الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحيفة بريطانية: لم يعد ممكناً التسامح مع الدبلوماسية القطرية الحالية

16 يونيو 2017 03:53
أبوظبي (وكالات) كتب الباحث غانم نسيبة في صحيفة «إنترناشونال بزنس تايمز» البريطانية أن قرار الحلفاء العرب لبريطانيا مقاطعة قطر يشكل دعوة للندن من أجل إعادة النظر في سياستها الخارجية. وقال: على مدى أكثر من عشرين عاما،  شجعت تلك الدول قطر على وقف دعمها للمتطرفين الإسلاميين، علماً بأن الدوحة متهمة منذ فترة طويلة بأنها مؤيدة للإرهاب الإسلامي. وتشمل الاتهامات وسائل الإعلام القطرية، مثل قناة الجزيرة الناطقة بالعربية. ويشمل العمل العربي ضد قطر قطع العلاقات الاقتصادية. ومن هذا المنطلق، رأى نسيبة أهمية أن تنحاز بريطانيا إلى طرف ما «ففي عصرٍ تحتاج فيه بريطانيا إلى صفقات تجارية في عالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا يمكن لندن أن تفقد شركاءها العرب الرئيسيين». وذكر نسيبة أن قطر هي أيضًا شريك تجاري مهم لبريطانيا. إلا أن حجم التجارة بين بريطانيا وقطر أقل من عشر حجم التجارة مع الدول العربية الأخرى. كما أن الولاءات القطرية قد تحددت بوضوح شديد، وذلك من خلال التعبير عن إعجابها بالجماعات الإرهابية. وشدد على وجوب إقناع قطر بتغيير المسار الذي اختارته، وإذا لم تمتثل «على بريطانيا إعادة تقييم علاقتها معها». وأضاف: الدليل على دور قطر في دعم الإرهاب شديد الوضوح. فبعد وقت قصير من قمة الرياض، اختار أمير قطر التودد لإيران، وبعبارات غير مؤكدة، أعرب عن إعجابه بحزب الله وحماس. وعلى الرغم من أن قطر أكدت أن وسائل الإعلام تعرضت للاختراق، فإنها لم تنكر الادعاءات بأنها تؤيد الجماعات الإرهابية. وهذا في حد ذاته مثير للذهول. وأوضح أن قطر هي مقر الأب الروحي للإخوان يوسف القرضاوي الذي منع من دخول بريطانيا في عام 2008 بسبب دعمه للهجمات الانتحارية. ويعتبر القرضاوي أحد أكثر المستشارين تأثيراً لدى أمير قطر. ورأى نسيبة أنه لم يعد ممكناً التسامح مع الدبلوماسية القطرية المزدوجة بين دول الشرق الأوسط المعتدلة. وفيما تدفع الدول الحليفة للغرب قطر إلى تغيير مسارها قبل إعادة العلاقات معها، يرى نسيبة أنه لا يمكن لبريطانيا أن تقف متفرجة. ولفت إلى أن قطر والكيانات القطرية التابعة لها تملك استثمارات استراتيجية كبرى في بريطانيا. وأضاف: كشف تقرير صدر في مارس الماضي أن أملاك قطر في بريطانيا هي ثلاثة أضعاف ممتلكات الملكة. ومثلاً، تملك الدوحة القرية الأولمبية في لندن 2012 ومتجر هارودز. كما تمتلك قطر 20? من أسهم «آي أيه جي» الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية، كما أعلنت قطر في نفس الشهر أنها تخطط لاستثمار خمسة مليارات جنيه إسترليني في البنية التحتية في المملكة المتحدة، ومن المؤكد أنه لا يمكن السماح لبلد متهم بدعم الإرهاب بممارسة هذا التأثير في بريطانيا. وقال: رغم أن الاستثمار الأجنبي في بريطانيا موضع ترحيب، خاصة بعد «بريكسيت»، إلا أنه لا ينبغي أن يقوض الأمن البريطاني، ويعرض العلاقات الاستراتيجية للمخاطر. هذه الاستثمارات القطرية وضعت بريطانيا على خلاف مع حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، ممن لديهم الكثير للاستثمار في بريطانيا، من دون المشاكل السياسية التي يسببها المال القطري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©