السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ«الاتحاد»: الرهانات «الصفرية» تعطل نجاح المبادرات في السودان

خبراء لـ«الاتحاد»: الرهانات «الصفرية» تعطل نجاح المبادرات في السودان
17 يونيو 2019 00:13

سمر إبراهيم (القاهرة)

قال خبراء ومحللون أفريقيون لـ«الاتحاد»: إن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، إلى أسمرة، منذ أيام، فتحت باب التكهنات حول دور إريتريا في الأزمة السودانية، في ظل تراوح الوساطة الإثيوبية مكانها، وعدم التوصل بعد إلى مخرج من الانسداد السياسي في السودان، والتوافق على عودة المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى «الحرية والتغيير». وقال مصدر إريتري مطلع لـ «الاتحاد»: إن الوساطة الإثيوبية لدى السودان بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى «الحرية والتغيير»، حركت المياه الراكدة في الأزمة السودانية، ولكنها لا تملك عوامل حقيقية للنجاح.
وأوضح أن زيارة البرهان إلى إريتريا، منذ أيام، ولقاءه بالرئيس الإريتري، إسياس أفورقي، تُشير إلى أن الأخيرة أصبحت فاعلاً رئيسياً في ملف السودان.
وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن إريتريا تملك أدوات عديدة لحلحة الوضع في السودان، لاسيما منطقة «شرق السودان»، وأكد على أن الأزمة السودانية لن يتم حلها إلا عبر اتفاق سياسي بين جميع الأطراف الداخلية، وضرورة إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، وذلك بدعم إقليمي وتنسيق وتشاور مع الأطراف الإقليمية الفاعلة في السودان، والداعمة لاستقرارها كـ «إريتريا، ومصر»، بجانب الجامعة العربية التي قام أمينها العام بزيارة عاجلة إلى السودان، صباح أمس، ولقائه برئيس المجلس العسكري الانتقالي وعدد من قيادات قوى الحرية والتغيير وممثلي القوى والحركات السياسية، وذلك في إطار مبادرة عربية لدعم أمن واستقرار البلاد.
وقال الكاتب الصحفي الإريتري، محمود أبوبكر، أنه لا يمكن تقدير فشل أو نجاح الوساطة الإثيوبية في الوقت الراهن، ولكن المؤكد أنها تحظى بدعم دولي وأميركي على وجه التحديد، خاصةً أن توقيت طرحها جاء عقب مباشرة تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، ولكن عقب إعلان مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، تيبور ناجي، دعم الوساطة الإثيوبية وتحذيره من وقوع فوضى في السودان، تحولت من مبادرة «إقليمية» إلى مبادرة «أميركية - دولية». وأضاف أبوبكر لـ «الاتحاد» أن الوساطة الإثيوبية تواجه تحديات عديدة، رغم إعلان المجلس العسكري والقوى الثورية قبولها من حيث المبدأ، فقد عبرت تصريحات الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري، الفريق شمس الدين كباشي، عن اتساع رقعة الخلافات مع قوى الحرية والتغيير، خاصةً عقب رفض المجلس انتقال المفاوضات إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، وعدم الاتفاق حتى الآن على تشكيل المجلس السيادي، وغيرها من التفاصيل التي تؤكد عدم التقاء الطرفين عند نقطة واحدة.
وقال الباحث السوداني بمركز السودان للدراسات السياسية والاستراتيجية، أسامة أبوبكر، أنه من المبكر الحديث عن فشل أو نجاح الوساطة الإثيوبية لدى السودان، لاسيما أن المبعوث الإثيوبي لدى السودان ما زال يواصل اجتماعاته في الخرطوم بجميع الأطراف، ولكن العقبة الرئيسية أمام الوساطة هي تمسك قوى الحرية والتغيير والاتحاد الأفريقي أيضاً، بعقد تحقيق دولي مُحايد في أحداث فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم، وهو الأمر الذي يرفضه المجلس العسكري.
وأضاف أبوبكر لـ «الاتحاد» أن إريتريا لن تطرح مبادرة بديلة للمبادرة الإثيوبية، حتى لا يظن الطرف الإثيوبي أن هناك تنافساً على دوره في الإقليم من النظام الإريتري.
بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، رمضان قرني، أن الأزمة في السودان تشهد محاولات لحلحة الأوضاع بها، من أبرز الأطراف الفاعلة ولكن تلك الجهود لم تؤت ثمارها حتى تلك اللحظة، لاسيما أن طرفي التجاذب في السودان يحاولون تحقيق المعادلة الصفرية، ومحاولة كل طرف الحصول على أكبر مكاسب من الطرف الآخر.
وأضاف قرني لـ «الاتحاد» أن هناك عدة عوامل، تؤثر على نجاح أي مبادرة أو جهود إقليمية ودولية يتم طرحها، أبرزها «السيولة السياسية والضبابية التي تشهدها البلاد، التعنت الشديد من قبل قوى الحرية والتغيير والتمسك بمطلب تسليم السلطة إلى قوى مدنية، الظروف الأمنية المحيطة بالسودان، والأزمة الاقتصادية التي تشهدها الدولة»، ومن ثم لابد من توفير البيئة السياسية والأمنية للطرفين لتحقيق نجاح أي مبادرة يتم طرحها والعمل بها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©