحل محل الأوطان مهما كانت الأسباب والظروف، ولن يستطيع تعويض الهاربين عن العدالة والقانون ببيتهم وحضنهم وأهلهم.
وقال: نحن أمام نموذج حي للشخص الذي كان يعيش بين أحضان التنظيم لفترة من الزمن وحينما عاد لبيته الأول وهو وطنه، استطاع أن يجري هذه المقارنة العقلانية بين ما كان عليه من تغرير في تنظيم إرهابي يسعى لبث الفتنة والشرور ليس فقط للمنطقة ولكن حتى لأولئك الذين تم التغرير بهم، حيث رأى ابن صبيح فارق المعاملة خلال عودته للوطن.
وأضاف: إن دولة الإمارات بفضل القيادة الرشيدة وبالحكمة التي أرساها الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإنها تبث أسمى صور التسامح، والإحسان الذي يفوق العدل من خلال منح الزيادة في العطاء عبر العفو الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لعبدالرحمن بن صبيح والذي استطاع أن يكون عضواً فاعلاً في المجتمع خلال فترة وجيزة من الزمن منذ اكتشافه للواقع.


وأشار إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية دأبت على استخدام التزييف في المعركة الإعلامية التي نعيشها، حيث تعد الجماعة من الأدوات التي تم استغلالها لمحاربة هذه المنطقة وتغيير واقعها، ونظراً أنهم ليسوا على حق فإنهم يتجهون للتزييف وتغيير الواقع بهدف إقناع أكبر عدد من الرأي العام، ويعد ابن صبيح نموذجاً للمغرر بهم والذي اكتشف الفارق بين الأمور التطوعية والإنسانية والخيرية وحقيقة الأجندة التي يقوم عليها التنظيم السري، ولذلك علينا التفرقة بين المنظّرين والتنفيذيين الذين هم مجرد أدوات لتحقيق أهداف التنظيم.
ولفت إلى أن أحد أهداف التنظيم يتمثل في فصل الفرد المنتمي إليهم عن أهله بهدف عدم وصول الأخبار له، ولإيقاف الحنين الفطري الذي يشعر به المواطن عند بعده عن أهله ووطنه، لافتاً إلى أنه بمجرد التقاء عبدالرحمن بن صبيح بأهله، تكشفت الحقائق التي أنهت كافة الشائعات الزائفة عن وضع ابن صبيح ومعاملته، وهو الأمر الذي ساهم في استفاقته نحو العودة لحضن الوطن.
وأوضح أن كل من يكابر على قضية الوطن والأهل والذين لازالوا يختبئون في خنادق الدول المارقة ومغرر بهم، فعليهم أن يراجعوا أفكارهم وينظروا إلى دولة الإمارات والتي تمضي قدماً في كافة المجالات التنموية والثقافية بفضل رؤية القيادة الرشيدة والتي ستوصلنا إلى معانقة الفضاء من خلال رحلة أول رائد فضاء إماراتي بعد 100 يوم، فهذا هو مشروعنا التنموي المزدهر بالمقارنة مع مشروع التنظيمات الإرهابية التي تقلب الشعوب على الأوطان وتشعل الفتنة وتدمر المكتسبات.
ووصف الكعبي أن الأحداث التي مرت بها الدولة منذ الكشف عن التنظيم السري، أنها «الجرعة التحصينية» للدولة، حيث نجد أن الشعب أكثر تماسكاً والتفافاً وتوحداً مع قيادته، حيث لن يستطيع أي تنظيم أن يعبث فساداً في الإمارات بوجود هذه العلاقة المتفردة بين الشعب والقيادة، مستحضراً بيت الشعر القائل «إذا عظم البلاد بنوها أنزلتهم منازل الإجلال».

عمار علي حسن: تصدع «الجماعة»
قال الدكتور عمار علي حسن، الكاتب والمحلل السياسي: عندما قرأت كتاب «كبنجارا»، اكتشفت وجود تجربة ومراجعة حقيقية لدى ابن صبيح، حيث كنا نطرح دوماً سؤالاً في مصر عندما بدأت الجماعات المتطرفة تتحدث عن مصالحة مع الدولة والعودة عن التطرف والغلو ورفع السلاح والانخراط في الحياة الطبيعية، حول جدية هذا الأمر، وإن كان تراجعاً تكتيكياً واستراتيجياً بفعل وطأة الهزيمة أم قطيعة فكرية حقيقية مع الماضي.


وأضاف: إن لحظة التأمل في السجن التي عاشها ابن صبيح جعلته يراجع أفكاره من خلال محطات متوالية جعلته يفك الصلة بينه وبين التنظيم، لافتاً إلى أن لدى الإخوان قدرة على ربط أعضائها إما بالشعارات المعسولة أو المصالح المادية أو التهديد المباشر، وهو الأمر الذي يجعل كل دولة تريد أن تطوقه بأن تأخذ في اعتبارها تلك الوسائل والآليات التي يتم من خلالها بناء علاقة قوية بين أي فرد من داخل التنظيم وجوهره.
وأشار إلى أن ما قاله ابن صبيح يتوافق مع ما قاله عدد من قادة الجماعة المنشقين، والذين أكدوا أن الأسرار الحقيقية والخفية للتنظيم لا يعرفها إلا قلة، فهناك صفوف متتابعة منفذة لا تعرف الحقيقة وتتصور أنهم جماعة أخلاقية لها أهداف خيرية، ومن ثم يكتشفون تباعاً كلما صعدوا في التنظيم أن الأمر ليس بهذا النحو، وحينها يكونون ربطوا بحبل غليظ وبالمصالح والمنافع والتهديدات التي تصعّب العودة.
ولفت إلى أن تجربة ابن صبيح في غاية الأهمية، باعتباره عضواً قديماً تدرج إلى مستويات متقدمة في التنظيم واطلع على النوايا الخفية له، ومن ثم أدرك أنه كان يمضي في طريق خاطئ، وهو الأمر الذي سيسهم في المزيد من التصدع للجماعة.

اقرأ أيضاً: فضائح جديدة كشفها عبدالرحمن بن صبيح.. الانشقاقات تعصف بـ"الإخوان"

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©