الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوكبة أصوات وأقلام تقول: هنا الإمارات

كوكبة أصوات وأقلام تقول: هنا الإمارات
28 أكتوبر 2009 21:57
لم يكن عددنا نحن الذين نعمل في الإذاعة والتلفزيون يزيد عن عدد أصابع اليدين الاثنتين، كان البعض يقتصر عمله على الإذاعة والبعض الآخر على التلفزيون، ولكن أحيانا نقوم نحن العاملين في الإذاعة بتقديم نشرات الأخبار في التلفزيون تحقيقاً للتنويع، نظرا لقلة عدد مذيعي التلفزيون. طبعاً أتكلم عن عام 1971 وما بعده، حيث تم فتح الإذاعة في فبراير من عام 1969 والتلفزيون في منتصف عام 1970. من المذيعين الأوائل في التلفزيون كان المرحوم علي ياسين والأخ محمد القدسي شفاه الله، ثم الأخ سعيد الغيث، وفيما بعد عبد الوهاب قتاية (إذاعة وتلفزيون) وناديا النقراشي ومريم أحمد، وكان المرحوم أحمد سعيد شعث يقدم نشرة الأخبار في التلفزيون أحياناً بالإضافة إلى تقديمه للنشرة الإخبارية والبرامج المختلفة في الإذاعة. مذيعون ومخرجون ورغم أن الأخ مفيد مرعي، كان يعمل في الإذاعة كمنسق للبرامج ومقدم ومعد لها، إلا أنه شارك بالتلفزيون ببرنامج نال الكثير من الشهرة والنجاح ألا وهو برنامج “صحتك”، حيث كان من خلاله يلقي الضوء على نشاطات دائرتة ثم وزارة الصحة في أبوظبي. من المذيعين الأوائل الذين حفروا أسماءهم في القلب والذاكرة الأخ علي صالح، والمرحوم علي سالمين والأخ أحمد مسعود المزروعي وفؤاد فهمي ومحمد السيد ندا والذي كان شاعراً وكان ذا صوت دافئ جميل وأحمد حمزة ولا أنسى المرحوم عبد المنعم سلام. بالطبع كان هناك مذيعون عايشوا الإذاعة منذ ولادتها وتركوا العمل فيها بعد حضوري ومنهم الأخ الكبير الشاعر حيدر محمود. أما المذيعة التي قال عنها الكاتب الكبير المرحوم عبد الله الشيتي إنها تقرأ نشرة الأخبار كأنها قصيدة، فهي الأخت تغريد الحسيني والذي كان لزوجها الأخ محمد صوان دور كبير في تأسيس وإدارة إذاعة أبوظبي منذ ولادتها. أما المسؤولون الأوائل عن الإذاعة والتلفزيون فكانوا قمة في العطاء والبذل، مثل المرحوم الدكتور عمر الخطيب وفاروق جرار والأخ الدكتور عبدالله النويس. من المهندسين الأوائل كان تحسين البطاح وفاروق عامر، أما مصورو التلفزيون فكان في مقدمتهم الأخ محمد الخالدي أطال الله عمره وأعطاه الصحة، حيث كان له دور لا ينكر ولا ينسى في تسجيل أهم الأحداث في الدولة منذ عام 1970، وكنت على علاقة بالأخ محمد الخالدي منذ كان في القاهرة. من المخرجين أذكر نزار سرحان وعلي واكد، ومن المشرفين على قسم الأخبار في الإذاعة أذكر المرحوم شمس الدين الضعيفي. ومن الشخصيات التي كان لها دور كبير وخاصة في الدراما، أذكر المرحوم محمد الجناحي والأخت الفنانة الكبيرة رزيقة الطارش، وكان الاثنان يعملان في البدء في مكتبة الإذاعة، وعندما كانت الحاجة ماسة إلى الممثلين في بداية العمل اكتشفنا وجود موهبة غير عادية لدى الاثنين وبالفعل كان للاثنين فيما بعد إنجازات تعتبر الأساس الذي قامت عليه النهضة الفنية في الإذاعة والتلفزيون والمسرح. أما الأخ والصديق عبد الله النويس، فهو أحد الصروح الرئيسية للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة. تخرج الشاب عبد الله النويس من جامعة القاهرة، وعاد إلى بلده أبوظبي في عام 1969، لينخرط في دائرة الإعلام ويشرف في البداية على الصحافة، ثم تدرج في المناصب إلى أن وصل إلى مدير عام الإذاعة والتلفزيون، ثم وكيل وزارة الإعلام. أهم ما قام به هذا الرجل هو التطوير النوعي لجريدة “الاتحاد” التي كان مدير تحريرها، إلى درجة أن الجريدة استطاعت أن تكون مصدراً ومرجعاً لأهم الأخبار، تأخذ عنها وكالات الأنباء والمحطات الإذاعية والتلفزيونية. أضف إلى ذلك تلك الأفكار الجريئة التي وضعها ونفذها للإذاعة والتلفزيون. مما أذكره شخصياً عن فكر الرجل وجرأته أنه طلب مني في ذات يوم يعود إلى نهاية السبعينات أن أقدم مسلسلا رمضانياً بعنوان: “سياحة في الوطن”. قلت: ماذا تعني بسياحة في الوطن؟ قال: أعني الأماكن التي يمكن للمواطن والزائر أن يذهب إليها ويطلع على النهضة العمرانية في الإمارات من خلال تلك الزيارة. قلت: ولكن من أين نحضر ثلاثين موقعاص سياحياً؟ قال: أنا أكتب لك أسماء تلك المواقع، وما عليك إلا حبك قصة لعائلة إماراتية قررت الاستغناء عن السياحة في أوروبا أو أميركا والاكتفاء بالسياحة في الوطن. اعتقدت في البداية أنه يبالغ، ولكن بعد أن قدم لي قائمة بأسماء المواقع، وجدت أن النهضة العمرانية قد وصلت فعلا إلى مختلف أنحاء الإمارات. وضعت سيناريو المسلسل ونفذناه فعلا وقمنا بزيارة ثلاثين موقعاً مختلفا، وتعرفنا خلال المسلسل على كثير من أسماء المواقع الجديدة والتي كانت موضوع السؤال الأخير في الحلقة: ما اسم الموقع؟ مواعيد النويس كان عبدالله النويس يصل الليل بالنهار، وكان أمراً عادياً جداً أن تعطى موعداً لزيارته في مكتبه الساعة الثانية صباحا أو الثالثة، حيث لم يكن يترك مكتبه قبل الرابعة صباحاً بعد أن تصله النسخة الأولى من جريدة “الاتحاد”، فيراجعها ويطمئن على عدم وجود الأخطاء فيها ثم يمضي لينام ساعات قليلة قبل أن يبدأ نشاطه العادي في التاسعة صباحا. بعد ظهر الخميس، وحتى السبت صباحاً كان الرجل يخرج من الروتين اليومي ويذهب مع مجموعة من أصدقائه وكنت واحداً منهم إلى جزيرة الحنيورة، واسم جزيرة قد لا ينطبق على الحنيورة لأنها متصلة بالبر، ولكن هكذا كنا نطلق عليها، وكان معالي الشيخ أحمد بن حامد والذي كان وزيراً للإعلام والسياحة في ذلك الوقت يملك تلك المنطقة، وبنى فيها فيلا وبعض البيوت التي كان عبد الله النويس ينام فيها مع جماعته قبل أن يبني فيها إقامة خاصة. وبين صيد السمك ولعب كرة الطائرة والسهر مع لعبة الطرنيب، كانت عطلة نهاية الأسبوع تمر بسرعة لنعود بعدها مع الرجل إلى العمل الدؤوب بكل نشاط وفعالية. ارتبط عبدالله النويس بالإعلام ارتباطاً جعله يكمل دراسته، ويحصل على الدكتوراة في الإعلام من جامعة القاهرة. أعطى الرجل عمره وزهرة شبابه لخدمة بلده، وبلده لم تنسه في أزمته الصحية التي تعرض لها وما زال يعيش مقاوما آثارها بعزيمة الفارس وقلب المؤمن. لقد واكب الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، مسيرة البناء والتعمير التي قادها والد هذا الوطن وقائد نهضته المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله الذي كان الموجه الرئيسي لعجلة القيادة. قبل عدة سنوات قام المسؤولون عن الإعلام في الدولة بدعوة الرعيل الأول من الإعلاميين، وكرموهم في لفتة تميزت بالنبل والفروسية. ما أرجوه وآمله، أن تتكرر تلك اللفتة وأن يستدعى من تبقى على قيد الحياة منهم لتكريمهم فهم فعلا يستحقون ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©