الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاب يعتمد على الخادمة في دراسته

18 ابريل 2011 20:03
اعتدت أن أراه يومياً، يمشي متثاقلاً، بعد أن يتحرك من مكانه ليرمي برجل تلو الأخرى في حافلة المدرسة التي تكاد تصل باب غرفته، تزحف إلى أعمق نقطة أمام بيته، تدلف الزقاق المزدحم بالسيارات، في حين أنه في إمكان هذا الطالب أن تتجاوز خطواته المكان إلى الشارع الرئيس، ويوفر عناء دخول الحافلة، ثم الرجوع بها للوراء أو الالتفاف بها من خلف السيارات والرجوع مرة أخرى للشارع، وهي عملية ليست يسيرة على سائق ملتزم بتوقيت المدرسة، وهناك الكثير يشبهون هذا الطالب. هذا ما كنت أرقبه من تصرفات هذا الطالب السنة الماضية، وأنا أخرج بأولادي من زحمة الطريق إلى الشارع العام لتوفير الوقت وجهد سائق الحافلة المدرسية، بينما الشاب الذي يقارب عمره العشرينات، ولا أعرف مدرسته التي يدرس فيها، تطور معه الموضوع هذه السنة، وإلى أبعد نقطة، حيث أصبحت الخادمة تحمل حقيبته التي تحوي كمبيوتره المحمول إلى داخل حافلته المدرسية، التي ما زالت تدلف المكان باحثة عنه، تسلم الخادمة الأمانة، وترجع من حيث أتت، وتظل الحافلة واقفة تنتظر، وأمام موقف الطالب المستفز، لا مجال إلا للتنبيه عن طريق منبه الصوت، وبعد فترة تراه يتهادى وهو منزعج من موقف السائق. هذا ليس الموقف الوحيد الذي يصادفنا في حياتنا من تصرفات بعض شباب اليوم المتواكلين، الذين من المفروض أنهم سند الغد ورجاله ونساؤه، من يجابهون الصعوبات ويحمون الوطن، هم قوته وعزوته. هو فقط نموذج من نمادج كثيرة متراخية، متهاونة تعتمد على الخدم في تأدية دورها البسيط في الحياة، ونموذج آخر لا يقل أهمية عن تصرف الأول. هي مواقف صادمة فعلاً، فكيف يمكن الاعتماد على مثل هذه الفئة من الناس مستقبلاً، التي تتواكل وتعتمد على الغير في ترتيب كل أمورها؟ قد يقول البعض أن هذا دور الخادمة في خدمة أصحابها، وقد يقول البعض الآخر أن الخادمة والسائق باتالدى البعض من الوجاهة الاجتماعية، ولكن القول الفصل أن التمادي في الاعتماد عليهما أصبح عائقاً في وجه النمو النفسي والفكري والاجتماعي للأطفال والشباب، وأصبحا سبباً من أسباب شلل التفكير ومن ثم إعاقته، وحاجزاً أمام التطور الذاتي بطرقه السليمة المتدرجة التي بها يختبر الإنسان حياته الشخصية، ويكتسب مهارات معرفية تنفعه في حياته، وتجعل له مخارج من كل ضيق. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©