جميع دول العالم المتقدم في أوروبا وأميركا الشمالية، بالإضافة إلى أستراليا واليابان، تمنع قوانينها استيراد أي نوع من الطيور أو الحيوانات الحية بصورة عشوائية·· إلا عندنا!
قوانين هذه الدول تفرض على من يرغب في استيراد الطائر أو الحيوان، أولا استخراج جواز سفر أو وثيقة خاصة بالحيوان أو الطائر، وفي أغلب الدول تشترط وضع صورته داخل الجواز أو الوثيقة، تماما كما لو كان حامل الجواز إنسانا وليس من فصيلة الحيوانات أو الطيور· · أما الشرط الآخر فهو إرفاق شهادة صحية تثبت خلو هذا الطائر أو الحيوان من أية أمراض، صادرة من الدولة التي يرغب الشخص في الاستيراد منها·· وأخيرا، هناك شرط ثالث وهو إخضاع المخلوق المستورد لفحص بيطري شامل والتأكد من خلوه من الأمراض والأوبئة·
ولأنني سافرت كثيرا إلى الدول والمناطق التي ذكرتها في البداية، وعشت فترات طويلة في بعضها، فإنني مررت بمواقف عديدة شاهدت من خلالها كيفية تطبيق القانون الخاص باستيراد الحيوانات والطيور بصرامة وشدة، وفرض غرامات وعقوبات قاسية جدا على أي مخالف لبند من بنوده·
ففي أغلب دول الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، تصل عقوبة محاولة إدخال طائر أو حيوان دون الالتزام عمدا بالشروط المذكورة أعلاه، إلى حوالي ثلاث سنوات سجنا وغرامة لا تقل عن 20 ألف يورو·· هذا في حال عدم ظهور أي وباء أو مرض في الحيوان أو الطائر المستورد·· أما إذا اتضح أن المخلوق يحمل فيروسا أو مرضا خطيرا وأن صاحبه حاول تهريبه، فإنه يتحمل عقوبات مضاعفة بالإضافة إلى العقوبة السابقة، تتضمن تحمل تكاليف أية أضرار صحية أو تلف ناجم عن إدخال المخلوق وتركه يختلط ببقية الحيوانات والطيور·
تعالوا نسأل أنفسنا هنا في الإمارات·· كم مرة قدمت توصيات إلى المجالس الاستشارية والمجلس الوطني الاتحادي، تطالب بضرورة إصدار قرارات وقوانين صارمة تمنع استيراد الحيوانات والطيور الحية إلى البلاد؟·· هل تم تنفيذ أي من تلك التوصيات؟·· هل تحولت التوصيات إلى قوانين مشددة وملزمة للجميع؟·· هل تم تطبيق عقوبات فعلية ضد من يستورد حيوانات أو طيوراً حية دون الالتزام بالشروط الصحية؟
ما نراه في المنافذ البحرية والبرية وفي أسواق الطيور ومزارع تربية الحيوانات والطيور، شيء مخجل حقا ولا يشير إلى أن هناك أية رقابة ملزمة أو أي قانون مطبق لمنع إدخال الحيوانات والطيور الحية إلا بعد المرور بإجراءات رسمية وأوراق ومستندات وجوازات ووثائق سفر·
العالم مليء بالأمراض والأوبئة، وليس انفلونزا الطيور إلا واحدة من تلك الأوبئة التي لا نعلم عنها إلا النزر اليسير·· ولا تنسوا أن 'مستكبر النار من مستصغر الشرر'·· وحفظ الله الوطن من أي مكروه·
عدد اليوم
