السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قائمة مطالب أميركية للأطراف السودانية .. و"العسكري" يرفض "الإملاءات

قائمة مطالب أميركية للأطراف السودانية .. و"العسكري" يرفض "الإملاءات
14 يونيو 2019 01:10

أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

أكدت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» أن الأوضاع في السودان لازالت تراوح في مكانها، رغم إعلان الوساطة الإثيوبية عن تقدم في مواقف الطرفين المتنازعين: المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، فيما تتواصل الضغوط التي تمارسها واشنطن. وأضافت المصادر أن الطرفين مازالا متشبثين بمواقفهما، ولا أحد منهما يريد تقديم تنازلات حقيقية، وخاصة فيما يتعلق بتمسك قوى التغيير باضطلاع لجنة تحقيق دولية للتحقيق في أحداث فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم في 3 يونيو الجاري، وهو الأمر الذي يجد دعما أميركيا ودوليا.
وأوضحت المصادر أن ملف السودان الآن أصبح بيد الأميركيين، الذين ينسقون مع الوساطة الإثيوبية، وقد نقل وفدهم إلى الخرطوم قائمة بالمطالب التي ينتظرونها من الأطراف السودانية وخاصة من المجلس العسكري، مع تلويح بإجراءات ستقدم عليها واشنطن في حال عدم الاستجابة لمطالبها، وفي مقدمة هذه المطالب تشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث فض الاعتصام، وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحظر عن شبكة الإنترنت. وأوضحت المصادر أن الإجراءات الأميركية، في حال عدم الاستجابة للمطالب، ستتراوح ما بين الإبقاء على السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وعدم رفع الديون عنه، إضافة إلى فرض عقوبات شخصية على أعضاء المجلس العسكري.
وقد واصل مساعد وزير الخارجية الأميركية تيبور ناج والمبعوث الأميركي الجديد إلى السودان دونالد بوث لقاءاتهما في الخرطوم أمس، قبل أن يتوجها إلى أديس أبابا اليوم للقاء رئيس الوزراء الإثيوبي ومسؤولي الاتحاد الأفريقي لبحث الأوضاع في السودان، يأتي ذلك في وقت جددت فيه الخارجية الأميركية مطالبتها بسحب الميليشيات المسلحة من الخرطوم، وإجراء تحقيق مستقل بشأن أعمال العنف.
والتقى رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بالقصر الجمهوري، أمس بتيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، بحضور المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث. وقال السفير صديق محمد عبد الله، مدير إدارة الشؤون الأوروبية والأميركية بالخارجية، في تصريح صحفي، إن اللقاء تميز بتبادل صريح لوجهات النظر بين الجانبين، حيث قدم رئيس المجلس العسكري الانتقالي شرحاً حول ما تم في السودان، بعد الحادي عشر من أبريل، وحول مسار التفاوض مع شركاء المجلس العسكري في العملية السياسية. وأوضح أن البرهان عبر عن تطلع السودان لتعزيز علاقاته مع الولايات المتحدة، باعتبارها قوى عظمى لها دور إيجابي يتطلع إليه الشعب السوداني، ويدفع بعملية التسوية السياسية الجارية إلى الأمام لإحداث الاستقرار المنشود.
وأضاف أن رئيس المجلس العسكري أكد انفتاح المجلس على الدور الإيجابي المتوقع من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للوصول إلى تسوية سياسية.
وعبر مساعد وزير الخارجية الأميركي عن تقديره للفرصة التي أتيحت له لمقابلة رئيس المجلس العسكري الانتقالي في هذا الوقت الحساس من تاريخ السودان. وأشار ناجي إلى أن الاجتماع اتسم بالوضوح والصراحة، وتمت فيه مناقشة أحداث الثالث من يونيو، داعياً إلى عمل تحقيق مستقل وشفاف، لافتاً إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية لجهود (الإيجاد) والاتحاد الإفريقي ورئيس الوزراء الإثيوبي. وأضاف أن كل المجتمع الدولي يريد ما يريده الشعب السوداني متمثلاً في الدولة المدنية، وإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية بالسودان بما يمكنه من لعب دوره المهم في الإقليم. وعبر عن أمله في أن تكون علاقات السودان والولايات المتحدة في وضع أفضل. وفي سياق متصل أعرب المبعوث الأميركي للسودان، دونالد بوث، عن سعادته باختياره مبعوثاً للسودان، مشيراً إلى سابق خبرته كدبلوماسي في التعامل مع السودان، مؤكداً رغبة المجتمع الدولي في دعم تطلع الشعب السوداني إلى حكومة مدنية.ومن جانبه، كشف محمد الحسن ولد لبات مبعوث الاتحاد الأفريقي عن تشكيل فريق دولي موحد من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج)، وقال «إن هذا الفريق يعمل بطريقة موحدة لمتابعة الأوضاع في السودان. وقال إن الاتحاد الأفريقي يطالب بتحقيق دقيق وشفاف بشأن أحداث فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم في الثالث من يونيو، كما يدعو لإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين»، يأتي ذلك في وقت أثار استدعاء الخارجية السودانية للسفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق تعاطفا كبيرا معه، وجاء الاستدعاء على خلفية تغريدة له، قال فيها: لا مبرر لمثل هذا الهجوم .. يجب أن يتوقف ذلك الآن، في إشارة إلى فض الاعتصام بالقوة.
ومن جانبه، أكد الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري السوداني أنه لا الولايات المتحدة ولا أي جهة أخرى تملي على المجلس شروطا أو مطالب، وأن المسؤولين الأميركيين الذين زاروا الخرطوم لم يأتوا بمطالب، وأن المجلس العسكري طالب الوسيط الإثيوبي باستئناف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير خلال 24 ساعة، لكنها ترفض الاستجابة. وأضاف كباشي أنه لن يسمح لأعضاء المجلس العسكري بالترشح للانتخابات الرئاسية حتى لو خلعوا الزي العسكري، وكذلك حاملو الجنسيات الأجنبية.
فيما شرع وفد الجامعة العربية الذي وصل إلى الخرطوم أمس بالتواصل مع القوى السياسية السودانية، وعلمت «الاتحاد» أن الوفد الذي يضم السفير خليل الزوادي مساعد الأمين العام للجامعة للشؤون العربية والأمن القومي، والسفير زيد الصبان مدير إدارة القرن الأفريقي والسودان شرع في لقاء المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ومجموعة واسعة من الطيف السوداني، للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، ودعم التوافق والاتفاق في السودان، والإعلان عن رغبة الجامعة العربية في مساعدة السودان في تجاوز الصعوبات حالياً وفي المستقبل.

الخلافات مستمرة داخل «الحرية والتغيير»
كشفت مصادر داخل قوى الحرية والتغيير عن استمرار الخلافات داخلها بشان رؤيتها للمرحلة الانتقالية، وقال صلاح جلال أمين الإعلام في تحالف نداء السودان لـ«الاتحاد» إن قوى الحرية والتغيير غير جاهزة لأي تشكيل لأي مستوى من مستويات الحكم، وأوضح «كل مجموعة من قوى الحرية والتغيير لها تصوراتها وترشيحاتها المنفصلة، وهناك صعوبة في الوصول إلى اتفاق مشترك، وهناك ثلاثة تصورات منفصلة، تصور لدى تجمع المهنيين، وتصور لدى قوى الإجماع، وتصور ثالث لقوى نداء السودان». وأضاف: حتى داخل هذه التصورات المنفصلة لا يوجد إجماع كامل داخل المجموعة المعنية الواحدة، ولا يوجد اتفاق على توصيف حكومة الكفاءات المنتظرة، هل هم تكنوقراط مستقلون، أم كفاءات من الأحزاب السياسية، وهناك أحزاب ترى ضرورة إبعاد التشكيل من المحاصصات الحزبية، وهناك آخرون يرغبون في المشاركة باسم شخصيات حزبية معروفة تفتح باب المحاصصات. وحذر جلال من أن الانقلابات والفوضى ممكنة في ظل الفراغ السياسي والمهددات والمخاطر الأمنية التي تحيط بالسودان حالياً، مما يستلزم التعامل معها بالجدية اللازمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©