مسقط ـ مصطفى المعمري:
قال بيتر غودرهام مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية ان بلاده لا تتطلع إلى المواجهة فيما يتعلق بالمسألة النووية غير إننا يساورنا القلق إزاء أنشطة إيران النووية وليس هناك من يعارض تطوير إيران لبرنامج طاقة نووي للأغراض السلمية بحيث يكون خاضعا لشروط معاهدة حظر الانتشار النووي، والقضية هي درجة الثقة التي يوليها المجتمع الدولي فيما إذا كانت إيران ملتزمة بالفعل بهذه الشروط·
موضحا في حديثه اـ(الاتحاد) أبان زيارته للعاصمة العمانية مسقط ضمن جولة تهدف لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط:' لقد فعلنا كل ما بوسعنا، وقد خاب أملنا عندما رفضت إيران الاقتراحات التي تقدمنا بها في وقت سابق هذا العام، حيث تضمنت الاقتراحات كافة النواحي الاقتصادية والعلمية والسياسية وقد رفضتها إيران، ومن جانبنا فقد ألزمنا أنفسنا بمحاولة ايصال رسالتنا إلى الطرف الإيراني مع تجنب المواجهة، وهناك عدد كبير من الدول تريد ضمانات أن إيران لا تسعى إلى تطوير برنامج أسلحة نووية'·
وتحدث المسؤول البريطاني عن رؤيته لمجمل الأوضاع في المنطقة ومدى تفاؤله، قائلا: نعم أنا متفائل، فهذه المنطقة تتمتع بموارد طبيعية وفيرة ومتميزة وحجم التوقعات كبير، وفق امكانيات التنمية والاستقرار، وقد اتخذت عدد من حكومات المنطقة حزمة إجراءات لتحقيق هذه الإمكانية، ونحن نريد أن نساعدهم على القيام بذلك، وليس لدينا أى نية لإخبار أى شخص بما يتعين عليه فعله، لأن تحديد المستقبل هو أمر موكل لحكومات وشعوب المنطقة، فنحن لم نأت إلى هنا لفرض القرارات، وثمة رغبة متنامية بالمنطقة فى التنمية والتقدم، كما أننا نقدر التغيرات الإيجابية التي حدثت فى السلطنة لأنها حدثت من الداخل ولم يكن، هناك أى ضغوط من الخارج، ونحن نشجع هذا الأمر ومستعدون لتقديم المساعدة الى الدول التي تطلبها منا·
العراق··و فلسطين
وحول تصور بريطانيا لاحتمالات تحقق السلام فى الشرق الأوسط، قال بيتر غودرهام: نأمل بشدة فى تحقق هذا ونحن ندرك جيدا قدر التحديات التى تواجهها عملية السلام في المنطقة، ولكن الرهان مرتفع جداً أمام كل الأطراف المعنية بهذه العملية، ونحن نأمل أن يمهد الاستفتاء على مسودة الدستور فى العراق الطريق أمام إجراء الانتخابات فى شهر ديسمبر المقبل، وستوفر هذه الانتخابات الفرصة أمام الشعب العراقي لممارسة الديمقراطية·
كما أن القضية الفلسطينية تحظى هى الأخرى بأهمية كبيرة لدينا، ونحن نوظف قدراتنا الوطنية وموقعنا فى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي فى الاستفادة من قوة الدفع الناتجة عن الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة مؤخراً، ونأمل بشدة فى رؤية دعم المجتمع الدولي للفلسطينيين سواء عن طريق الدعم الإقتصادي المقدم من بريطانيا والاتحاد الأوروبي أكبر الجهات المانحة، فضلا عن اننا نسعى أيضا لبناء وتشكيل قوات الأمن الفلسطينية، ونرغب أيضا فى تقدم عملية السلام وتنفيذ خارطة الطريق وسوف نستمر فى الضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين للوفاء بتعهداتهم فيما نعتقد أنه الطريق الأوحد لتحقيق السلام والتسوية النهائية·
العنف إلى العراق
وحول نظرة قطاع كبير من الشعب العراقي الى وجود قوات التحالف فى العراق على أنه نوع من التدخل فى شؤونهم الداخلية ، لجهة ماذا يقول عن ذلك؟ وإلى متى ستبقى القوات البريطانية فى العراق؟ قال: 'مهمتنا الأساسية هى بناء قوات الأمن العراقية القادرة على الاضطلاع بمهام حفظ الأمن الداخلي فى العراق، ونحن موجودون هناك بناء على قرار مجلس الأمن رقم (1546) وطلب الحكومة العراقية، ويتعين علينا أن نسيطر على الوضع الأمني المتدهور هناك، وهو الأمر الذى يمثل تحدياً كبيراً، ونرى أهمية الدور الذى يجب أن تلعبه حكومات الدول المجاورة للعراق، وكانت الحكومة العمانية داعمة جداً لموقفنا بهذا الخصوص وقد ساعدتنا دعوة السلطنة لإنهاء المقاومة المسلحة والعنف وتحقيق الاستقرار فى العراق ونأمل التزام الدول الأخرى بهذه الدعوة ؛ لأن تحقق الاستقرار والرخاء فى العراق يصب فى مصلحة الجميع·
وبالنسبة اذا ما كانت الحكومة البريطانية تمتلك خطة خاصة للانسحاب من العراق، قال بيتر غودرهام: بالتأكيد، لم نحدد تاريخا معينا لسحب قواتنا من العراق بالنظر الى الظروف السائدة هناك فى الوقت الحالي، وإذا قمنا بذلك فسوف يزداد عدد الذين يتبنون العنف فى أول يوم تغادر فيه قواتنا الأراضي العراقية وعندما تكون الظروف مناسبة، فسوف تبلغنا الحكومة العراقية ولن تبقى بريطانيا فى العراق بعد هذا التاريخ إطلاقاً·
وردا على سؤال اذا ما قررت الولايات المتحدة البقاء فى العراق لفترة أطول، قال بيتر غودرهام مدير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية: لا أعتقد أن هذا سيحدث؛ لأن الولايات المتحدة تتبنى نفس الموقف الذى نتبناه والذي يتمثل فى احترام قرارات مجلس الأمن الدولي وأولويات الحكومة العراقية، وأعتقد أنها لن تستمر لفترة أطول فى العراق·