الأربعاء 29 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضي

سفير الإمارات بين الكأس الثانية والحلم العالمي

24 أكتوبر 2005

كيف يفوز الاتحاد بالخمسة والسبعة في آسيا ويخسر كل الألقاب المحلية أمام الهلال؟
بين الكأس الآسيوية الثانية ··ومونديال أندية العالم بطوكيو تسكن أحلام جماهير كرة الإمارات، وتقف بمختلف ألوانها وبكل قلوبها مع العين من أجل تحقيق الحلم والمشاركة في مونديال أندية العالم بطوكيو بعد موقعة اتحاد جدة في نهائي دوري أبطال آسيا يومي 26 و31 أكتوبر الحالي ، والعين صانع الفرح في كرة الإمارات تحول إلى مصدر للفخر والسعادة ودائما على مستوى التحدي بما حققه من إنجازات وبما يملكه من طموحات صنعت له قامة عالية وضعته في المركز رقم 77 على العالم والأفضل آسيويا وعربيا في تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء
ويواصل' الاتحاد الرياضي ' قراءة أوراق الحلم الآسيوي والعالمي الحلقة الثالثة ·
الاتحاد السعودي لا يحتاج إلى مقدمات للحديث عنه فهو باختصار ' بطل آسيا وبطل العرب في 2004 ' ·
انتصاراته على فرق الصين وكوريا بالخمسة والسبعة عززت كثيرا من مكانته وأسمه على الخريطة الآسيوية وبات يحظى بتقدير واحترام الجميع بعد العروض القوية التي قدمها داخل وخارج ملعبه إلا أن خروجه الموسم الماضي صفر اليدين من الموسم الماضي في المملكة العربية السعودية وفوز الهلال ' زعيم الكرة السعودية ' بكل الألقاب يثير العديد من التساؤلات ؟
كيف يعجز بطل آسيا عن الفوز بلقب محلي واحد ؟
كيف لفريق يفوز على أبطال كوريا والصين بالخمسة والسبعة ويخسر في الدوري الموسم الماضي 6 مباريات ويتعادل في 5 مباريات في الدوري ؟
كيف لفريق يتوج بطلا للعرب في 2004 يعجز على مدى 180 دقيقة بكل نجومه ليحسم لقاء أمام الكويت الكويتي في الدور الأول لدوري أبطال العرب ويحتاج لوقت إضافي ليحسم اللقاء على ملعبه ؟
في كرة القدم هناك مقولة شهيرة : ' لكل مباراة ظروفها الخاصة '
فاللعب في بطولة بنظام خروج المغلوب يختلف عن اللعب بنظام النقاط في الدوري ؟
واللعب من اجل هدف الفوز باللقب الآسيوي يختلف عن الفوز بالدوري المحلي ؟
واللعب مع فرق من الصين وكوريا يختلف عن اللعب مع فرق من غرب آسيا ؟
وتبقى لكل بطولة قيمتها ومكانتها وحافزها
تراجع محلي
وإذا كان الحديث قد طال بنا في أول حلقتين عن العين بطل آسيا 2003 وانتصاراته الآسيوية التي وضعته في الترتيب الأول آسيويا وعربيا ورقم 77 عالميا وخبرته الكبيرة في التعامل مع الضغوط الآسيوية في المواقف الصعبة، فاليوم جاء الدور على الطرف الآخر في موقعة نهائي دوري أبطال آسيا ، ورغم ما حققه فريق الاتحاد السعودي من نجاحات آسيوية خلال آخر عاميين إلا أن عدم فوزه ببطولة الدوري أخر موسمين وخسارته في الموسم الماضي كل البطولات أمام الهلال سواء الدوري أو الكأس يثير دهشة الكثيرين، وإذا كان الاتحاد قد فاز بالخمسة على سوننينجام الكوري وتوج بطلا لكأس آسيا العام الماضي فإنه في بطولة الدوري تعرض للخسارة 6 مرات من بين 22 مباراة أمام كل من الطائي 2-صفر والهلال 4-2 والقادسية 3-2 والأنصار 3-2 والنصر بنفس النتيجة وأخيرا على ملعبه أمام الشباب صفر -2 وتعادل في 5 مباريات وأحتل المركز الثالث وصعد للمربع الذهبي ليفوز 6- صفر على النصر ويخسر أمام الهلال صفر -1 ،ويبدوا أن الهلال تحول إلى عقدة للاتحاد الموسم الماضي عندما فاز عليه مرة أخرى في قبل نهائي كأس ولي العهد 1- صفر في الذهاب والتعادل 1-1 في الإياب·
ومع بداية هذا الموسم عاد الاتحاد ليواصل انتصاراته الآسيوية وفاز على شاندونج بطل كأس الصين 7-2 في جدة والتعادل 1-1 في الصين، ثم الفوز على بوسان بطل كأس كوريا الجنوبية 5- صفر في كوريا و2- صفر في جدة·
وفي الدوري السعودي الجديد لعب الاتحاد مباراة واحدة تعادل فيها مع الوحدة 1-1 ثم عاد في الدور الأول لدوري أبطال العرب ليواصل عروضه المتواضعة ويتعادل في الذهاب بدون أهداف مع الكويت الكويتي وفي العودة يتعادل في الوقت الأصلي ويفوز بصعوبة في الشوط الإضافي بهدف حمزة ادريس·
وإذا كانت تلك المباراة لاتعد بالتأكيد مقياسا للحكم على فريق بحجم ومكانته الاتحاد ولا تعكس بالطبع مستواه الحقيقي الذي ظهر آسيويا إذن فلماذا يظهر بنفس المستوى في الدوري ولم يتمكن من الفوز باللقب أخر عاميين·
من المؤكد أن الاتحاد على المستوى المحلي يواجه صعوبات كبيرة خاصة وان الفرق يواجهها تعرف كيف مصادر قوته ونقاط ضعفه، ولا تلعب أمامه مباريات مفتوحة وتغلق كل المساحات التي يجيد التحرك فيها بشكل مؤثر وفعال خاصة في الهجمات المرتدة السريعة وهذا يشكل عائقا كبيرا أمام الاتحاد في الاختراق والتسجيل وشاهدنا ذلك في مباراة الكويت ومن قبلها مبارياته أمام الوحدة في الدوري وأيضا مبارياته الموسم الماضي في الدوري ·
اندفاع عشوائي
ولكن مايحدث في البطولة الآسيوية هو عبارة عن حالة الاندفاع واللعب الانفعالي لأن الفرق الكورية والصينية لم تدرك جيدا حجم هذا الفريق عندما تترك مساحات في الوسط يتحرك فيها شيكو وإبراهيم سويد ومناف بوشقير وأحيانا محمد نور، ووسط الاتحاد اخطر من الهجوم ليس لأنه أحرز8 أهداف من بين 15 هدفا للفريق في أربع مباريات في البطولة الحالية ولكن لأنه دائما هو الذي يقود التحول السريع من الدفاع للهجوم وبأقل عدد من التمريرات وأيضا بسرعة فائقة من خلال مهندس خط الوسط ' شيكو ' وانطلاقات إبراهيم سويد ومعه مناف بوشقير وأحيانا يكون دور ثنائي الهجوم محمد كالون وجوب أو مرزوق العتيبي أو حمزة إدريس هو فتح ثغرات وسط الدفاع وتشتيت انتباههم بالتحركات الدائبة على الأطراف، والفريق يبدأ الهجمة من الوسط ثم على الأطراف للسويد ثم العرضيات التي تعد مصدر الخطورة الرئيسي خاصة الجانب الأيمن الذي جاء منه 6 أهداف من سبعة في مرمى بوسان الكوري في مباراتي قبل النهائي، ودائما بالنسبة للفرق الكورية والصينية ردة الفعل ما تكون انفعالية وعندما يدخل في شباك الفريق هدف خاصة داخل ملعبه يصبح صيدا سهلا لأنه يهاجم بحماس دون تركيز وينسى تماما الجانب الدفاعي، وشاهدنا على سبيل المثال فريق داليان الصيني عندما فاز عليه العين 4-2 بالقطارة عام 2003 وأضاع عدة فرص مؤكدة مثلها الأهداف التي سجلت، وعندما تقدم عليهم هناك 2-1 فقد الفريق الصيني تركيزه وترك مساحات كبيرة· وأمام شينزهن بطل الدوري الصيني في قبل النهائي أحرز العين ستة أهداف بالقطارة مع الرأفة، ولذلك أؤكد دائما أن الاتحاد ليس شينزهن ،والعين ليس بوسان والمواجهات العربية تختلف تماما عن المواجهات مع فرق من شرق القارة ،وفي مباراة الذهاب بين بوسان فقد الفريق تركيزه تماما وهو يلهث بعد كل هدف للتعويض وتحول لاعبو الفريق إلى متفرجين في الهدف الخامس الذي أحرزه حمزة ادريس، فهل يتصور أحد أن الكرة تناقلت بين أقدام لاعبي الاتحاد 30 مرة خلال دقيقة وأربع ثوان حتى وصلت إلى شيكو ومنه إلى إبراهيم سويد ثم عرضية لحمزة إدريس يحرز الهدف الخامس في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع ·
اللعب المفتوح
فاللعب المفتوح والاندفاع الهجومي العشوائي الحماسي هو الذي يصنع تلك النتائج الكبيرة في مرحلة خروج المغلوب الذهاب والإياب ولذلك دفعت أندية شاندونج وبوسان الثمن غاليا وبغلة كبيرة من الأهداف ،أما في مباريات الدوري السعودي أو دوري أبطال العرب لا نرى مثل هذه النسبة العالية من الاهداف بل أن نصف فرق الدوري السعودي الموسم الماضي فازت على الاتحاد لأنها تلعب بواقعية وتركيز ولا يجب أن ننسي أن ضغوط المباريات في مرحلة خروج المغلوب تختلف تماما عن مرحلة النقاط ، وفي مرحلة خروج المغلوب عندما تتأخر بهدف ليس لديك ما تخسره وبالتالي يكون الاندفاع وإذا لم يكن مدروسا فإنه سيقود للخروج ، وإذا كان مدروسا بالهجوم السريع مع الضغط المتقدم لتضيق المساحات وعدم منح المنافس الفرصة لاستلام الكرة من البداية لشن هجمة مرتدة قد يكون إيجابيا·
وكما يقول اريكسون مدرب انجلترا في كتابه الأخير ' القيادة ' : إن أهم شيء في كرة القدم أن تحترم المنافس ولا تخاف منه ،لأنك إذا شعرت بالخوف من اى فريق يمكن أن يفوز عليك وليس المنافس القوي فقط '·
وفريق الاتحاد رغم أنه خرج صفر اليدين من بطولات الموسم الماضي في السعودية وتعرض للخسارة أمام الهلال زعيم الكرة السعودية مرتين الأولى بالأربعة في الدوري والثانية في الكأس بهدف ،إلا انه يستحق الاحترام على المستوى الآسيوي فهو حامل اللقب وطرف في المباراة النهائية بعد غدا، ولايمكن أن نتعامل معه مثل شينزهن الصيني لأن المواجهات الخليجية لها طابع خاص وتتسم بالقوة والندية حتى الدقيقة الأخيرة ،والعين قادر على من خلال خبرته الآسيوية على التعامل مع مختلف المدارس الكروية سواء من الصين أو إيران أو حتى السعودية فهو في أخر ثلاث مواجهات مع الفرق السعودية فاز على الشباب بالثلاثة وخسر في الرياض بهدف ، وفي 2003 فاز على الهلال بهدف في القطارة ،وفي 1999 فاز بهدف أيضا على الهلال ·
وكل أفراد هذا الجيل يدركون جيدا من خلال خبرتهم الواسعة انه لا توجد مباراة سهلة ،وأي فريق يصعد للمباراة النهائية لابد وان يكون منافسا قويا يستحق الاحترام ويحلم أيضا باللقب ،والعين لم يقطع كل هذا المشوار الصعب عشرة مباريات قوية خاضها في تلك الرحلة إلا من أجل هدف واحد فقط وهو المشاركة في بطولة أندية العالم ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©