الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء عرب يبثون في قصائدهم «خسارات» و«رؤى»

شعراء عرب يبثون في قصائدهم «خسارات» و«رؤى»
17 يناير 2019 03:20

محمد عبدالسميع (الشارقة)

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، الدورة السابعة عشرة، نظمت مساء أمس الأول في قصر الثقافة في الشارقة الأمسية الشعرية الثالثة، بحضور، محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة ومدير المهرجان، شارك في الأمسية الشعراء: علي أبوعجمية (فلسطين)، راشد عيسي (الأردن)، نجاة الظاهري (الإمارات)، حسن بعيتي (سوريا)، بحر الدين عبدالله (السودان)، عبداللطيف بن يوسف (السعودية)، الشاذلي القرواشي (تونس)، وقدمها: د. الصديق عمر الصديق.
شكّل الشاعر الفلسطيني علي أبو عجميّة حالة من حالات «الخروج» على مألوف في القصيدة الفلسطينية، إذ غاص في صور وطرقات جديدة، بحثًا عن مخارج ومداخل إلى «وطن»شعريّ جديد. هذه هي السمة البارزة في تجربة الشاعر الشابّ الذي يبدو متمرّدًا على «شعرية» الوطن ومفرداته المألوفة، من خلال كسر المتوقّع، وولوج الغرائبي، ومن القصائد التي قرأها قصيدة بعنوان (خسارات): أنا المسافر ايامي لمن ذهبوا/ إلى الخسارات/ تلك المهر ها ذهبُ / إذ يترك الكنز للميزان كفته / ويعدلُ الميل/ من بالفأس يحتطب.
الشاعر راشد عيسى تميز ببراعته في اختيار مفردات شعره، بطريقة مختلفة عن مفردات الشعر المستخدمة وقرأ قصائد منها قصيدة بعنوان (شمعة الرؤيا): جلستُ بقربي ضاحك العين باكيا / ولم اك مخموراً وما كنت صاحيا/ وهاجرتُ من جسمي وأحرقت طينهُ / وذرذرتُ في عين الوجود رماديا
الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري قرأت مجموعة من القصائد تماهت فيها مع الوجع بشيء من الشجن، ففي قصيدة (هكذا اتفقا)؛ تقول: «بم التعلل؟»، قال الناس قاطبة/ وقلتُ مثلهمٌ حين المدى احترق/ «بم التعلل؟»، والأيام تقذفنا / على المآسي، ونوح بعدُ ما خُلقا.
وجاءت قصائد الشاعر حسن بعيتي التفعيلية معبرة عن تجربة شعرية امتازت بالتنوع والابتكار في الصور والفكرة والخيال، ففي قصيدة بعنوان «خفي الخطى» يقول: خفيت احتشاماً فلا اُلحظُ/ وإني اتعظتُ فلا اوعظُ / وإن رقيباً خفى الخطي / على ما اجس وما ألفظ / يُنيمُ الجوامح من رغبتي / ويوقظ في الروح ما يوقظُ.
الشاعر السوداني بحر الدين عبد الله أحمد تجاوزت قصائده الذات والخروج عن النسق، ففي إحدى قصائده يقول: روح/ بساجمة الفجيعة عني/ عذب دم الكلمات حين تغني/ هذي جرارُ الله/ منذ الطين قد ملت../ فشق القلب/ نهرُ تمن/ ونما على شطيه حقلٌ بصيرة/ ظلت حمامتها/ تواعدنيُ دني.
أما الشاعر عبداللطيف بن يوسف، فقد تميزت قصائده بالذاتية والبحث والتساؤل عن الوجود، استطاع فيها بناء مشهدية شعرية ذات ايقاع ملتزم بالوزن الخليلي، فيقول: أكتوي بالشعر قولاً واحداً / دونَ شكِّ الوزنِ أو شَرْكِ الروي/ مخلبُ العنقاء ماضٍ في دمي / في شراييني حريقٌ أولوي/ دنيوي العشقِ نايٌ مطربٌ / إنما شوقي مدادٌ أخروي. الشاعر التونسي الشاذلي القرواشي جاءت قصائده مستشرفه لآفاق المستقبل، معبرة عن تجربة كونية إنسانية، فيقول: هَدْهَدْتِني حَتَّى نَضَـوْتِ دَمِي/ وَتَرَكْـتِنِي أَبْكِي عَلَى الْأعْتَابِ/ كَالطِّفْلِ أَحْبُو فِـي الْحَـرِيقِ وَقَدْ/ يَحْنُو الْحَرِيقُ عَلَى الرَّضِيعِ الْحَابِي/ وَالْعُمْرُ فِي كَأْسِ الْفَرَاغ نمَا/ صَمْتًا طَغَى فِي الدِّنِّ وَالْأَكْوَابِ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©