عواصم - وكالات الانباء: اكتسب الاعصار 'بيتا' قوة ليضرب ساحل نيكارجوا على البحر الكاريبي حيث حاولت القوات هناك الاسراع بإدخال الآلاف الى المخابئ للهرب من رياحه العنيفة وامطاره الغزيرة·
واشتدت قوة الاعصار 'بيتا' حتى قارب الدرجة الثالثة على مقياس الاعاصير حيث وصلت سرعة رياحه الى 175 كيلومترا في الساعة وحذر خبراء الارصاد من انه قد يزداد قوة بحلول الوقت الذي يصل فيه قلب الاعصار الى الساحل المليء بالغابات خلال الساعات القليلة القادمة· وفي الوقت الذي يضرب فيه الاعصار بالفعل بلدة بويرتو كابيثاس سارع المسؤولون بتوفير مخابئ قوية لسكان البلدة بالاضافة الى اللاجئين من قبائل هنود الميسكيتو الهاربين من قرى الصيد الصغيرة على طول الساحل· وقال رئيس نيكارجوا انريكي بولانوس 'من المستحيل التفكير في ان بإمكاننا اجلاء 50 الف شخص· لا نملك الوسائل الكافية للقيام بذلك· نحن نقوم بكل ما يستطيع أي انسان القيام به'· وقال وزير الدفاع افيل راميريز ان الجيش لديه الطعام والادوية لكن من المستحيل اخلاء هذه المدينة النائية وحذر من ان العديد من البيوت لن تستطيع النجاة· واضاف 'بويرتو كابيثاس بها منازل خشبية بسيطة وللاسف مع سرعة الرياح هذه لا يمكن ان يكون احد مستعدا لها'·
وأعلنت نيكاراجوا وهندوراس حالة الاستنفار القصوى استعدادا لمواجهة 'بيتا' التي تحولت إلى إعصار مع اقترابها من السواحل الأطلسية لهذين البلدين في أميركا الوسطى· وتوقع خبراء الأرصاد أن تشتد قوة الإعصار وتتحول من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثالثة مصحوبا برياح تبلغ سرعتها 180 كلم في الساعة لدى وصوله إلى اليابسة قرب الحدود بين نيكاراجوا وهندوراس· وذكرت السلطات الهندوراسية أن الإعصار بيتا ينتقل كما هو متوقع نحو هندوراس وأن درجة الإنذار العليا أعلنت في بضع مناطق من البلاد· في الوقت نفسه أعلنت السلفادور الإنذار الأصفر خشية أن يسلك الإعصار مسارا مماثلا للعاصفة ميتش التي أسفرت لدى هبوبها في خريف عام 1998 عن 9000 قتيل وعدد مماثل من المفقودين وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص· وتتخوف نيكارجوا وهندوراس المجاورة من ان امطار الاعصار البطيء التحرك قد تتسبب في انهيارات طينية في المناطق الجبلية داخل البلاد·
الى ذلك وبعد شهرين على الفيضانات التي اغرقت القسم الاكبر من نيو اورلينز بالمياه، لا تزال المدينة التي تتمتع بشهرة عالمية في مجال الموسيقى والطبخ، تواجه صعوبات في عودة سكانها اليها واستعادة سحرها واقتصادها القائم على السياحة·وكان غالبية سكان نيو اورلينز الـ450 ألفا فروا من المدينة قبل وصول الاعصار كاترينا في 29 اغسطس او في الايام القليلة التالية· ولم يعد الكثيرون منهم بعد على الرغم من ان الحياة استؤنفت نسبيا في مدينة جفت كلها تقريبا من المياه التي غمرتها· واختصر رئيس بلدية المدينة راي ناجين هذا الاسبوع الوضع بقوله 'لدينا مواطنون منتشرون في 44 ولاية مختلفة'· واضاف 'ما زلنا في مرحلة اقناع السكان بالعودة'·
ومن اصل 1056 قتيلا سقطوا خلال وبعد مرور الاعصار في لويزيانا عندما انهارت السدود التي تحمي الاحياء السفلى من المدينة، انتشلت 700 ضحية في نيو اورلينز· ودمرت عشرات الآلاف من المنازل او تضررت بشكل كبير، ولا تزال مئات المتاجر مقفلة بعد تعرضها لاضرار فادحة سواء جراء تدفق المياه الجارفة او بسبب عمليات النهب التي حصلت واستفاد منفذوها من حالة الفوضى التي عمت· وقد نجا الحي الفرنسي 'الزاوية القديمة' (لو فيو كاريه) التاريخي في المدينة او حي الجزائر في الجهة المقابلة على الضفة الاخرى من نهر ميسيسيبي، من السيول بفضل موقعهما الاعلى من مستوى البحر· لكن احياء عدة اخرى في شرق المدينة لا تزال تبدو كأحياء تسكنها الاشباح وكأنها تخرج من حرب· وقد عاد التيار الكهربائي الى ستين بالمئة من المدينة لكن امدادات الغاز لم تعد سوى الى 46% منها·