الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«لِنكُن لهم وطناً»

«لِنكُن لهم وطناً»
20 يونيو 2019 02:01

يطرح اليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل عام، جملة من التساؤلات الملحّة حول واقع اللاجئين ومستقبلهم، والدور الإنساني الفردي والمؤسسي الذي يلتزم به العالم تجاههم، فما ينبغي الالتفات إليه بالنظر إلى أعداد اللاجئين خلال السنوات الخمس الأخيرة، هو التزايد المستمر لعددهم البالغ أكثر من 68 مليون لاجئ حول العالم خلال العام 2018.
هذا التزايد الملحوظ يعود إلى ما شهده العالم خلال سنوات من الأزمات والصراعات التي شكلت في صورتها العامة ملامح العقد الأخير من عمر المنطقة والعالم، حيث تجسد في ظهور تيارات متطرفة أججت الأزمات، وفتحت باب النزاع في العديد من بلدان العالم، فكان اللاجئون هم النتيجة الأولى لهذه الصراعات.
المعاين لهذه الصراعات والنزاعات، والواقف عند جذورها، يجد أنها قائمة في أساسها على غياب المعرفة، وتراجع الوعي، وتزايد الجهل بالآخر وبالذات، فتشكل التيارات المتطرفة كشف حجم الجهل بالمنظومات الفكرية الإنسانية الداعية للمحبة والإخاء والسلام، وأكد قدرة الفكر المتطرف على حشد أجيال من المغيبين والمصابين بقصور الوعي إلى مساحته، وتجنيدهم تحت شعارات مغلوطة ومضللة داعية للظلامية والخراب.
اليوم ونحن في اليوم العالمي للاجئين ينبغي علينا أن ننتبه كمجتمع دولي، ومؤسسات إنسانية وأفراد، أن البيئة الاجتماعية التي يعيشها اللاجئون في بعض بلدان العالم، هي بيئة قد تكون ملائمة لتنامي الفكر المتطرف وتبني الأفكار الظلامية، إذ يعاني بعض الأطفال اللاجئين غياب فرص التعليم، وفقدان الحق في الذهاب إلى المدارس، والحرمان من أدنى مقومات الحياة الكريمة.
إن تواصل هذا الغياب والحرمان يفتح الباب أمام تكرار تجربة الانخراط في الجماعات المتطرفة، وتبني الأفكار الظلامية، وبالتالي تحول بعض مخيمات اللاجئين إلى بؤر لتنامي التطرف والتعصب والعنف، خاصة في ظل معاناة بعض اللاجئين من التهميش والرفض جراء شعور مجتمعات البلدان التي لجأوا إليها بمنافسة اللاجئين لهم على رزقهم وعملهم وفرصهم في العيش.
وفي يومهم العالمي، نقول للاجئين: على عاتقنا مسؤوليتكم، وجميعنا نحمل همكم، ونحن معكم، أيدينا بأيديكم، ونقول للعالم أجمع، لنكن لهم وطناً لحين عودتهم لأوطانهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©