مسقط ـ مصطفى المعمري:
تحظى المساجد والجوامع في سلطنة عمان باهتمام كبير فهناك اليوم ما يزيد عن 13 ألف جامع ومسجد ما بين القديم والجديد وقد حرصت الجهات المعنية في سلطنة عمان ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على تطوير المساجد القائمة وبناء مساجد أخرى جديدة تتميز بطابعها المعماري المستمد من الحضارة والمعمار العماني القديم وأصبح دور هذه المساجد اليوم لا يقتصر على العبادة فقط بل امتد دورها لتصبح مدارس لتعليم القرآن والسنة النبوية إلى جانب استضافتها للعديد من الندوات·
'الاتحاد' التقت محمد بن علي بن سعيد الحارثي، مدير دائرة المساجد في المديرية العامة لشؤون المساجد ومدارس القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وهي دائرة مركزية مسؤولة عن 59 ولاية في مختلف مناطق وولايات عمان، للتعرف على مسؤوليتها تجاه تلك المساجد ومشروع الألف إمام الذي كان قد بدأ في عام 2003م
اكثر من 13 ألف جامع
يقول الحارثي: تتعدد أوجه المسؤولية تجاه المساجد، فهي تبدأ من تخصيص الأرض أو الموقع المقترح لإقامة جامع أو مسجد أو مصلى إلى نهاية التصريح بإنجاز واكتمال بنائه وتوصيل الخدمات اللازمة له، وهذه الجهود تتم بالتنسيق بين الدائرة وإدارات الأوقاف والشؤون الدينية المنتشرة في مختلف محافظات ومناطق عمان، الآن هناك 13 ألفا و230 جامعا ومسجدا، منتشرة في ارجاء عمان والعاصمة مسقط تشكل النسبة الأكبر فيها·
تعيين الأئمة
وعن كيفية تعيين الأئمة ومساعديهم، قال لقد أولت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اهتمامها كبيرا بهذا الموضوع وقطعت شوط متقدما في هذا المجال، لأنها تعتبر هذه المهمة واحدة من المهام الرئيسية الموكلة إليها·موضحا أنه يوجد الآن حوالي 350 إمام جامع ومساعد ومشروع الألف إمام كان قد بدأ عام2003 م، فقد حصلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مؤخرا على ألف درجة مالية لتعيين أئمة وخطباء للجوامع التي تقام بها شعائر صلاة الجمعة في مختلف المحافظات والمناطق· وبحمد الله قطعنا شوطا كبيرا في هذا المجال، وبدأ التعيين منذ عام 2003 م واستمر في عام 2004 م وصولا إلى 2005 م، فقد بلغ عدد الذين تم توفير فرص عمل لهم (510 أئمة أو مساعدين)
المهام والمسؤوليات
وفيما يتعلق بمهام الإمام، أشار محمد الحارثي إلى أن هناك عدة مهام ومسؤوليات موكلة للإمام، أهمها طبعا رفع الآذان و إمامة المصلين وإلقاء خطبة الجمعة، والالتزام التام بأنظمة والقوانين المنصوص عليها في هذا المجال، ورعاية المسجد ، كذلك من مهامه تدريس القرآن الكريم، بصورة يومية، وإذا وجد لديه الإمكانية للإلقاء بعض الدروس الدينية في المسجد يمكنه التقدم لطلب تصريح بالإلقاء لتلك الدروس·
ويضيف : من خلال متابعتي للموضوع وبحكم عملي، وجدت إقبال الشباب العماني جيد جدا، خاصة بالنسبة للشهادة الجامعية فالعدد الذي تم تعينه خلال الثلاث سنوات الماضية لابأس به، أما ما يتعلق بالحاصلين على الثانوية فالإقبال ممتاز، والدرجات المخصصة قاربت على الانتهاء، وسيتم شغل جميع الدرجات الوظيفية التي تحدثنا عنها، بأذن الله تعالى، مع نهاية عام 2005 وكانت ضمن مشروع الألف إمام ونكون بذلك قد انتهينا من تنفيذ المشروع·
وحول الجهود التي تبذل للعناية بالمساجد، قال: من اختصاصات وزارة الاوقاف والشؤون الدينية هو الاعتناء بالمساجد، مؤكدا أهمية هذه المسؤولية، حيث يقول سبحانه وتعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة واتى الزكاة)، فقد حث الله على العناية بالمساجد وقرن ذلك بالأيمان بالله واليوم الآخر، فهي بيوت الله التي يذكر فيها اسمه بالإجلال والتقدير، وهي المركز الحضاري الأول في الحياة الإسلامية، ولها المنزلة الرفيعة والمكانة المقدسة في قلب كل مسلم في كل بقاع الأرض، وهي أحب البقاع إلى الله عز وجل، وقد جاء في الحديث الشريف (أحب بقاع إلى الله مساجده) والرسول (صلى الله عليه وسلم)، عندما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة، أقام في حي يسمى (بني عمر بني عوف) أول مسجد، وحث بعد ذلك على بنائها في كل مكان، وقال 'من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة'
مسجد المضار
ويضيف ان بناء المساجد في عمان يرجع إلى تاريخ بعيد يمتد إلى صدر الإسلام ، فبعد دخول العمانيين الإسلام شيد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة السعدي أول مسجد بها وهو المعروف باسم مسجد( المضمار) ويقع في ولاية سمائل في المنطقة الداخلية، وقال هناك جهود كثيرة ودؤوبة لتشيد وأعمار وصيانة بيوت الله تعالى ففي عهد السلطان قابوس أولت الحكومة العمانية اهتمامها ببناء وإعادة وترميم المساجد·
وأكد تواصل الجهود التي تقوم بها الحكومة العمانية سواء من حيث بناء المساجد أو إعادة بنائها أو صيانتها أو ترميمها وإيجاد القائمين عليها أو تأثيثها بصفة مستمرة ودائمة وقد وضعت شروطا لبناء المساجد، وأصدرت لائحة تسمى (لائحة المساجد) بموجب قرار وزاري 62/ 2003م تضمن 49 مادة·
ولتنظيم بناء المساجد وانتشارها بالسلطنة، تنص المادة الثالثة من اللائحة على أن تكون المسافة بين الجوامع التي تقام بها شعائر صلاة الجمعة لا تقل أن عن(3 كم) أما المسافة بين مساجد الفروض لا تقل عن كيلومتر واحد، وفي كل الأحوال تحسب المسافة من اقرب طريق يمكن المعتاد الوصول منه، وهناك استثناءات من هذه الشروط موجودة وهذه بموجب اعتبارات تقتضيها المصلحة العامة·
كما تقوم الجهة المعنية بتصاميم الخرائط للمساجد التي يرغب الأهالي ببنائها، قبل صدور التصاريح اللازمة، فبعد الموافقة على بناء المسجد، تخصص الأرض المقترحة لإقامة المسجد، ويصدر بها رسم مساحي وسند ملكية، لإقامة المسجد، وبعد ذلك يقوم المتبرع أو المتعهد بناء المسجد، بتقديم الخرائط اللازمة، لإحالتها إلى المعنيين من المهندسين للإطلاع عليها والمصادقة عليها·
وتعنى هذه اللوائح بالجوانب المعمارية التي تجسد شكل المسجد وطراز بنائه ووضعت بعض الشروط منها أن يحاكي الطرز الإسلامية ، وأوعزت لجميع المكاتب الاستشارية في عمان للأخذ بهذه الموصفات والشروط التي أعدتها الوزارة·