الجمعة 24 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

دبابيس

28 أكتوبر 2005
إنه عمل جبار هذا الذي تقوم به قواتنا المسلحة في المناطق المنكوبة بالزلزال في باكستان·· إنه وسام شرف على صدور جنودنا المجهولين، جنود الإمارات الذين سارعواإلى تلبية نداء الواجب الإنساني تجاه أشقاء لهم في الدين والإنسانية، تعرضوا لمحنة الزلزال الذي أتى على الأخضر واليابس، وخلف أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من المصابين ومئات الآلاف من المشردين·· إنهم شباب هبّوا للعمل الإنساني، تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة 'حفظه الله ورعاه'، وبمتابعة دقيقة ويومية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة·· هذه القيادة الحكيمة التي لم تنتظر السؤال من الدولة المصابة بالنكبة ولا النداء من منظمات الإغاثة الدولية، بل كانت سباقة في مد يد العون لأشقائنا في الدول الشقيقة والصديقة، ليس في آسيا فقط، بل في جميع أرجاء المعمورة·
ومنذ اللحظة التي وردت فيها أنباء تعرض باكستان للزلزال، أقامت دولة الإمارات جسرا جويا بمعدل ثلاث إلى أربع طائرات نقل عملاقة من طرازي (سي_031_ هيركوليز) و(أليوشن) لنقل مواد الإغاثة والمستلزمات الطبية ومستلزمات إقامة المستشفيات الميدانية لعلاج الضحايا والمصابين·· واستمر الجسر الجوي حيث حملت الطائرات أطنانا من المساعدات، وكميات ضخمة من مواد الإغاثة والأغذية والأجهزة الطبية ومولدات الكهرباء ومستلزمات معيشية مهمة إلى المناطق المتأثرة بالزلزال·
ثلاثة مستشفيات ميدانية أقامتها فرق الإنقاذ الإماراتية، وقامت بتوسيع أحدها الأسبوع الماضي، وهناك خطط لإقامة مستشفى رابع·· فرق الإغاثة مازالت تواصل عمليات إجلاء المصابين والمتضررين من بين الأنقاض، وهي تعمل في صمت وهدوء، وفي ظروف قاهرة، بسبب المناطق الوعرة، وفي قرى تعرضت لدمار كلي، حيث لم يترك الزلزال طريقا أو جسرا أو نفقا إلا وأصابه بضرر بالغ·· ولم يكتف الجنود المجهولون بذلك، بل شمل خير الدولة الحالات المصابة بإصابات بالغة، حيث قامت الطائرات العسكرية الإماراتية بنقل دفعتين من الجرحى لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة، وشمل العدد حوالي 50 شخصا من المصابين ومرافقيهم·
يستحق جنود القوات المسلحة الذين يعملون في باكستان بكل همة ونشاط، في هذا الشهر الفضيل لمد يد العون والمساعدة لإخوانهم في الدين والإنسانية، كل تقدير وتحية احترام وإجلال، فهذه هي دولة الإمارات·· سباقة في ميادين الخير، بفضل قيادتها الحكيمة·· ومن يقرأ في تفاصيل الأخبار عن المناطق المتضررة، يصاب بصدمة كبيرة·· ففرق الإنقاذ تعمل في مناطق ذات طبيعة جغرافية قاسية جدا، وهي معرضة لخطر توابع الزلزال·· ولكن أبناء الإمارات تحدوا كل الصعاب وكانوا عند حسن ظن الجميع بهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©