الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين.. وترويض كوريا الشمالية

12 مايو 2018 23:00
في أبريل 2017، انتشر منشور على موقع التواصل الاجتماعي الصيني «وي تشات»، شبّه كوريا الشمالية بـ «وحش ضارٍ»، وأشار إلى أنه على أحد ما (الصين) أن يكبحه. لكن الآن تتأهب بكين لشيء أكثر طموحاً ألا وهو: ترويض كوريا الشمالية كتابع إقليمي للصين. وفي ختام قمته الثانية خلال 40 يوماً مع زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون»، قدّم رئيس الصين وزعيم حزبها الشيوعي «شي جينبينج»، الثلاثاء الماضي، مباركته لشغف «كيم» الجديد بـ «التنمية الاقتصادية». واتفق الرئيسان، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية الرسمية «شنخوا»، على أن أي تحرك لكوريا الشمالية صوب تفكيك برنامجها النووي والصاروخي، سيجري وفقاً لـ «تدابير تزامنية وعلى مراحل» تُفضي إلى «نزع السلاح النووي، وتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية». وفاجأ اللقاء الثاني في أقل من شهرين لـ «شي» مع زعيم كوريا الشمالية، وسائل الإعلام الغربية، التي كانت صورت الصين على أنها مهمشة في ظل رياح الدبلوماسية التي بدأت عندما أرسل «كيم» وفداً إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية في فبراير الماضي. غير أن الصين استعادت موقعها في مارس عندما دعت كيم لعقد قمة في بكين. ويوم الثلاثاء الماضي، أثناء اجتماعهما في مدينة «داليان» الصينية، كرّر الرئيس «شي» دعم الحزب الشيوعي الصيني لنظيره الكوري الشمالي، بينما يتأهب «كيم» لقمة أخرى في 12 يونيو مع الرئيس الأميركي في سنغافورة. وفي لقاءاته مع «كيم»، بدا «شي» حلقة وصل بين الثورة الماركسية والصين الإمبراطورية، فوصف نظيره الكوري الشمالي بـ«الرئيس الرفيق»، مشدداً على أن كلا البلدين «اشتراكيين»، وأشار إلى العلاقات الدافئة بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب العمال الكوري. غير أن «شينخوا» أشارت إلى سعي «كيم» للحصول على تأييد لبرنامج التنمية الاقتصادية الذي يأمل أن يكون حجر الزاوية في المرحلة المقبلة لحكمه في كوريا الشمالية. وعلى مدار عقود تعاملت الصين الإمبراطورية مع كوريا على أنها امتداد لإمبراطوريتها، ولم تكشف الصور المنشورة يوم الثلاثاء عن أي اختلاف. ويُدرك «شي» أن «كيم»، بتواصله مع ترامب ومون، يسعى لتخفيف قبضة الصين على دولته. فالصين مسؤولة عن أكثر من 80? من تجارة كوريا الشمالية. وخلال إدارتي بوش الابن وأوباما، تجاهلت الشركات الصينية العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية. غير أن إدارة ترامب نجحت في دفع الصين إلى التشديد على تلك الشركات، وقد لعبت تلك العقوبات دوراً في حمل كوريا الشمالية على التفاوض. ورغم ذلك، يبدو أن الصين تحتضن بيونج يانج مجدداً، وأسباب ذلك واضحة، فاستمرار كوريا الشمالية كدولة اشتراكية متحالفة مع الصين، أمرٌ ذو أهمية استراتيجية محورية للحزب الشيوعي الصيني، في إطار سعيه للهيمنة على آسيا. ومعلوم أن وحدة شبه الجزيرة الكورية أمر تخشاه بكين، كما تخشى من احتمال إقامة كوريا الشمالية علاقات طيبة مع الشطر الجنوبي. لذا، يحتاج «شي» إلى بقاء كوريا الشمالية في معسكره، وربما أظهر لكيم عدم ارتياح الصين لتواصله مع سيؤول وواشنطن. *المدير السابق لمكتب «واشنطن بوست» في بكين يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©