عدد اليوم
مرتضى البريري (أبوظبي)
صنف سيّاح من دول مجلس التعاون الخليجي، الجبل الأسود «مونتينيغرو»، وجهة مفضّلة للراغبين في قضاء أجمل الأوقات بين المياه الفيروزية والمرتفعات الشامخة، حيث تمثل الجبال 70% من مساحتها، فيما يمتد ساحلها 295 كيلومتراً على البحر الأدرياتيكي، ما يمنح جبالها ومناطقها الداخلية إطلالات خلابة من بين أشجار الصنوبر والزان والمنازل ذات الأسطح القرميدية البرتقالية، خاصة منطقة خليج لوستيكا، التي تكسوها الخضرة، وتتوافر إليها رحلات جوية مباشرة موسمية تصل مدينة تيفات خلال ست ساعات فقط.. فالوصول إلى الجبل الأسود يكون إما جواً عن طريق مطاري بودغوريكا أو تيفات، أو مطار دوبرونفيك في كرواتيا، الذي يبعد مسافة نصف ساعة عن الحدود مع الجبل الأسود في مدينة هيرتشك نوف، وإما السفر من دول الاتحاد الأوروبي بالسيارات والحافلات، في حال توافر تأشيرات الدول التي سيعبرها السائح مثل كرواتيا أو صربيا وغيرها من الدول المحيطة.
مرافق الجولف والترفيه
يحتضن خليج لوستيكا، ساحلاً مساحته 690 هكتاراً، يوصف بـ«الساحر»، ويتميّز بمساكنه وفنادقه ومراسيه ومرافق الجولف والترفيه، ويضم مساحة كبيرة من الخضرة للترفيه، فهو نقطة محورية جديدة للمجتمع المحلي ومحطة استقطاب، وتناسب قرية سنترال، التي تنفرد بموقع استراتيجي عند مدخل خليج لوستيكا، رجال الأعمال والعائلات، فهي تضمّ مساكن مثالية لقضاء العطلات أو باعتبارها منزلاً ثانياً، بحسب دارين جيبسون، الرئيس التنفيذي في أعمال خليج لوستيكا، الذي قال إن قرية سنترال تقع جزء من خطة مستدامة بالتنسيق مع حكومة مونتينيغرو لتحويل خليج لوستيكا من مجرد مكان إقامة ثانوي ومساكن لقضاء العطلات، إلى موطن للسكان الدائمين في أبنية مستوحاة من الهندسة المعمارية التقليدية في مونتينيغرو، حيث تمتزج العناصر القديمة مع الجديدة، والمقومات المريحة مع العصرية والحديثة لتوفير أسلوب عيش صحي نابض بالحيوية على ضفاف البحر الأدرياتيكي.
المكان المناسب
تعد قرية زبلجك، المكان المناسب الذي يقصده زوار مونتينيغرو للوصول إلى الغابات الكثيفة في حديقة دورميتور المحمية، التي تعتبر الوجهة المثالية لعشاق الطبيعة، خصوصاً أنها تضم عدداً من القمم المرتفعة والبحيرات ونهر تارا الشهير، كما تصنف كوتور، أهم مدن الجذب السياحي في الجبل الأسود لموقعها على مصب نهر سكوردا، وتضم مجموعة جدران وتحصينات يعود تاريخها لأكثر من ألف سنة.
أما بودفا، فهي مدينة قديمة تعود للعصور الوسطى، وتعد جوهرة على شبه جزيرة صغيرة، تتميز بالأزقة الضيقة وبحيوية الحياة الليلية، وقلعة بودفا من أهم معالمها التاريخية.
وتقع أولسيني، المدينة الحدودية على جنوب الجبل الأسود بالمحاذاة مع دولة ألبانيا، وهي ذات أغلبية مسلمة، كانت تعرف قديماً باسم عاصمة القراصنة، وهي اليوم من أكثر المدن شهرة في مونتنيغرو، خصوصاً مع كورنيشها وشواطئها.
مركز تجاري وثقافي
المناطق السياحية في الجبل الأسود تستحق الاكتشاف من قبل سياح العالم، بين شهري أبريل وسبتمبر، ولا ينصح بالزيارة في الشتاء، حيث تنخفض الحرارة إلى 15 درجة تحت الصفر، مع هطول الأمطار الغزيرة والكثير من الثلوج، ومن بين المعالم السياحية تبرز قرية سنترال، التي تحظى باهتمام حكومي، فقد صممت وفق معايير الاستدامة، لاستقبال السيّاح على مدار السنة، حيث تتضمن مدرسة ومؤسسة للتعليم العالي ومستشفى ومراكز تسوق، وتضمّ ملاعب رياضية ومساحات عامة ومركز رعاية صحية ومحطات طوارئ، تشمل قسم شرطة وإطفاء، بالإضافة إلى مرافق للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض لأغراض الأعمال أو إقامة حفلات زفاف أو أي مناسبات خاصة، باعتبارها المركز التجاري والإداري والثقافي في المنطقة.
وبرزت جمهورية مونتينيغرو أو الجبل الأسود واجهة للسياح في الفترة الماضية بفضل الاستثمارات الكبيرة والحيوية التي تقوم بها دولة الإمارات في هذا البلد الفتي، حيث تقدر السفارة الإماراتية في الجبل الأسود قيمة استثمارات الدولة هناك بحوالي نحو 800 مليون يورو «3.33 مليار درهم»، متوقعة ارتفاعها إلى 4 أو 5 مليارات يورو بحلول عام 2021.
ذكريات مملكة الجبل الأسود
تقع دولة الجبل الأسود «Crna Gora» في جنوب أوروبا، وتبلغ مساحتها حوالي 13812 كم2 وعاصمتها بودغوريتشا «تيتوغراد سابقاً».. والمنطقة التاريخية في العاصمة كانت تضم سبعة مساجد ومنزلاً يرجع إلى عام 1826، كان مجلساً للاجتماعات وتوزيع طعام الإفطار والسحور على الفقراء في شهر رمضان، لتتواصل الأحداث التي شهدتها المنطقة بعد ذلك وصولاً إلى عام 1910 حيث أُعلنت مملكة الجبل الأسود وأصبح نيكولاس الأول ملكاً عليها، وأثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918 حاربت مملكة الجبل الأسود ضد دول المحور.
وبعد نهاية الحرب اجتمع المجلس الوطني وأعلن خلع الملك الذي كان مقيماً في الخارج وضم الجبل الأسود إلى مملكة صربيا، ثم داهمهم الألمان خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1941 واحتلوها، وبعد الحرب انضمت الجبل الأسود إلى اتحاد يوغوسلافيا، ثم جاءت حروب الاستقلال عن صربيا في كرواتيا واستقلال البوسنة والهرسك وسلوفينيا أواسط التسعينيات، ولكن الجبل الأسود بقي مع صربيا حتى أعلن استقلاله كجمهورية الجبل الأسود عن صربيا في عام 2006.
همزة وصل
تتمتّع سنترال بموقع استراتيجي عند مدخل خليج لوستيكا، وتضم ملعب الجولف والمارينا والشاطئ، وتشكل همزة وصل بين التوسعات السكنية الجديدة والقرى المحيطة.
وتتراصف الشقق والمباني العامة، متباهية بتصميمها الذي يعكس الطابع المحلي، بالإضافة إلى باقة من المحلات والمتاجر الراقية والمطاعم والاستراحات والمعارض والمرافق الترفيهية والمنشآت العامة، وللمساحات الخضرة مكانتها في القرية، فقد اعتمدت أوراسكوم القابضة للتنمية في تطوير القرية، على تصميم مستدام يتداخل بانسيابية مع المساحة الطبوغرافية «التمثيل الدقيق لسطح الأرض بعناصره الطبيعية والبشرية» مع الاستفادة من الطاقة والتهوية الطبيعية في المنطقة التي تبعد عن مطار تيفات الدولي الذي يستقبل رحلات مباشرة على متن فلاي دبي (مسافة 10 دقائق تفصلها عن بلدتي بيراست وكوتور)، حيث تحتضن الطرق والمناطق التجارية المركزية مباني سكنية متصلة ببعضها تتألف من أربعة طوابق، مشكلة بذلك قلباً نابضاً بحب الحياة، بالإضافة إلى المباني المنفصلة عن بعضها التي تتشكل من ثلاثة طوابق.
