السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انسحاب مخربي «الحشد» من محيط سفارة أميركا ببغداد

انسحاب مخربي «الحشد» من محيط سفارة أميركا ببغداد
2 يناير 2020 01:28

هدى جاسم ووكالات (بغداد)

انسحب المخربون التابعون لميليشيات «الحشد الشعبي» من محيط السفارة الأميركية في بغداد، أمس، غداة اقتحامها على خلفية غارات جوية استهدفت ميليشيا «كتائب حزب الله»، الفصيل الموالي لإيران والمنضوي ضمن «الحشد الشعبي»، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلاً.
وأثار ذلك تصعيداً بين طهران وواشنطن ومخاوف لدى الولايات المتحدة من تكرار أحداث سفارتيها في طهران عام 1979 وفي مدينة بنغازي الليبية عام 2012. واستدعت طهران، أمس، القائم بالأعمال السويسري للاحتجاج على المواقف الأميركية.
وتوجه المخربون إلى مخارج المنطقة الخضراء المحصنة، حيث مقر السفارة وساروا وهم يهتفون «حرقناهم»، فيما قامت شاحنات بنقل هياكل حديدية وخيم استخدمها المخربون للاعتصام المفتوح الذي أعلنوه أمس الأول عند محيط السفارة. وكانت ميليشيات «الحشد الشعبي» التخريبية دعت في وقت سابق في بيان عناصرها إلى «الانسحاب».
وجرى إغلاق المنطقة الخضراء، أمس، غداة اقتحامها من قبل المخربين من دون تسجيل صدامات. وبدا أنّ قرار الإغلاق اتخذ منعاً لالتحاق مخربين آخرين بمئات من عناصر الميليشيات الذين قرروا البقاء في محيط السفارة. ورشق مخربون، أمس الأول، مجمع السفارة بالحجارة.
وفي طهران، تم استدعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، للاحتجاج على تصريحات المسؤولين الأميركيين في العراق المجاور.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية: «إن القائم بالأعمال السويسري استدعي إلى وزارة الخارجية، على خلفية مواقف لمسؤولين أميركيين فيما يتعلق بالتطورات في العراق».
وعندما بدأ مخربو «الحشد» استعداداتهم للاعتصام المفتوح الذي أعلنوه أمس الأول أمام السفارة، كان عناصر من وحدات النخبة العراقية يشكلون حاجزاً يحيط بالسفارة، لكنهم باتوا عاجزين تماماً عن المواجهة.
وقال أحد أفراد القوات الخاصة المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء فيما لاحت على وجهه ملامح الإحباط: «فقدنا هيبتنا»، مضيفاً: «نحن مكتوفو الأيدي، لا نستطيع منع تدهور الأوضاع، ليس لدينا أوامر حتى نتصرف».
ويثير الاعتداء على السفارة والغارات الأميركية التي سبقت ذلك، واستهداف مقرات تضم أميركيين بقذائف، الخشية من تحوّل العداء الأميركي- الإيراني إلى نزاع مفتوح في العراق.
واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بالوقوف خلف الاعتداء على سفارة بلاده في بغداد، مهدداً بأنّها ستدفع «الثمن غالياً».
وبرغم أنّ ترامب أكد أنّه لا يريد حرباً مع إيران، فإنّ واشنطن قررت برغم ذلك نشر 750 جندياً إضافياً في الشرق الأوسط، و«من المحتمل جداً» إرسالهم إلى العراق وفق ما قال مسؤول أميركي.
ومنذ انسحابها من العراق في 2011 عقب ثمانية أعوام من الاحتلال، خسرت الولايات المتحدة بعض نفوذها في هذا البلد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تهز العراق منذ الأول من أكتوبر انتفاضة شعبية ضد السلطة المتهمة بالفساد وانعدام الكفاءة، وضد النفوذ الإيراني.
وبدا أنّ التوتر الإيراني الأميركي ألقى بظلاله على الاحتجاجات المستمرة، فيما بدأ النواب غير القادرين على التوافق حول الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون، بالسعي نحو تغييرات أخرى.
وفي الأيام الأخيرة، وقع نحو مئة نائب عراقي على دعوة لإدراج موضوع طرد القوات الأجنبية من العراق في جدول أعمال البرلمان.
وقال متظاهر مناهض للسلطة في ساحة التحرير: «إننا واضحون جداً منذ الأول من أكتوبر: يجب ألا يكون العراق ساحة للنزاعات بين إيران والولايات المتحدة»، مشيراً إلى تصميمه ورفاقه على مواصلة الاحتجاجات.

تعليق العمليات القنصلية حتى إشعار آخر
علقت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، العمليات القنصلية كافة حتى إشعار آخر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاجوس في مقابلة تلفزيونية أمس: «إن الأمور في محيط السفارة أصبحت تحت السيطرة، وذلك بعد انسحاب مخربي ميليشيات الحشد الشعبي من أمام السفارة بعد يوم من الهجوم عليها».
وأضافت أورتاجوس: «إن من هاجم السفارة إرهابيون وليسوا محتجين»، مضيفة: «كان هناك تضليل بأن من تواجدوا في محيط السفارة هم من المحتجين».
وتابعت المتحدثة قولها: «إن واشنطن ستستمر في دعم المتظاهرين السلميين في العراق».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©