السبت 1 ابريل 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

نصف سكان الإمارات مهددون بمرض السكري

27 أكتوبر 2005

عجمان- علي الهنوري:
حذر الدكتور عبدالرزاق المدني استشاري أمراض السكر والغدد في مستشفى دبي بأن نصف سكان الإمارات معرضون للاصابة بداء السكري ان لم ينتبهوا لثقافة الغذاء الصحي والنشاط الرياضي المستمر مع التأكيد على الفحص الدوري لحالاتهم بين فترة وأخرى، مشيراً بأن التوعية الصحية تلعب دوراً في كيفية الوقاية منه سيما وان نسبة المصابين بالمرض خلال عام 2000 كانت 25 بالمئة من سكان الإمارات·
وقال الدكتور المدني خلال المجلس الرمضاني الذي نظمته منطقة عجمان الطبية في مجلس عبدالله سعيد النعيمي رجل الأعمال في عجمان بحضور عبدالرحمن يوسف النعيمي مدير منطقة عجمان الطبية وصالح المطروشي مدير عام الدفاع المدني ولفيف من الجمهور والاطباء، وذلك من أجل نشر التوعية الصحية بين افراد المجتمع حيث أصبح مرض السكر يمثل الاهمية القصوى للعديد من الناس من أجل الوقاية منه وخاصة بالنسبة للمصابين بهذا المرض حيث قال المدني إن مرض السكر اصبح من الامراض الشائعة بين مختلف دول العالم ووصل معدل المصابين به 188 مليون شخص، ومن المتوقع ان يصل بعد عشر سنوات إلى 300 مليون مصاب أي بزيادة 80 بالمئة وذلك بسبب قلة الوعي الكافي لهؤلاء الناس وعدم الاكتراث بصحتهم إلا بعد ان يقع الفأس في الرأس، كما ان عدم الاستشارة المبكرة لدى الطبيب تؤدي إلى عدم الكشف عن وجود المرض وكيفية الوقاية منه أو المحافظة عليه قبل ان يستشري في بقية انحاء الجسم·
وأضاف المدني: مرض السكر له مخاطر عدة ويتسبب في انسداد الشرايين ويصيب شبكة العين ان لم يحافظ على مستواه الطبيعي كما انه يتسبب في اصابة بقية اعضاء الجسم لهذا دائماً يطالب الاطباء بضرورة الكشف المبكر وأخذ التوعية الصحية والغذائية بعين الاعتبار فكلما كان الفرد محافظاً على الكميات القليلة من غذائه وطعامه كلما كانت الاصابة به ضعيفة وبعيدة كما ان الحركة المستمرة ورياضة المشي تلعب دوراً بارزاً في حرق السعرات الحرارية والسكر بالجسم حيث أثبتت الاحصائيات أن دول أوروبا من أقل الدول في نسبة المصابين بالمرض حيث بلغت نسبة الاصابة بالسكر 3 بالمئة فقط وذلك بسبب اخذ التوعية بعين الاعتبار وكأنها ثقافة اجبارية مما ادى إلى انحسار عدد المصابين بها، مشيراً إلى أن الاحصائيات الصادرة في عام 2000 في دولة الإمارات أكدت أن عدد المصابين بلغت نسبتهم 25 بالمئة و15 بالمئة معرضون للاصابة بالسكر أي نصف مجتمع الإمارات معرض للاصابة ان لم يأخذ المجتمع حذره بعين الاعتبار·
كميات الأنسولين
وعرّف المدني بأن مرض السكري يأتي من خلال تعرض جهاز البنكرياس لضعف بسبب فقدان الخلايا لنشاطها نتيجة مهاجمة اجسام مضادة لها مما يضطر البنكرياس إلى افراز كميات قليلة من الانسولين وكلما ضعف البنكرياس يحاول أن يعوض الكميات عن طريق أمره للكبد بتحويل الشحم والدهون إلى انسولين ولكن ليس بجودة وطبيعة الانسولين الحقيقي مما يضطر الجسم لرفضه لانه يختلف عن الانسولين الطبيعي والانسولين القادم من البنكرياس هو المفتاح الرئيسي الوحيد لفتح شرايين الجسم والرأس وخلايا المخ والعيون أما القادم من الكبد فترفضه شرايين الجسم وضعف الانسولين يؤدي إلى ضعف خلايا الجسم ويفقد الفرد نظره الطبيعي ويضعف وتنسد الشرايين ويصاب الفرد بالفشل الكلوي وأمراض القلب·· لهذا يعوض الاطباء بالانسولين عن طريق (الابر) وهناك تجارب جديدة لم تثبت كفاءتها بعد وذلك عن طريق استخدام الانسولين بواسطة بخاخ الفم أو الكبسولات·
وأوضح المدني ان مرض السكر يصيب الافراد عن طريق الوراثة أو الوزن الزائد والذين يتراوح عمرهم فوق الاربعين ولم يحافظوا على غذائهم الصحي وكلما اخذ الفرد النشاط الرياضي بعين الاعتبار كان له رصيد صحي وسلامة لجسمه والوقاية من الامراض في المستقبل·
وقال المدني: المصابون بالمرض عليهم بالحركة والنشاط وان لم يستطيعوا فعليهم السباحة وان لم يستطيعوا عليهم بالمشي في مياه البحر وذلك لتحريك عضلات الجسم قدر الامكان حسب قدرات كل شخص كما ان على المصاب الفحص الدوري وذلك بواسطة كشف معدل السكر بالجسم المتوفر في مختلف صيدليات الدولة وعلى الصائم أن يحاول قدر الامكان تأخير السحور حتى لا يفقد الجسم السعرات الحرارية خلال النهار واذا اكتشف أن معدل السكر بالجسم في فترة الظهيرة انخفض أقل من 70 أو زاد عن 300 فعليه الافطار الاجباري حتى لا يؤدي إلى مضاعفات هو في غنى عنها وان كان لا يستطيع الصيام فالإسلام دين يسر ولا يخاطر الفرد بحياته·
اتفاقية ألمانية
وقال إن المرض يؤدي إلى الجلطات الدماغية ويؤثر على القلب بنسبة 80 بالمئة حيث اشارت الاحصائيات إلى أن 90 بالمئة من المصابين بأمراض القلب 80 بالمئة منهم مصابون بالسكري ويؤدي كذلك إلى الفشل الكلوي·
وقال عبدالرحمن النعيمي مدير منطقة عجمان الطبية ان طبية عجمان اخذت على عاتقها نشر التوعية الصحية بين مختلف شرائح المجتمع وبث التوعية خلال هذا الشهر الفضيل عن طريق المجالس الرمضانية لانها فرصة جيدة للتواصل مع الناس وبث الثقافة الصحية فيما بينهم، مشيراً إلى أن المنطقة تعتبر الاولى على مستوى الدولة وعلى مستوى الخليج التي عقدت اتفاقية مع جامعة عجمان واحدى الجامعات الألمانية لبحث ودراسة طبيعة احوال مرض السكري في الإمارة وكيفية الوقاية منه مع استخدام احدث المعدات الطبية للكشف عن المرض وكذلك تزويد المريض بأحدث الاجهزة الإلكترونية الحساسة التي تعطي المؤشرات والنتائج الحقيقية لحاجة جسم الإنسان للكميات المناسبة للانسولين خلال الـ 24 ساعة مع تقديم برامج خاصة للمصابين في كيفية استخدام تلك الاجهزة ويجري الآن مزيد من الابحاث في الجامعة في كيفية تدارك المرض وإبقائه على معدل منتظم وسيتم خلال الفترة القادمة اجراء فحص واخضاع نسبة كبيرة من المصابين لبرامج ودورات بهدف ابقاء المرض بمستوى معين بواسطة الاطباء الألمان· وقال عبدالله سعيد النعيمي إن مرض السكري أصبح بمثابة الضيف الثقيل على العائلة ومن أجل ذلك يجب ان يلتفت الفرد إلى نفسه قبل ان يتفاقم المرض ويزداد هذا الضيف بالعبث في مختلف اعضاء الجسم، والدولة والحمد لله وفرت كل الامكانيات والبرامج التوعوية والمطلوب من الاسر التعامل مع المصابين بروح التفاعل من أجل تعزيز الثقة ورفع الروح المعنوية كي يتغلب المريض على مرضه وممارسة نشاطه الطبيعي وحثه دائماً على الحركة الرياضية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©