الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

5 شروط لتجفيف التمور

5 شروط لتجفيف التمور
15 يونيو 2019 00:26

شروق عوض (دبي)

دعت وزارة التغير المناخي والبيئة ملاك 8763 مزرعة للنخيل منتشرة في إمارات الدولة، وتضم 2477124 نخلة والشركات الوطنية المتخصصة بمعاملات ما بعد الحصاد، خلال موسم جني التمور الذي يبدأ من آخر يوليو المقبل وحتى بداية نوفمبر من العام الحالي، إلى الالتزام بـ 5 شروط علمية وصحية خاصة بتجفيف التمور، وذلك لتحقيق أهداف عدة، منها تحسين جودة إنتاج التمور المجففة كماً ونوعاً، والمحافظة على الإنتاج في صورة جيدة حتى وصوله إلى المستهلك النهائي، سواء في الأسواق المحلية أو العالمية، والمساهمة في تحقيق التنوع الغذائي بالدولة.
وأوضح محمد أحمد الظنحاني، مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في الوزارة لـ «الاتحاد»، أن اهتمامهم بشجرة النخيل وثمارها لم تأتِ من فراغ، وإنما جاء للمحافظة على هذا الإرث الشعبي الذي يمتد لقرون مضت، حيث ارتبط الإنسان المواطن بالنخلة منذ بدايات تشكل الحياة في المنطقة، وكانت من أهم المظاهر الحياتية آنذاك، وعاش على خيراتها الأجداد جنباً إلى جنب مع عطاء الصيد البحري وعموم المناطق المفتوحة على البحار.
وقال: «إن مطالبة وزارة التغير المناخي والبيئة هذه، جاءت في وقت تشهد المساحة المزروعة بالنخيل زيادة كبيرة في دولة الإمارات، وتبعتها زيادة ملحوظة في الإنتاج، حيث أضحت الدولة من أهم 10 دول منتجة للتمور على مستوى العالم، ما يؤكد نجاح المنتج الإماراتي وقدرته على المنافسة، لذلك كان من الضروري أن تولي الوزارة اهتماماً خاصاً لهذه المسألة، وتقديم نصائح علمية متخصصة لأصحاب مزارع النخيل بتجفيف أصناف عدة من التمور والتي تشتهر بها دولة الإمارات، منها (خلاص، برحي، بومعان، مكتومي، جبري، هلالي، فرض، رزيز، خضراوي، شيشي، نبتة سيف، سلطانة، لولو، خنيزي، مجدول، عنبرة المدينة وغيرها).

منتجات متنوعة
أكد الظنحاني أن التمور المجففة تساهم في رفد السوق المحلي بعدد من المنتجات المتنوعة مثل حلويات التمور، وعجينة التمر، والتمور المحشوة باللوز والمغطاة بالشوكولاته، بالإضافة إلى عسل التمر وهو ما يسمى بـ«الدبس» الذي يتم تصنيعه بأحدث تقنيات التصنيع المتطورة، ويتميز بالنكهة الغنية والمظهر واللون المحبب، والقيمة الغذائية العالية لمحتواه من السكريات الأحادية البسيطة، واحتوائه على المعادن الضرورية للإنسان كالحديد والبوتاسيوم والكالسيوم.
وتابع الظنحاني: «إن عملية تجفيف التمور تعتبر من الصور المهمة في المحافظة على الإنتاج، خاصة أن معظم الأصناف المزروعة في دولة الإمارات تتسم بنصف جافة، وهذا يضع على عاتق المزارعين والمتخصصين في مجال معاملات ما بعد الحصاد عبئاً كبيراً، لإيجاد أفضل الطرق المناسبة للمحافظة على ذلك الإنتاج ذي القيمة العالية وتقليل الفاقد منه أيضاً».

بعد الحصاد
شدد الظنحاني على أن مسؤولية المزارعين والمتخصصين في معاملات ما بعد الحصاد ليست فقط المحافظة على إنتاج التمور ذات الصفات الممتازة وتجهيزها بصورة صحية في عبوات مختلفة، وإنما توجيه الإنتاج الذي لا يصلح للتعبئة أو يعد ذا الدرجة الأقل من التصنيع، للاستفادة منه مرة أخرى في صناعات غذائية عدة، مشيراً إلى أن الشرط الأول من الاشتراطات الصحية العلمية يتمثل في تجفيف التمور بعد وصولها إلى مرحلة الرطب، إذ يستلزم إجراء بعض العمليات قبل الجمع، حتى تصل التمور إلى مرحلة الرطب في صورة جيدة ونظيفة وخالية من الأتربة، لذلك يتوجب عند وصول التمور لمرحلة «القمري»، أو مرحلة «الخلال» المعنية بغسل الثمار على النخلة ثم تجفيفها، ليتم بعد ذلك تغطية العذوق بالشبك، بهدف المحافظة على الثمار نظيفة، وبعيدة عن الطيور والقوارض والأتربة، لحين وصولها إلى مرحلة الرطب التي يتوجب فيها المحافظة على الثمار المتساقطة داخل الشبك.
وتابع الظنحاني، أن الشرط الثاني ينطبق بعد وصول الثمار إلى مرحلة الرطب، حيث يتم جمعها ووضعها في صوانٍ بعد استبعاد غير الجيدة منها أو تلك التي لم تصل إلى مرحلة الرطب، لافتاً إلى أن وضع الصواني يتم بواحدة من أربع طرق، الأولى منها تتم تحت مظلة شبكية للتجفيف بأشعة الشمس، والثانية داخل بيوت بلاستيكية على رفوف، والثالثة داخل بيوت زجاجية على رفوف، حيث تعتمد الطريقتان الثانية والثالثة على التجفيف من خلال دفع الهواء الساخن ليمر على الثمار الموضوعة داخل الصواني، الأمر الذي يسهم في سرعة تجفيفها خلال أيام عدة، حيث يعتمد تجفيف التمور هنا على درجة حرارة الجو وسرعة الهواء المدفوع بين الثمار.
وبيّن مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن الطريقة الرابعة تعتمد على تجفيف التمور داخل أفران كهربائية محتوية على سخانات يمر عليها هواء بسرعة معينة، فترتفع حرارتها ثم يمر هذا الهواء الساخن على الثمار لتجفيفها، وتعتمد درجة حرارة التجفيف في الفرن الكهربائي على الصنف، وتتراوح هذه الدرجة من 35 م لصنف دجلة نور إلى 46 م في حالة تجفيف أصناف أخرى مثل مكتومي وخلاص، مؤكداً أنه رغم اختصار هذه الطريقة للوقت المطلوب في عملية التجفيف، والمحافظة على الثمار من الأتربة والطيور والقوارض، فإنها في حالة عدم استخدام درجة الحرارة المناسبة قد تتسبب في انفصال القشرة عن الثمار وتغيير لونها لتصبح بعد ذلك داكنة.

الغسيل والتعقيم
يقول محمد أحمد الظنحاني: «تلخص الشرط الثالث بغسيل التمور بعد التجفيف عن طريق وضعها على وحدة غسيل سريعة، ومن ثم تمر تحت رشاشات المياه، لتصل بعد ذلك إلى وحدة التجفيف المختصة بالتخلص من الرطوبة ومياه الغسيل، وتنظيف التمور بفوطة مبللة بالماء أو بالهواء المدفوع، وإضافة طبقة من الشمع على سطح التمور أو زيت نباتي أو الدبس، بهدف التلميع وإضافة شكل جذاب للثمار ومنع التصاقها ببعض».
وأشار إلى أن الشرط الرابع تمثل في ضرورة تعقيم التمور ضد الحشرات، وذلك عن طريق استخدام التبخير بغاز بروميد المثيل لمدة تتراوح ما بين (12-24) ساعة على حرارة أعلى من 16 مئوية، وإذا تم منع استخدام بروميد المثيل في المستقبل، يمكن استعمال فلوريد الكبريت، منوهاً إلى أنه يمكن استخدام ثاني أكسيد الكربون أيضاً في عملية تعقيم التمور، مؤكداً أن الشرط الخامس تمثل بضرورة الابتعاد عن استخدام أي من الكيماويات السابقة الذكر على التمور العضوية تحديداً، إذ يتم التعقيم ضد الحشرات في هذه الحالة باستخدام الحرارة المرتفعة أو التجميد أو التخزين في جو هوائي معدل تقل فيه نسبة غاز الأوكسجين عن 5%.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©