حمد الكعبي:
يقدم حاليا وفد هيئة الهلال الأحمر في باكستان مساعدات عينية لدعم جهود مركز رعاية المتضررين من الزلزال التابع لوزارة التنمية والمرأة في إسلام آباد الذي استقبل مئات الأرامل والأيتام المشردين من قراهم المدمرة بفعل الزلزال خلال الأيام القليلة الماضية· وقال فهد عبد الرحمن سلطان رئيس وفد هيئة الهلال الأحمر في باكستان إن الهيئة نقلت كميات من المواد الإغاثة بلغت حمولتها 200 طن من المواد الإغاثة المتنوعة
وأكد حرص الهيئة على تحري احتياجات الشرائح الهشة التي تعاني ظروفا معيشية قاسية نشأت بسبب العدد الكبير في الوفيات بين الرجال الذين يعيلون أسرا شردت من منازلها المدمرة وترتب على ذلك عدم وجود مأوى للأيتام والنساء اللاتي ترملن· وقال إن الوفد قام بزيارة لمركز رعاية المتضررين من الزلزال الذي يقدم خدمات إنسانية غاية في الأهمية تستفيد منها النساء اللاتي ترملن وفقدن ذويهن والأطفال الذين فقدوا ذويهم ولا توجد أي معلومات متوفرة عن مصير أقاربهم منذ وقوع الكارثة·
واستمع الوفد خلال تلك الزيارة إلى شرح مفصل عن الخدمات التي يتم تقديمها للمقيمين بالمركز الذي يؤوي 300 فرد جاءوا من قرى بعيدة تعرضت لأشكال مختلفة من الدمار الذي تسبب في حدوثها الزلزال· وأضاف أن الوفد تعرف على احتياجات المقيمين بالمركز وتم العمل على سرعة تلبيتها وتسليمها بشكل فوري لإدارة المركز في غضون ساعات وقوبلت تلك الاستجابة العاجلة بكثير من الترحيب والرضا ومشاعر الفرحة التي رسمت البسمة على وجوه الأطفال والنساء المقيمين بالمركز·
وأضاف أن المساعدات المقدمة شملت مواد تموينية وغذائية متنوعة تفي باحتياجات نزلاء المركز لأكثر من 6 أشهر شملت الأرز والزيت والسكر وحليب الأطفال بالإضافة تجهيزات الإيواء التي تمكن المركز من استقبال أعداد إضافية من الحالات الإنسانية المتضررة تشمل 300 بطانية و25 خيمة تكفي لإيواء 100 فرد مشيرا إلى وجود عدد من الأيتام المقيمين بالمركز في أشد الحاجة للدعم المادي اللازم لتأمين متطلباتهم المعيشية ومساعدتهم على اكمال دراستهم وتوفير الرعاية المتكاملة لتنشئتهم بالشكل السليم·
وقال إن الوفد باشر الإجراءات اللازمة لعرض كفالة هؤلاء الأيتام على المحسنين في دولة الإمارات لتقديم الدعم اللازم لهم مشيرا إلى مدى حرص واهتمام أهل الخير في الدولة على تقديم كافة أشكال الدعم اللازم لبرامج كفالة الأيتام عن طريق الهيئة· من جانبها أشادت نشأت بشير مديرة مركز رعاية المتضررين من الكوارث في إسلام آباد بالتجاوب السريع الذي حرصت من خلاله هيئة الهلال الأحمر على دعم جهود المركز الرامية لتحسين أوضاع الشرائح الضعيفة في المجتمع التي تعاني من آثار الكارثة·
وقالت إن ذلك الدعم جاء في وقت غاية في الأهمية خاصة وأن المركز الذي كان في الأساس يقدم خدماته لحماية المرأة ضد أشكال العنف الأسري منذ تأسيسه قبل سنوات تحت إشراف وزارة التنمية والمرأة أسندت إليه بصفة عاجلة مهمة رعاية الأطفال والنساء المتضررين من كارثة الزلزال الذي ضرب باكستان مؤخرا· وأضافت أن المركز كان يعمل إلى فترة قريبة بدعم من أحد المحسنين إلا أن ذلك الدعم لا يفي بالمتطلبات الأساسية في الوقت الراهن الأمر الذي أحاط جهوده بالمخاوف من عدم القدرة على تأمين المتطلبات المعيشية الأساسية للشرائح التي يستهدفها بخدماته الإنسانية حاليا· وذكرت أن الحالات الإنسانية التي تم استقبالها خلال الأيام الماضية هي من الفئات التي تعرضت لأضرار مختلفة بعد كارثة الزلزال جاء معظمهم من مدينة مظفر آباد و قرية بورديمار وسيري دارا ومنهم بعض الجرحى والمصابين تم علاجهم في مستشفيات إسلام آباد التي اكتظت بأعداد هائلة من المتضررين والمشردين ليس لهم مأوى يلجأون إليه بعد الدمار الكبير الذي حل بقراهم· وأوضحت أن من بين المتضررين 185 طفلا حالفهم الحظ بالنجاة من الدمار الذي خلفته الكارثة في قراهم ولا توجد أي معلومات عن مصير ذويهم منذ وقوع الزلزال بالإضافة إلى 25 يتيما تأكد وفاة أبويهم تحت أنقاض المباني المنهارة جاء بهم جيرانهم لإيداعهم في المركز بسبب عدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم المعيشية المختلفة· وأشارت إلى المعوقات التي كانت تواجه مركز رعاية المتضررين من الزلزال إلى فترة قريبة والتي كان أبرزها مشكلة توفير الغذاء والمأوى الكافي للأعداد المتزايدة من الحالات الجديدة التي جاءت للإقامة بالمركز المكون من 28 غرفة فقط· وقالت إن المواد الغذائية والخيام التي قدمتها هيئة الهلال الأحمر ستساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات المركز لتوفير الغذاء و المكان المناسب لإيواء الفئات المستهدفة بجهوده الإنسانية خلال الفترة القادمة·
الى ذلك وصلت الى إسلام آباد طائرة الإغاثة الخامسة من الجسر الجوي الذي تسيره هيئة الهلال الأحمر لنقل مواد الإغاثة اللازمة للمتضررين من الزلزال في باكستان تحمل أكثر من 40 طنا من المستلزمات الطبية ومواد الإيواء الأساسية تشمل الخيم والبطانيات والملابس بالإضافة إلى المواد الغذائية التي تشمل الطحين والسكر والمعلبات والتمور·
وأشرف وفد هيئة الهلال الأحمر على تفريغ حمولة الطائرة حيث تم تسيير قافلة مكونة من خمس شاحنات لنقل إمدادات الإغاثة اللازمة للمنكوبين في خطر في مظفر آباد ·وكانت الطائرة الرابعة من الجسر الجوي الذي تقدمه هيئة الهلال الأحمر قد وصلت إلى إسلام آباد في ساعة متأخرة من مساء أمس حيث تم تسليم كميات كبيرة من المساعدات إلى إدارة الإغاثة بمجلس الوزراء الباكستاني لدعم جهودها الرامية لمساندة الفئات الضعيفة المتأثرة من الكارثة في مناطقهم المختلفة· وأعرب السيد سيد ياسين أحمد مدير إدارة الإغاثة بمجلس الوزراء الباكستاني عن شكر وتقدير الحكومة الباكستانية للجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة مثمنا المتابعة والاهتمام الذي يوليه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس هيئة الهلال الأحمر بمؤازرة المنكوبين في المناطق المتأثرة بالكارثة وتقديم كافة أشكال الدعم اللازمة لهم· كما أشاد ياسين بجهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المتواصلة في مختلف القرى والمدن المنكوبة وحرصها على الوصول إلى الشرائح الهشة التي تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الكارثة وتقديم المساعدات اللازمة لها بشكل مباشر· وقال إن تواجد وفد هيئة الهلال الأحمر في باكستان عكس مدى اهتمام الشعب الإماراتي الشقيق بالوقوف إلى جانب المنكوبين والمتضررين في سائر المناطق التي تعرضت لأشكال مختلفة من الدمار والخسائر في الأرواح والممتلكات· وأضاف أن إدارة الإغاثة بمجلس الوزراء الباكستاني تنظر باعتزاز إزاء الجهود المتواصلة التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف المدن والقرى المتضررة لتقديم الدعم والمساندة للمنكوبين وتقدر مبادرة الهيئة بتسليم كميات من المواد الإغاثة لدعم جهود إدارة الإغاثة القائمة في عدد من المناطق المتأثرة لمساندة السكان الذين يقاسون أشد ألوان المعاناة من جراء الزلزال·