السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"الكوبا".. خائنة العظماء !

"الكوبا".. خائنة العظماء !
14 يونيو 2019 00:02

محمد حامد (دبي)

رفضت بطولة كوبا أميركا التي بدأت قبل 103 أعوام، وتنطلق نسختها 46 اليوم في البرازيل، أن تبتسم لأشهر أساطير القارة اللاتينية وأفضل نجوم الكرة العالمية، وعلى رأسهم بيليه ومارادونا، وميسي، وزيكو، وفالكاو، وسقراط، وزانيتي وغيرهم من المشاهير، والمفارقة المثيرة أن ليونيل ميسي نجم البارسا ومنتخب الأرجنتين سوف يغادر قائمة العظماء في حال فاز بالنسخة الحالية. وعلى الرغم من أن ليو يترقب الفوز بلقب كبير مع المنتخب الأرجنتيني، لكي يؤكد أسطورته الكروية، ويتعافى من آلام الإخفاق في المونديال والكوبا، فإن وقوفه فوق منصة التتويج بلقب النسخة الحالية للبطولة القارية، سوف يجعله يخرج من قائمة أساطير لم يسبق لهم الفوز بها، وعلى رأسهم الثنائي الأعظم في التاريخ بيليه ومارادونا، وبالطبع يحلم ميسي أن يخرج من قائمة أفضل النجوم الذين لم يتوجوا بالكوبا، على أن يظل اسمه يتردد في السنوات والعقود القادمة باعتباره واحداً من بين الأفضل في التاريخ الذين عانوا من «خيانة كوبا أميركا».

بيليه.. أسطورة المونديال بلا مجد قاري
يراه البعض أسطورة كل العصور، صحيح أن الملايين من عشاق الكرة العالمية ممن يتابعون منافساتها في الوقت الراهن لم يشاهدوا إبداعات بيليه، لكنه يظل واحداً من أعظم نجوم الساحرة على مدار تاريخها، فقد فاز بكأس العالم 3 مرات، أعوام 1958، و1962، و1970، وهو اللاعب الأوحد في تاريخ الأندية والمنتخبات العالمية الكبيرة الذي أحرز أكثر من 1000 هدف، ولكنه على الرغم من ذلك لم يتوج أبداً بلقب كوبا أميركا.
فقد شارك بيليه في بطولة واحدة عام 1959، أي بعد عام واحد من الفوز بمونديال 1958، وسط توقعات بأن يكتسح البرازيليون البطولة، وتألق النجم الملقب بالجوهرة السمراء، وسجل 8 أهداف، وانتزع لقب الهداف، وكذلك لقب أفضل لاعب في البطولة، إلا أن الأرجنتين صاحبة الأرض فازت باللقب، وهي البطولة الأولى والأخيرة التي شارك فيها بيليه الذي اكتفى بالمجد المونديالي، ولم يكن له حضور فوق منصة الشرف لكوبا أميركا.

«سيمفونية التانجو» تكتمل في غياب مارادونا
منذ فوزه بمونديال المكسيك 1986، وما قدمه مع فريق نابولي، أصبح دييجو أرماندو مارادونا أعظم لاعب صاحب بصمة فردية تقود للبطولات الجماعية في تاريخ كرة القدم، فقد لعب بمفرده دور البطولة في التتويج الأسطوري لمنتخب التانجو بكأس العالم 1986 الذي يشتهر باسم «مونديال مارادونا»، وكذلك كان لبصمته الفردية الدور الأكبر في انتصارات وبطولات فريق نابولي، وعلى الرغم من أنه الأفضل في تاريخ كرة القدم وفقاً لما يراه الملايين من عشاق الكرة العالمية، فإنه لم يفز بكوبا أميركا، وكان ظهوره الأول فيها عام 1979، وسجل هدفاً لم يشفع للتانجو الذي ودع مبكراً بعد تذيله مجموعته.
وفي نسخة 1987 أحرز مارادونا 3 أهداف، ولم يتمكن من الوصول بالأرجنتين إلى النهائي بعد الاستسلام للخسارة في الدور قبل النهائي على يد أوروجواي، وتكرر المشهد في بطولة 1989، وحينما غاب مارادونا عن بطولة 1991 بعد سقوطه في فخ المنشطات فازت الأرجنتين باللقب، وفي نسخة 1993 كرر الأرجنتينيون إنجازهم وانتزعوا اللقب، في غياب مارادونا الذي انسحب من القائمة قبل انطلاقة الحدث بسبب بعض الخلافات.

ميسي.. فرصتان قبل الرحيل
لا يمكن القول إن عقدة ليو المونديالية والقارية مع منتخب التانجو سوف تستمر حتماً حتى نهاية مسيرته، ولا يمكن كذلك القول إن قصته مع كوبا أميركا انتهت، فهو يملك فرصة الفوز بها في النسخة الحالية، وكذلك البطولة المقبلة التي تقام العام القادم بصوة استثنائية في تنظيم مشترك للمرة الأولى في التاريخ بين الأرجنتين وكولومبيا، ثم تتوقف البطولة حتى تستضيفها إكوادور عام 2024، أي أن ميسي لديه فرصة سانحة الآن، وأخرى بعد عام، وبالنظر إلى تاريخ مشاركات ليو في البطولة فقد بلغ نهائي 2007 وخسر بثلاثية أمام البرازيل، ولم تكن نغمة تحمله مسؤولية الإخفاق قد ظهرت بعد، خاصة أنه كان في مستهل مشواره الكروي، و لم يكن يملك النجومية التي يتمتع بها في الوقت الراهن.
وتكرر سيناريو الإخفاق الأرجنتيني في حضور ليو بالخروج من ربع نهائي 2011 بركلات الترجيح أمام أوروجواي، وفي نسختي 2015 و 2016 تأكدت عقدة ميسي مع منتخب بلاده، وساد شعور بأنه لن ينجح أبداً في إهداء الأرجنتين لقباً كبيراً، فقد خسر التانجو أمام تشيلي في النهائيين المتتاليين بركلات الترجح، ولم يتمكن ميسي من مقاومة دموع الحزن والألم، وقرر الاعتزال دولياً.
ثم عاد نجم البارسا ومنتخب التانجو فيما بعد، ليواجه عثرة جديدة في مونديال 2018 بالخروج المبكر والأداء الباهت في سيناريو أكثر حزناً مما حدث في كأس العالم 2014 الذي شهد بلوغ ليو ورفاقه المباراة النهائية، قبل أن ينتزع الألمان اللقب، ومنذ هذا الوقت على وجه التحديد تتصاعد غيوم الشك وتتأكد العقدة بطولة بعد أخرى، وبالنظر إلى نجاح الغريم الأزلي كريستيانو رونالدو في الفوز بأمم أوروبا 2016، ودوري أمم أوروبا 2019 مع البرتغال تتضاعف الضغوط على ميسي، فالمقارنة المستمرة بين النجمين بلغت حد الهوس في السنوات العشر الأخيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©