الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمليات التجميل تجعل من دمشق مركزاً لاستنساخ نجمات الفن

عمليات التجميل تجعل من دمشق مركزاً لاستنساخ نجمات الفن
17 يونيو 2010 21:01
تلقى عمليات التجميل رواجاً مطرداً في العيادات والمشافي السورية الخاصة، ومع انتشار شعار «النيولوك» أصبحت كثيرات من السوريات أو العربيات اللواتي يقصدن دمشق ليغيرن أشكالهن حسب الموضة، فهذه تريد أنفاً مختلفاً، وتلك تريد شفط الشحوم، كي تزيل الترهل وتبدو رشيقة مياسة القد، وثالثة ترغب بإزالة التجاعيد بشد الوجه والرقبة أو بحقن البوتوكس كي تصبح أصغر سناً. أصبحت الجراحة التجميلية وكأنها «وكالة» لقطع التبديل، توفر للراغبات شفاهاً أكثر نضارة، وصدراً أكبر أو أصغر، حسب الطلب. وأصبحت المسألة استهلاكية إلى حد أن طبيباً شهيراً في جراحة التجميل، أصر على عدم ذكر اسمه، قال إن «بعض الفتيات والسيّدات لا يفرقن بين زيارة الكوافير وبين عيادة التجميل»، وسخر من أن «بعضهن يحضرن معهن صوراً لفنانات، فهذه تريد أنف هيفاء وتلك خدود نانسي وهكذا. دون الأخذ بعين الاعتبار أن ما يصلح لوجهها لا يتناسب مع ما تطلبه». أرقام ودلالات قال الجراح، ذاته، المجاز من هيئة البورد الأميركية إن «عيادة جراحة التجميل تشبه برنامجاً تلفزيونياً اسمه «ما يطلبه الجمهور»، فهنا الزبونة هي من تحدد المطلوب من الجراحة، بينما في الأصل أن الطبيب هو الذي يحدد ضرورة الجراحة وهدفها وكيفيتها. لذا فإن الطبيب الذي يحترم مهنته وعلمه لا يخضع لرغبات بعض الفتيات أو السيدات غير المعقولة. وتصبح مهمته أكثر صعوبة في إقناع بعضهن بأن هذا يناسبها، وذلك لا يناسبها، ولاسيما عندما يتعارض تشخيصه مع الرغبات غير السليمة. وغالباً ما تذهب الزبونة إلى عيادة تخضع لرغباتها حتى ولو كانت غير صحيحة، وربما أدى ذلك إلى كوارث». وبحسب بعض الإحصائيات، فإن عدد عمليات التجميل التي أجريت لمواطنات عربيات بلغ خلال العام الماضي نحو مليون عملية، وفي سوريا لا يوجد إحصائية دقيقة لعدد جراحات التجميل التي تجري سنوياً، لكن تقديرات بعض الأطباء ومراكز الجراحة التجميلية تشير إلى أنها تصل إلى عشرة آلاف سنوياً، بينها آلاف لمواطنات عربيات قدمن خصيصاً إلى دمشق لإجراء جراحة تجميلية ما، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نحو ثلاثة آلاف امرأة وفتاة عربية أجرين في دمشق عملية تجميل للأنف. ويبدو من خلال أعداد الوافدات والوافدين العرب بقصد إجراء الجراحة التجميلية أن دمشق مرشحة لاستقطاب أعداد كبيرة في السنوات المقبلة، مما يجعلها مقصداً لما يمكن أن نسميه السياحة التجميلية. الإقبال على دمشق لعل ما يزيد من إقبال العربيات على دمشق سببان، الأول وجود عدد مهم من أطباء جراحة التجميل المؤهلين أكاديمياً، والثاني انخفاض تكاليف العمليات وأجور الأطباء، حيث لا تتجاوز تكلفة أية عملية تجميل خمس تكلفتها في الدول المجاورة الأردن ولبنان وعشر تكلفتها في أوروبا. ويبلغ عدد أطباء جراحات التجميل في سوريا بين 60 و80 طبيباً يضاف إليهم عدد من أطباء الجراحة العامة وأطباء جراحة الجلد الذين يجرون عمليات تتفق مع اختصاصهم الجراحي العام. كما أدى الإقبال على سوريا كمركز لجراحات التجميل إلى عودة عدد من الأطباء السوريين المغتربين إلى بلدهم. وتشير بعض المعلومات المؤكدة إلى أن هناك مشاريع لإقامة مراكز طبية للجراحة التجميلية والسنية في دمشق وغيرها من المدن السورية الرئيسية لتلبية الطلب المتزايد على هذه العمليات من قبل السوريات أو العربيات اللواتي يقصدن سوريا لهذا الهدف. وتشير سلمى مسؤولة أحد مراكز التجميل في دمشق إلى أن عدد الزبونات في مركزها يبلغ ما بين خمسين إلى ستين فتاة وامرأة يومياً بينهم عربيات من لبنان والأردن ودول الخليج. أنواع العمليات أبرز عمليات التجميل الجراحية هي جراحة تجميل الأنف، وتكاد تكون العملية الأكثر رواجاً وعدداً، وتبررها كثيرات وكثيرون بعدم الرضى عن شكل الأنف وببروزه القبيح في الوجه، مما يسبب لهم شعوراً بالمرارة، سرعان ما يزول حين تتحول أنوفهم إلى أنوف «يونانية» دقيقة ومرتفعة. ومع عمليات جراحة تجميل الأنف، تبرز عمليات شفط الدهون التي تعتبر من العمليات الخطرة، ولاسيما إذا لم يقم بها جراح تجميل اختصاصي، وهناك عمليات تجميل غير جراحية، أقل تكلفة وأكثر فعالية، لكنها تنطوي على مخاطر أيضاً، كحقن البوتوكس والكولاجين، والتقشير الكيميائي للوجه، وكذلك التقشير الكريستالي والعلاج العضلي للوجه بالصدمة. وربما تجهل الكثيرات أن البوتوكس نوعاً من السم، وهو يحقن في مناطق التجاعيد في الوجه تحت الجلد، حيث يتم شل العضلات الأساسية، فيصبح الجلد دون تجاعيد، وهذه العملية تعتبر من العمليات البسيطة، حيث تستغرق عملية الحقن ما بين 30 إلى 45 دقيقة، ويظهر مفعولها خلال أسبوع، لكن المشكلة فيها أنها لا تدوم أكثر من ستة أشهر، وكذلك الحال في حقن الكولاجين الذي يحتاج حقنها من ساعة إلى ساعتين، وتظهر نتائجها بشكل فوري في إزالة التجاعيد ونفخ الخدود وتعبئة الخطوط حول الفم، لكن مفعول هذه الحقن أيضاً لا يدوم إلا لمدة محدودة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. التقشير الكيميائي من عمليات التجميل الرائجة للنساء والرجال معاً هي عملية التقشير الكيميائي، وهو يستخدم لإزالة الطبقة الميتة من الجلد في الوجه، ويؤمن الخلاص لمن يعانون من حب الشباب أو التصبغات الجلدية، أو الجلد المنمش أو البشرة الباهتة، وتستغرق هذه العملية عادة بين 15 إلى 20 دقيقة. ويشير الدكتور فيصل محمد أخصائي التجميل إلى أنه تستخدم في هذه العملية أنواع من الحموض المخففة، وهي لا تتضمن أية خطورة، إذا قام بها طبيب مختص، ولاسيما أن عدداً ممن يصنفون بخبراء التجميل من غير الأطباء أصبحوا يقومون بها في مراكز التجميل، وهو ما ينطوي على خطورة تشويه الوجه، لأن أي خطأ في نسبة تخفيف الحمض قد تؤدي إلى كارثة شخصية. وهناك أيضاً التقشير الكريستالي الذي يصفه، محمد، بأنه عبارة عن خلط بلورات ذات مواصفات محددة مع كريم البشرة، وبعد وضع المزيج على الوجه بشكل دائري، يستخدم جهاز التدليك كي يتسرب الكريم البلوري في الجلد، مما ينتج عنه سلخ خلايا الجلد الميتة في الوجه بلطف وسهولة. وآخر مبتكرات نفخ الوجه وعضلاته هي العلاج بالصدمة، وهو ما تعرضت له فاديا التي تقول إنها شعرت بوخزات غير مؤلمة، وأنه منحها خلال ثلاثين دقيقة وجهاً مختلفاً، رغم أن العلاج بهذا الأسلوب احتاج منها إلى ثلاث جلسات أسبوعياً.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©