الأربعاء 29 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الابن العاق

29 أكتوبر 2005

عندما يتحجر قلب رجل على أمه التي احتوته أيام الطفولة بحنان الأمومة والتي ضمته لسنين بين ذراعيها·· سهرت الليالي العديدة من أجل رعايته، وعندما أينع وأصبح زهرة جميلة في بستانها الرائع·· تحول لنبتة شائكة غريبة المنظر·· قاسية المظهر·· وانتزعت الرحمة من أعماق هذا الابن العاق·· الذي تنكر لوالديه متناسيا جميع حقوقهما عليه·· وعندما خارت قوى المسكينة أمه بعد رعايته ورعاية أبنائه·· قرر أخيراً وبدل من حملها على أكف الراحة بوضعها على ذاك المقعد المتحرك، دفعها بعيداً عن أرجاء المنزل إلى دار المسنين·· حيث يكبت الأمل وتتحجر الابتسامة ويشق الدمع له مجرى على ذلك الحد الذي ارتسمت عليه معالم الزمن البائس·· يا لك من مسكينة يا من سعيت جاهدة لإبراز ذاك الفتى ليكون عضواً نافعاً في المجتمع متناسياً أنه بهذا العمل هبط إلى قاع الوحل ورغم ما يبدو عليه أمام الناس سيظل ملطخاً بعار القسوة·· وأنه بهذه الجريمة قد أوقع الظلم على أمه وعلى نفسه وعلى أبنائه ليس هذا فحسب بل سيظل طوال حياته يعاني من فعلته الشنعاء·· إنه حقاً لم يدرك الفاجعة التي أصابت البشرية·· عندما تصفر الرياح بعد تلك الجريمة يجب عليك أن تدرك أن الأرض تتأوه ألماً·· وعندما تسكن تلك الرياح بإعصار ماطر·· إعلم من أنها دموع الأرض المنهمرة كي تخفف من آلام صدرها·· أخي أيها المسكين يا من هززت كيان الوجود بقسوة قلبك أرجوك رجاءً صادقاً بأن تفكر ولو لوهلة بتلك المسكينة القابعة خلف قضبان المعتقل·· ودموعها كادت تحجب عن عينيها النظر·· اشفق على تلك الابتسامة التي فارقتها عند باب المنزل·· لا تدعها تناجي الجدران من الوحدة وفقدان الأمل··
فاطمة الكتبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©