الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«اللمبو».. ثمرة صيفية للغذاء والعلاج

«اللمبو».. ثمرة صيفية للغذاء والعلاج
17 يونيو 2019 01:18

هناء الحمادي (أبوظبي)

مع دخول أجواء الصيف، لابد لكل زائر لسوق الخضراوات والفاكهة أو سوق الجمعة في مسافي، أن يشهد ثمرة صغيرة تنتشر في الأسواق، هي «اللمبو» أو «الهمبو»، كما يطلق عليها البعض، التي تعلن عن بداية موسمها، لترسم الفرحة في قلوب محبي هذه الثمرة الصيفية اللذيذة، أما المادة اللحمية الصمغية المحيطة بالنواة الصلبة فقد اقترنت بألعاب الطفولة ومغامرات المراهقين وجلسات الشباب والرجال الصيفية تحت الأشجار الوارفة.

فوائدها العلاجية
يقول المزارع سالم الحفيتي من أهل منطقة الطويين في الفجيرة، إنهم عرفوا هذه الشجرة منذ الطفولة، حيث كانت تنتشر غصونها لتظلل أحواض السباحة في حدائق البيوت، وكانت تتساقط حبات «اللمبو» ويتسابق الصغار والكبار لالتقاطها وتذوقها، ويضيف «تعد هذه الشجرة من الأشجار المعمرة التي تثمر خلال فترة الصيف فقط، وتنتشر في العديد من مناطق الدولة مثل مسافي والذيد والرمس ومناطق شعم، وغيرها».
من جانبه، يؤكد ناصر اليماحي من منطقة الذيد قائلاً «هذه الثمرة كثير من الناس يحبونها والبعض الآخر لا يتناولها نظراً للمادة اللزجة التي بداخلها».
ويضيف أن الشجرة تحتاج إلى أشعة شمس مباشرة وكمية مياه متوسطة، وجذعها يميل إلى اللون الرمادي، وثمرتها تعتبر من الفواكه الممتازة بسبب احتوائها على أغلب أنواع الفيتامينات، كما أنها مفيدة جداً للشعر وبصيلاته، وقد استخدمت جذور هذه لشجرة للتداوي من بعض الأمراض مثل البرد والاحتقان.
ويشير اليماحي إلى أن ثمرة اللمبو لها فوائد عدة، حيث إن ثمارها تزيد من نشاط وحيوية الجسم، وتساعد في تنظيف الأمعاء والبطن من الديدان المختلفة، وتشكل بطانة لجدار المعدة وحمايتها من القرحة والأمراض، نتيجة المادة المخاطية اللزجة التي تحتويها الثمرة، كما تسهم في تنظيم عملية الهضم، وعلاج أمراض الربو والسعال وحساسية الصدر، ويساعد منقوع ثمارها المجففة في القضاء على مشاكل الجهاز الهضمي.

في أول القيظ
بدوره، يقول عبيد الشامسي (مزارع): تعددت أسماء هذه الشجرة المثمرة فالبعض يطلق عليها اسم «الهمبو أو الأمبو أو الهمبو أبو الروان»، وهي نوع من الأشجار المنتشرة في البيئة المحلية، وتنضج ثمارها بداية من شهر يونيو في أول القيظ وهو موسم شدة الحر، الذي يبدأ مع طلوع الثريا وينتهي بنهاية أغسطس مع طلوع سهيل.
ويضيف الشامسي «تحوي ثمار الهمبو على لُب لحمي محاط بسائل لزج شديد الحلاوة، وتعتبر شجرة اللمبو من الأشجار القديمة التي يعشق ثمارها كبار السن من الرجال والنساء في دول الخليج العربي، خاصةً بعد وجبة العشاء لأسباب ومعتقدات متوارثة، ويتم زرع هذه الشجرة في أنحاء واسعة من الجزيرة العربية، في تربة جيرية عن طريق الجذور التي تنقع في الماء البارد لمدة تصل إلى ست ساعات تقريباً، ثم يتم زراعتها في حفرة صغيرة، وتتيح الشجرة متعة الجلوس في ظلها، فهي تسر الناظرين، فإن لأزهارها البيضاء العبقة رائحة تملأ الأرجاء، ويمكن اعتبارها من رموز الطبيعة الخلابة، كما تتميز الشجرة بسرعة نموها إلى حد ما، حيث تبدأ رحلة طرح الثمار في مرحلة عمرية تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، وتنضج الثمار في غضون ثلاثين إلى خمسة وأربعين يوماً، وتستمر في الإثمار حتى أواخر يوليو من كل عام.

تغنى بها العرب
ويبين الشامسي «هذه الشجرة تغنى بها فنانو العرب قديماً، كما اشتهرت أغنية للفنان خالد الشيخ عام 1983، أطلق عليها اسم «البمبره»، وحققت نجاحاً لافتاً وتقول كلماتها: أبكي على البمبرة وأبكي على التينة، وأدعي على من ذبح قلبي بسكينة، البمبرة تشتكي من فرقته سنين، حتى دمعها الخضر يبكي بليا عين.
وأضاف أنه يمكن تجفيف ثمارها وعمل منها شاي البمبرة، فهو يعتبر شاياً موروثاً عن الآباء والأجداد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©