السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"اللامستحيل".. إماراتي

"اللامستحيل".. إماراتي
18 يونيو 2019 01:28

سامي عبد الرؤوف وآمنة الكتبي (دبي)

تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة، من ابتكار وإضافة أنظمة ومفاهيم جديدة أصبحت مسجلة باسمها على المستوى العالمي، ويميز هذه الابتكارات أنها تغطي الكثير من المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية، ما جعل هذه الابتكارات محط اهتمام ودراسات في العديد من البلدان.
وتعد الابتكارات التي قدمتها الإمارات في السنوات الأخيرة، نماذج عالمية «استباقية» تتنبأ بالتحديات، وتضع لها حلولاً، وتقدم رؤية متكاملة ومتقدمة في التعامل مع احتياجات المستقبل، ما أكسبها سمعة عالمية متميزة من جهة، وجعل الدولة تحصل على المراكز الأولى في الكثير من مؤشرات التنافسية العالمية، وتنال المراتب الأولى والمتقدمة على مستوى العالم.
ومن أحد وأبرز ما ابتكرته دولة الإمارات، مؤخراً، استحداث وزارة «اللامستحيل» في الرابع والعشرين من أبريل الماضي، وهي وزارة افتراضية غير تقليدية، من دون وزير، وطاقمها أعضاء مجلس الوزراء، وتتولى ملفات وطنية مهمة، وتسعى لمواجهة التحديات المتوقعة والمستقبلية في العمل الحكومي، تؤدي إلى التخلص من العوائق بنسبة 100%.
وتعمل وزارة «اللامستحيل» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على إعادة هندسة المنظومات الحكومية والسلوكيات المجتمعية والتفكير الاستباقي.

تتسم الملفات الوطنية التي تقوم عليها وزارة «اللامستحيل» بأنها مهمة وتتطلب معالجات سريعة وجريئة وقرارات فاعلة، لذلك تتضمن مهام الوزارة، تطوير حلول استباقية وجذرية لمواضيع معينة ضمن فترة زمنية محددة، وتضم فرق عمل «ذات مهام مشتركة» من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والأفراد، ويتم تغيير تشكيلاتها حسب الملفات المطروحة على أجندة العمل.
ويقوم مفهوم وزارة «اللامستحيل» على إعادة تصميم مفهوم الحكومة من خلال تأسيس منصة للتغيير الجذري في منظومة العمل الحكومي، لتطوير حلول للتحديات الصعبة عبر تبني نماذج عمل جديدة ومبتكرة وآلية فكر تدعم ثقافة المخاطر المدروسة، بما يحسن حياة المجتمع، ويقدم للعالم أنموذجاً جديداً للجيل القادم من الممارسات الحكومية.
وتجسد وزارة «اللامستحيل» الواقع الذي نعيشه اليوم في الإمارات، وهو نتاج أفكار غير تقليدية لقادة غير تقليديين، وابتكار منظومات غير تقليدية لجعلها واقعاً ملموساً، لأن المستقبل يحمل الكثير من التحديات التي تتطلب التجديد بشكل مستمر في هيكلية الحكومة، وطريقة عملها، ولأنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يقف أمام الطموحات والتطلعات اللامحدودة لدولة الإمارات، لا سيما أن المستحيل كلمة غير موجودة في قاموس الإمارات، قيادة وشعباً.
وتستهدف هذه الوزارة الحديثة، الارتقاء بالخدمات والإجراءات الحكومية كافة، وبناء أرضية عمل استشرافية تمكننا من رصد الاحتياجات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية أولاً بأول، وتوفيرها حتى قبل الطلب.

من صحراء قاحلة إلى واحة خضراء

منهج تنموي ريادي
تتضمن آلية عمل «وزارة اللامستحيل» العمل بالشراكة مع الوزارات كافة والجهات الحكومية والخاصة في الدولة للتصدي لأبرز الملفات الملحة، والعمل في إطار تنسيقي تام لتحقيق المستهدفات والنتائج وفق جدول زمني محدد.
وتبني وزارة «اللامستحيل»، أداءها على التجارب الناجحة، والمنهج التنموي الريادي الذي استلهمته قيادة دولة الإمارات من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، في بناء دولة الإمارات والانتقال بها إلى مصاف أكثر الدول تقدماً في العالم.
وتترجم وزارة «اللامستحيل» رؤية وفكر القيادة الرشيدة، بأن المستحيل غير موجود في منهجيتنا وأسلوب عملنا، وأنه لا سقف للطموحات في دولة الإمارات، كما تشكل منظومة عمل إماراتية تتبنى صناعة التغيير الإيجابي، وإيجاد حلول فعالة ونوعية لتحديات استثنائية وتحويلها إلى فرص تلبي الاحتياجات بشكل استباقي.
وبدأت وزارة «اللامستحيل» تطبيق أنموذج عمل، يتسم بأنه «مؤسسي مرن»، وتعمل الوزارة على ترسيخ مفهوم اللامستحيل في أنموذج عمل مؤسسي مرن مبني على مفهوم تصميم الحياة، يتبنى فكر وأسلوب قيادة دولة الإمارات في تطوير العمل الحكومي، ويعكس منهجاً وأسلوب عمل جديداً في ممارسات وعمل الحكومة كافة، ويعيد صياغة مفهوم الحكومة من خلال تغيير الأنظمة والسلوكيات، وترسيخ ثقافة اللامستحيل.

من أول مشاركة في «إكسبو اليابان» إلى استضافة العالم في دبي

مهام «اللامستحيل».
وتتولى وزارة «اللامستحيل»، ومقرها منطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، في المرحلة الأولي «حالياً» عدداً من ملفات المهام المتعلقة تشمل كلاً من: إدارة البيانات وإدارة الخدمات الاستباقية، وإدارة المكافآت السلوكية، وإدارة اكتشاف المهارات الوطنية، وإدارة منصة المشتريات الحكومية.
وتضم الوزارة، إدارة بيانات تهدف إلى دعم عمليات اتخاذ القرار، وتشجيع التبادل المعرفي بين الجهات، وتعزيز المهارات وبناء القدرات في المستويات كافة، وتحفيز ثقافة الاستكشاف والتجربة، وترسيخ منهجية اللامستحيل كثقافة عمل مؤسسي في الحكومة، إضافة إلى مساحات لفرق العمل توفر بيئة مثالية لإنجاز المهام بفالية وكفاءة.
ويتضمن نطاق عمل «اللامستحيل» المخاطر المدروسة، والتغيير الجذري في أنظمة العمل، وتجربة واختبار أساليب جديدة في طريقة العمل الحكومي، فيما تشمل معايير اختيار ملفات المهام الخاصة بهذه المبادرة الحكومية الفريدة، أن تكون المهمة تغيرّ الأنظمة بشكل جذري، وتحسّن حياة الناس بطريقة ملموسة، وذات علاقة بالعمل الحكومي.

مطار دبي من مدرج رملي واحد إلى مطار المليون مسافر

الخدمات الاستباقية
وتعمل إدارة الخدمات الاستباقية على تصميم تجربة متعامل ترافقه في مراحل الحياة كافة، من خلال توفير خدمات قبل الطلب، تشمل مجالات العمل الحكومي المختلفة وفئات المتعاملين كافة.
وتضم هذه الإدارة فريقاً متخصصاً من جهات حكومية عدة، وخبراء في تحليل البيانات وخصوصية البيانات وتصميم واجهة المستخدم، كما سيتم الاستعانة بأعضاء من شركات مبتكرة لدعم عمل الفريق بأفكار استثنائية لتصميم حلول الذكاء الاصطناعي.
وتهدف إدارة الخدمات الاستباقية إلى تلبية احتياجات المتعاملين بخدمات قبل الطلب، من خلال رسم مسار رحلة الحياة الطبيعية للأفراد في دولة الإمارات، وتصميم الخدمات الحكومية وفقاً لها، مع مراعاة احتياجات المتعاملين وخصوصياتهم كافة.
وسيتم إنجاز هذه المهمة من خلال المشاورات مع الشركاء والمعنيين، لمواءمة أهداف «الخدمات الاستباقية»، وتحديد مجالات التطوير من خلال البحث عن المنصات والخدمات، وإطلاق عمليات بحث ودراسات ومقابلات مع مختلف شرائح المتعاملين، ودراسة واقع الخدمات الحالية ومجالات التحسين، إضافة إلى العمل على تخطيط مسارات الحياة الرئيسة، والتفكير في كيفية جعل الخدمات الحكومية أكثر استباقية.

من فندق بطابقين إلى ريادة قطاع السياحة عالمياً

المكافآت السلوكية
وتمثل إدارة المكافآت السلوكية، أحد الملفات التي ستتولاها وزارة «اللامستحيل» في المرحلة الأولى، وتضم فريقاً متخصصاً من عدد من الوزارات والجهات الحكومية، وخبراء في مجالات البرمجة والعملات الرقمية والبلوكتشين.
وتهدف هذه الإدارة إلى تحفيز السلوك الجيد والإيجابي لدى أفراد المجتمع من خلال نظام «مكافآت» يتم منحها للملتزمين بالسلوكيات المجتمعية الإيجابية على شكل نقاط يستفيد منها الأفراد في دفع رسوم الخدمات الحكومية المختلفة.
وستعمل الإدارة على تحديد قائمة بالسلوكيات الجيدة، ووضع نظام لاحتساب النقاط والمكافآت وقياس السلوك الجيد للأفراد، وإطلاق المبادرات الهادفة إلى تحفيز المجتمع على تبني السلوكيات الإيجابية، وتطوير إطار عمل للجهات الحكومية لإضافة أو تعديل قائمة السلوكيات بما يتماشى مع سياسات الدولة، لتصبح هذه المكافآت السلوكية عملة رقمية معتمدة للمعاملات الحكومية، يتم توزيعها على الأفراد الملتزمين.

آلية لاستكشاف مهارات المواطنين
تعمل إدارة اكتشاف المهارات، على تهيئة بيئة حاضنة وممكنة لمهارات المواطنين، وتنميتها وتوظيفها في دعم مسيرة التنمية وصناعة المستقبل في دولة الإمارات، وتطوير آلية لاستكشاف مهارات المواطنين من مختلف الأعمار والفئات، وتشكيل إطار عمل لتنمية المهارات، وتحليل المهارات وتطوير آلية لتقييمها، والتعاون مع عدد من الشركات للمساعدة في تطويرها.
وتهدف هذه الإدارة إلى تطوير آلية لاستكشاف مهارات الأفراد في مجتمع دولة الإمارات، وتوفير المعطيات اللازمة لتطوير هذه المهارات، ويضم فريق عمل هذه الإدارة خبراء في مجالات بناء المهارات واستكشاف المواهب، والتقييم الفردي، كما ستتم الاستعانة بأعضاء من شركات مبتكرة لدعم عمل الفريق بأفكار استثنائية.

المشتريات الحكومية
تمثل إدارة منصة المشتريات الحكومية آلية استثنائية لتطوير منظومة عمليات المشتريات الحكومية، وتوجيهها لدعم رواد الأعمال المواطنين من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بالاستفادة من ابتكارات التجارة الإلكترونية.
وتهدف الإدارة إلى تطوير منصة سهلة الاستخدام للمشتريات الحكومية تحاكي سهولة وسرعة الأسواق العالمية على الإنترنت، وتعزز المشتريات الحكومية من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، وتعزز كفاءة الإنفاق الحكومي من خلال خفض تكلفة المشتريات بشكل ملحوظ.
وتعمل المنصة على تحديث سياسة المشتريات الحكومية لتسريع عمليات الشراء ورفع كفاءتها وتقليل المدة الزمنية لإنجازها، وتطوير منصة إلكترونية للمشتريات الأكثر طلباً مع إمكانية تنميتها لتغطي عدداً أكبر من المنتجات والخدمات، كما سيتم إطلاق منصة شراء لاختبار تجربة الشراء الجديدة، ويضم فريق عمل هذه الإدارة خبراء مشتريات وسياسات مالية ونظم معلومات ومتخصصين في الإدارة الحكومية، وشركاء من القطاع الخاص، فيما يستعين الفريق بأفكار استثنائية لممثلي شركات رائدة عالمياً في مجال المشتريات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©