بين الكأس الآسيوية الثانية ··ومونديال أندية العالم بطوكيو تسكن أحلام جماهير كرة الإمارات،وتقف بمختلف ألوانها وبكل قلوبها مع العين من أجل تحقيق الحلم والمشاركة في مونديال أندية العالم بطوكيو بعد موقعة اتحاد جدة في نهائي دوري أبطال آسيا يومي 26 و31 أكتوبر الحالي ،والعين صانع الفرح في كرة الإماراتي تحول إلى مصدر للفخر والسعادة ودائما على مستوي التحدي بما حققه من إنجازات وبما يملكه من طموحات صنعت له قامة عالية وضعته في المركز رقم 77 على العالم والأفضل آسيويا وعربيا في تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء
واليوم يقلب' الاتحاد الرياضي 'في أوراق الحلم الآسيوي والعالمي من خلال تلك الحلقات ·
بعد إجراء قرعة ربع نهائي دوري أبطال آسيا بماليزيا في منتصف يونيو الماضي حرصت على متابعة انفعالات أعضاء الوفد الذي يمثل نادي باس بعد أن أوقعت القرعة العين مع بطل إيران، وارتسمت الابتسامة على وجوه الجميع ولم ينجح اى منهم في إخفاء فرحته وكأنهم حجزوا بطاقة التأهل لبطولة أندية العالم وليس إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وفي الحقيقة لم اعرف مصدر كل هذه السعادة خاصة فالعين هو بطل 2003 وشق طريقه إلى ربع نهائي بطولة 2005 على حساب بطل إيراني آخر هو سبهان بجانب الشباب بطل السعودية والوحدة بطل سوريا، ولذلك سألت مصطفى أوجلو إداري فريق باس عن سر هذه الابتسامة فأجاب قائلا: 'قبل اجراء القرعة وأنا أشعر بالتفاؤل وهدفنا في تلك البطولة هو الفوز بالكأس ولا يهمنا مع من نلعب المهم أن نصل إلى النهائي'·
وبعد ثلاثة أشهر تقريبا من تلك التصريحات زادت حالة التفاؤل في صفوف الفريق الإيراني بعد التعادل 1-1 في القطارة وبدأوا يتلقون التهنئة مبكرا لأنهم بكل سهولة قادرون على الفوز في إيران والتأهل لنصف النهائي وهذا ما عبر عنه جواد نكونام لاعب المنتخب وهداف الفريق عندما قال بالحرف الواحد لموقع الاتحاد الآسيوي: 'الآن لدينا الفرصة للفوز في إيران والتأهل وأنا واثق مئة في المئة بأننا نستطيع القيام بهذا الأمر، العين فريق جيد ولكننا نمتلك فرصة كبيرة'·
فالفريق الإيراني يلعب على ملعبه ووسط جماهيره ويضم بين صفوفه ابرز نجوم المنتخب الإيراني الذي تأهل لكأس العالم أمثال محمد نصراتي وجواد نيكونام وأراش برهاني·
وبعد 90 دقيقة كان المشهد مؤثرا للغاية وجع قلوب كل من شاهدوه، نصف لاعبي باس الإيراني سقطوا على الأرض من قوة الصدمة بعد التعادل 3-3 والخروج من ربع نهائي البطولة التي احتفلوا بها مبكرا ·
وفي الجانب الآخر من الصورة أبطال العين يتلقون التهنئة ويصرخون ويحتفلون بالتأهل لنصف النهائي بعد أن حولوا تأخرهم 1-3 إلى تعادل 3-3 ·
ماذا حدث ؟
إنها ببساطة شخصية فريق أدمن التحدي واللعب مع الكبار وتحت الضغوط وفي مختلف الظروف·· المهم في النهاية أن يصل إلى هدفه ويحقق الفوز ·
وما فعله العين مع باس يوم 14 سبتمبر الماضي سبق وأن فعله مع داليان شيدا الصيني يوم 30 أغسطس من عام 2003 بملعب الشعب وسط 50 ألف متفرج·
قبل تلك المباراة كان العين متقدما في الذهاب 4-2 ويخوض مباراة العودة بدون أبوبكر سانجو هداف الفريق للإصابة والمايسترو سلطان راشد ولذلك كان هدف فريق داليان الفوز بهدفين نظيفين للتأهل ، وبدأت الحرب الإعلامية والضغوط الجماهيرية والمضايقات الإدراية وفي يوم التدريب الأساسي قبل 24 ساعة من المباراة وقفت مئات الجماهير الصينية على باب الاستاد وحملت لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية 'داليان بطل آسيا' وكأنهم يريدون توصيل رسالة، بينما أعلن الصربي مليوراد كوزانوفيتش مدرب داليان في الصحف يوم المباراة أن داليان سيفوز 2-صفر أو 3-1 وأن المهمة سهلة·
وبعد 90 دقيقة كان يجلس هذا المدرب المغرور في المدرجات وهو يتصبب عرقا بعد أن دمر الزعيم كل طموحاته وانتزع بطاقة التأهل للمباراة النهائية بمجموع المباراتين 7-6 من قلب ملعب الشعب 'المرعب' في مدينة داليان·
هذا لا يبدو غريبا على فريق يملك 'ثقافة البطولة' بكل ما تتضمنه تلك الثقافة من إصرار ورغبة وحماس وقتال وقوة والتزام ومسؤولية واحتراف ، وبالتالي لا يوجد مجال للصدفة ويظهر المعدن الحقيقي للعين عندما يرى الآخرون أن كل الطرق أغلقت وان الآمال تبخرت، وبالتالي تكون المفاجأة للآخريين ولكنها ليست مفاجأة لمن يعرف حجم وقيمة الزعيم في مثل هذه المواقف، وأتذكر ما قاله معتز قبل مباراة روما الإيطالي الودية في أغسطس الماضي عندما سألته هل تشعر بالخوف من ومواجهة توتي وكاسانو ومونتيلا فقال بكل ثقة: 'بالعكس اشعر بالسعادة لأننا أصبحنا نحب المباريات الصعبة ونقدم أفضل ما لدينا عندما نواجه خصوما أقوياء'·
ورغم خسارة العين بهدفين نظيفين وسط 35 ألف متفرج بالاستاد الأولمبي بروما إلا أن ما قاله معتز عبد الله يعكس حالة كل أفراد هذا الجيل الذي يرفع شعار 'الثاني مثل الأخير' ولذلك يخوض الفريق كل البطولات بهدف واحد فقط وهو 'المركز الأول' ويقاتل الجميع بكل شراسة لتحقيق الهدف في النهاية، وهذا الجيل خرج من رحم التحديات الآسيوية ولذلك يتعامل بكل هدوء وثقة مع المواجهات الصعبة وأصبح أكثر نضجا وصلابة بعد أن تجاوز العديد من الاختبارات الحاسمة التي أكدت على قوة شخصيته·
خبرات آسيوية
وهذا الجيل اكتسب خبرات آسيوية واسعة سواء من شارك منهم في الحصول على المركز الثالث في بطولة آسيا عام 1999 في طهران بعد أن حالت ركلات الترجيح أمام ايواتا الياباني بينهم وبين النهائي، وفازوا على داليان الصيني 3-،2 والكثير من أفراد هذا الجيل ذاقوا طعم الانتصارات الآسيوية وحلاوة اللقب الأول في تاريخ كرة الإمارات عام 2003 وفازوا على الهلال السعودي والسد القطري والاستقلال الإيراني، ثم تخطوا عقبة داليان الصيني وهزموا تيروساسانا التايلندي في النهائي ·
وفي بطولة 2004 لعب الفريق مباشرة من الدور ربع النهائي وخرج أمام شونبوك الكوري وعاد ليرتب أوراقه ويجدد حماسه ويحدد هدفه في 2005 لاستعادة اللقب الآسيوي مرة أخرى ونجح في تخطي المجموعة الحديدية التي تضم الشباب بطل الدوري السعودي 3-صفر، وخسر في الرياض صفر -،1 وسبهان الإيراني 1-1 وفاز 3-،2 والوحدة السوري فاز في المباراتين 3-صفر و3-،2 وفي ربع النهائي تجاوز باس بطل الدوري الإيراني للمحترفين 1-1 و3-3 ثم في نصف النهائي فاز على شينزهن بطل الدوري الصيني للمحترفين 6- صفر في القطارة وصفر-صفر في شينزهن ·
فالعين في طريقه لنهائي 2005 تجاوز ثلاثة أبطال لدوري المحترفين وبطلا للكأس وبطلا لدوري الهواة·· الثلاثة المحترفون هم الشباب السعودي ، وباس الإيراني ، وشينزهن الصيني، وبطل الكأس هو سبهان الإيراني وبطل دوري الهواة هو الوحدة السوري، والعين جاء من دوري للهواة لا يوجد به انتقالات وللمشاركة ثلاثة أجانب مثل الدوريات في السعودية وإيران والصين·
وبعد كل موقعة نقول ان العين كعبه عال على الأندية الصينية على سبيل المثال ولكن في النهاية تكتشف أن شخصية العين الآسيوية وخبرته الكبيرة هي التي ترجح كفته في المواقف الصعبة مع الكبار، وهو لم يتفوق فقط على الأندية الصينية داليان عامي 99 و2003 ولكن أيضا الأندية الإيرانية هزم الاستقلال بالثلاثة عام 2003 ثم سبهان وباس في 2005 وأخيرا الأندية السعودية هزم الهلال عامي 1999 و2003 ثم الشباب عام 2005 وهذا يعني ان هذا الجيل بات يتعامل مع البطولة الآسيوية بكل ثقة وتركيز وكأنه يلعب في الدوري المحلي بالطبع مع الفارق في المستويات ·
وما بين المواجهات الآسيوية خلال الفترة الأخيرة كانت هناك مباريات مع أندية عالمية أضافت الكثير من الخبرات لنجوم هذا الجيل وفاز الفريق على يوفنتوس الإيطالي بالقطارة بهدف مقابل لا شيء في يناير 2003 وتلك المباراة كما قال برونو ميتسو مدرب العين السابق أنها فتحت أبواب التفاؤل في قدرة الفريق على الفوز باللقب الآسيوي الأول ،
وفي 2004 تعادل الفريق مع ديبورتيفو لاكرونا الأسباني 1-1 وديا ثم هذا الصيف خسر وديا من خيتافي مدريد وروما الإيطالي ·
وبلاشك فان كل هذا الاختبارات الآسيوية ، والتجارب العالمية أكسبت أفراد هذا الجيل قدرا كبيرا من الثقة بالنفس في مواجهة كل التحديات داخل أو خارج الدولة ويكفي أن تعرف أن أهم مباراتين شكلتا نقاط التحول في بطولتي 2003 و2005 كانت خارج الدولة الأولى أمام داليان في الصين ، والثانية أمام باس في إيران ·
رهان سعودي
إذن نحن أمام جيل خاض الكثير من المواجهات الصعبة على الساحة الآسيوية وخرج منها مرفوع الرأس ولم تؤثر فيه لا ضغوط المباريات ولا هتافات الجماهير ولا أيضا المعارك الصحفية الوهمية مثل التي يفتعلها حاليا أصحاب الأقلام في بعض الصحف السعودية وهى لا تستحق الوقوف أمامها والحديث عنها لأنها لا تعكس أبدا الروح الرياضية التي يجب أن تسود قبل مواجهة تجمع بين أشقاء عرب من دول مجلس التعاون الخليجي ومن شأنها أن توتر الأجواء بلا مبرر، ومن خلال متابعتي لما يكتب في الفترة الأخيرة لاحظت أن الصحف السعودية بدأت تحتفل بالكأس من الآن ، وتذكرت مصطفى أوجلو إداري باس ومليوراد كوزانوفيتش مدرب داليان وأنا أقرأ مقالا للكاتب الصحفي أحمد الشمراني بجريدة الرياضية السعودية وشعرت بالكثير من التفاؤل لأنها نفس الأجواء التي تسبق انتصارات العين الآسيوية حيث كتب في عموده يوم 16 أكتوبر الحالي يقول: 'بقي أن نقول إن العين الإماراتي فريق كبير·· ولكن الاتحاد أكبر من الكبار'·
وأضاف قائلا : في الإمارات سيفوز الاتحاد (بهدف) وفي جدة سيرفع كأس آسيا برباعيات الخيام· وأقولها وأنا واثق ومن يتحدى أنا جاهز للتحدي حتى لو كان ثمنه سيرا على الأقدام من أبيدجان إلى ساحل ريو الشهير'·
هذا بعض مما يكتب على الجانب الآخر وفي الحقيقة أشعر بالتعاطف مع كاتب المقال لأن الطريق من أبيدجان إلى ساحل ريو شاق وطويل ومرهق وندعو له برحلة ممتعة بعد عيد الفطر إن شاء الله وليس الآن لأنها ستكون شاقة في الصيام·
ومن المؤكد أن الأستاذ الشمراني بعد عودته عام 2050 من رحلة ريو سيفكر ألف مرة قبل أن يخوض رهانا آخر أمام الزعيم·
··················
كلام صور :
قبل المباراة :
مدرب داليان الصيني في 2003
سنفوز على العين 2- صفر أو 3-1
بعد المباراة :
مدرب داليان يجفف عرقه بعد الخروج أمام العين
قبل المباراة :
إداري باس الإيراني بسعادة كبيرة في 2005:
كأس آسيا هدفنا
جواد نكونام : واثق بنسبة 100% من الفوز على العين
بعد المباراة :
نصف فريق باس سقط على الأرض بعد الخروج من البطولة
·····························
نبيه ساعاتي عضو شرف الاتحاد السعودي يعلق على ما نشر في 'الاتحاد الرياضي':
للإمارات مكانة في الذات
يعد الأستاذ نبيه ساعاتي الكاتب الصحفي الشهير والمؤلف الرياضي الكبير نموذجا رائعا للموضوعية والخلق الرياضي النبيل لما له من خبرة كبيرة في مجال الإعلام ورغم انه عضو شرف بنادي الاتحاد إلا أن كتاباته عن المباراة تتسم بالهدوء وتؤكد على تعميق الروح الرياضية بين الفريقين لأن الفائز في النهاية هو فريق عربي وخليجي·
وقد أرسل لنا رسالة يعلق فيها على ما نشر بالاتحاد الرياضي يوم 14 أكتوبر الماضي نحرص على نشرها كما هى ويقول فيها: