الخميس 8 يونيو 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
عربي ودولي

لبنان ولحود ومرحلة ما بعد تقرير ميليس

26 أكتوبر 2005

بيروت - رفيق نصرالله:
سيكون العنوان الساخن لمرحلة ما بعد تسليم تقرير ديتليف ميليس هو مصير رئاسة الجمهورية· لقد استعدت القوى التي خاضت ومنذ لحظة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير الماضي المعركة على اساس المواجهة مع رئيس الجمهورية محاولة احداث تحولات كبيرة في الخارطة السياسية الداخلية وهي بدأت فعلاً حتى قبل صدور التقرير عبر التعيينات والاقالات وتبدل الخطاب السياسي وفتح الملفات وغير ذلك·
لكن مرحلة ما بعد اعلان التقرير ستأخذ منحى مختلفاً لأنها بنظر من يؤيد مضمون التقرير حسمت الخيارات وبات من الضروري المضي بعيداً في المطالبة بإقالة او استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود ومن ثم الدخول في العناوين الاخرى سواء تلك المتعلقة بمضمون قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 أو غير ذلك·
لكن ثمة من يرى بالمقابل ان كماً كبيراً من البعد السياسي قد ضمه التقرير وهذا ما سيتسلح به الرئيس لحود الذي سيصر على البقاء في سدة الرئاسة حتى انتهاء مهلته، وهذا يعني ان الجدل السياسي الواسع والساخن سيحكم الايقاع اليومي للوقائع اللبنانية وسيكون كل طرف امام معادلة تقول ان معركته نهائية وحاسمة ويجب ان تصل الى خواتمها·
الطريق إلى المحاكمة
لكن ثمة من يكشف النقاب عن ان التحقيق لم يستكمل بدليل ان ميليس نفسه طلب مهلة اضافية وان حسم الخيارات يحتاج الى عقد المحاكمة سواء أكانت دولية او لبنانية أو غير ذلك حتى يتم اسقاط قرينة البراءة عن الموقوفين أو الذين وجهت اليهم اصابع الاتهام، وهذه الخطوة تحتاج الى المحاكمة لان المناخ السياسي الذي سبق الجريمة ربما تم استعراضه لكن يبقى البعد القضائي الذي عليه ان يقدم الدلائل الواضحة وبموجب هذه الدلائل تتم محاكمة الموقوفين بمن فيهم من سيتم توقيفهم ايضاً وفق ما ورد في تقرير ميليس·
ومع هذا فان نهم اللبنانيين للحصول على الوقائع والذي يبدو انه لم يحصل على تفاصيلها الكاملة بعد لن يمنع من الدخول في مواجهة سياسية ستأخذ مداها وربما قد تستخدم فيها رسائل امنية خاصة وان كل طرف لم يستخدم سابقاً كل اوراقه بانتظار ميليس والآن صار بالامكان استخدام هذه الاوراق لان المواجهة نهائية فعلاً·
ان حكومة فؤاد السنيورة ستواجه وضعاً معقداً قد يجعل منها حكومة شبه مشلولة لاعتبارات كثيرة استناداً الى تكويناتها السياسية، فهي تضم قوى غير راضية تماماً عن توجهات قوى اخرى تريد الاستفادة من تقرير ميليس ولهذا سيصعب منذ الآن ايجاد قواسم مشتركة، كما ان بعض قوى الحكومة لا تريد بعد الآن الجلوس على طاولة مجلس الوزراء التي يجلس على رأسها الرئيس لحود· وامام هذا الواقع قد تصل البلاد الى مأزق سياسي سيؤدي الى استقالة الحكومة الا اذا تم التوافق على فصل تداعيات تقرير ميليس والتسليم بأن التحقيقات لم تنته وانه لا بد من الاستمرار بتسيير الاوضاع بما تيسر·
نصائح عواصم عربية
وقد قدمت اكثر من عاصمة عربية نصائح عاجلة لأكثر من طرف من أجل ضبط النفس وعدم الذهاب بعيداً في المواجهة الحادة ومن هذه النصائح ما سمعه رئيس تكتل المستقبل سعد الحريري من الرئيس المصري حسني مبارك·
ان مرحلة جديدة ستحكم المسارات اللبنانية كافة وستكون امام مفاجآت ربما هي التي ستحدد الخارطة السياسية الجديدة في لبنان لأن ما جاء في التقرير حدد الخيارات الاساسية وهي توجيه الاتهام للسوريين كما للاجهزة الامنية اللبنانية وصار من الصعب التراجع عن ذلك بالرغم مما سيتعرض له التقرير من شكوك باعتباره تقريراً مسيساً كما تراه دمشق ويراه البعض في بيروت· ان العديد من القوى الداخلية امام منعطف وامام اتخاذ قرارات ربما ستكون الاصعب، لكن ما كان سيساعد هذه القوى على اتخاذ مثل هذه الخيارات كان التفاصيل الكاملة التي كان ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، وربما لا تزال هذه التفاصيل بحاجة الى المزيد من التحقيقات التي قد تتم عبر محكمة دولية أو على الاقل خارج لبنان وسوريا كما لمّح ميليس في تقريره·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©