الخميس 30 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

السعودي يسكت أجراس لجنة التحكيم وينافس على المركز الأول

22 أكتوبر 2005

دبي- سامي عبدالرؤوف:
اختتمت مساء أمس فعاليات الدورة التاسعة للمسابقة الدولية التابعة لجائزة دبي للقرآن الكريم والتي أقيمت تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع راعي الجائزة·
وقد شهدت فعاليات اليوم العاشر- قبل الأخير- من المسابقة أحداث كثيرة ومؤثرة في التصنيف العام للمتسابقين، حتى أن المتابعين لشؤون المسابقة أطلقوا عليه 'يوم سباق عمالقة القرآن' واعتبروه أفضل يوم بسبب دخول ثلاثة متسابقين - من أصل سبعة - ضمن المجموعة التي تتنافس على المراكز العشرة الأولى·
كما أن متسابقي اليوم تميزوا بالأداء الجميل وظهرت عليهم القدرة العالية في إنجاز أسئلتهم بأقل أخطاء ممكنة·
نجم قرآني
وقد برز نجم المتسابق السعودي الذي أصبح ينافس على المركز الأول ولا يزاحمه في ذلك سوى المتسابقين النيجيري واليمني، حيث نجح السعودي في إسكات أجراس لجنة التحكيم طوال 45 دقيقة هو الوقت الذي استغرق فيه قراءة الأسئلة الخمسة التي وزعت على فترتين صباحية ومسائية، وقد تميز السعودي بأحكامه القوية التي لم يتخللها أي شيء يعكر صفوها حتى أنه تفرغ للترتيل بثلاثة طرق ومدارس، حيث بدأ بالقراءة المصرية من خلال تقليد الشيخ الحصري وهو ما كان ملفتاً للنظر بصورة كبيرة لان السعودية لها مدرسة خاصة ومنتشرة في معظم دول العالم، أما الطريقة الثانية فهي تقليد الشيخ السديس شخصية العام الإسلامية لهذا العام، وأخيرا أخذ يقلد الشيخ عبد الله الخياط شيخ الحرم المدني·
وقد نال السعودي كل الرضا وخاصة من لجنة التحكيم والجمهور الذي أخذ يكبر ويهلل بصورة أحدثت ضجيجا غير عادي، حتى أن اللجنة المنظمة طلبت من الجمهور الهدوء حتى يتسنى للمتسابق التالي - الموزمبيقي- أن يبدأ تلاوته خاصة و أن الوقت تجاوز منتصف الليل ولم ينته المتسابقون من الاختبارات·
مفاجأة خليجية
وإذا كان السعودي مفاجأة سارة ومتوقعة في ظل السجل المشرف لدولته في المسابقات القرآنية·· فان المفاجأة السارة ولكن غير المتوقعة هو التميز غير العادي من قبل المتسابق البحريني الذي نجح في إدخال بلاده تاريخ عظماء القرآن لأول مرة في تاريخها، فقد تمتع البحريني عبد الرحمن الموسى بالصوت الحنون فهو يعيش الآيات ويتمثل معانيها وهو ما جعل من يسمعونه يعيشون كذلك مع كتاب الله، كما يمتلك ثباتا واضحا حتى انه عندما قرع له الجرس في السؤال الثالث في بداية الفترة المسائية تدارك الموقف بسرعة وصحح لنفسه·
وقد سلك المتسابق البحريني في القراءة نهج الشيخ سعد الغامدي الذي يعتبر أحد أساتذة المدرسة السعودية والمعروف بصاحب الصوت الذي يناجي الأحاسيس، ولذلك نجح البحريني في أن يحرك مشاعر الجمهور فجعلهم يعيشون معه القرآن طوال فترة قراءته، وقد بلغ التأثر مداه عندما سمعوا من هذا المتسابق آيات سورة الصف التي تتكلم عن التجارة مع الله·
ثالث الكبار
وكان ثالث متميزي سباق عمالقة القرآن ذاك الأزهري المصري الذي ابهر الأنظار وجاء يتغنى بالقرآن على طريقة الشيخ محمد جبريل أستاذ مدرسة شباب القرَاء في مصر، حتى أنه شغل متسابق الأصوات في كتابة سمات قراءته وأدائه الصوتي، بعد أن نجح في جعل الآيات تتحدث عن نفسها، وذَكر الجمهور بأحد اشهر المساجد المصرية وهو مسجد عمرو بن العاص الذي كان يصلي فيه الشيخ جبريل بحضور 200 ألف مصري من مختلف المدن والمحافظات المصرية·
وقد تراءى للحضور أن ذلك المتسابق ابن العشرين ربيعا هو أستاذ في القراءة، لأنه ليس بقارىء عادي، فهم يستمعون إلى شخص متمرس في القرآن، ليؤكد مقولة'إن القرآن نزل في مكة وقرأ في مصر'·
وقد تعثر المتسابق المصري في السؤال الثالث بعد صعوده على المنصة، لكنه أجاد بصورة ممتازة في أداء السؤالين الرابع والخامس وهو ما دلل على أن كبوة البداية كانت بسبب رهبة الموقف وليست ناتجة عن ضعف في الحفظ، حتى أنه بعد استعادة الثقة ازداد الجمال الصوتي مع آيات السؤال الرابع الذي يرسم صورة عن بعض مشاهد يوم القيامة وجزء المؤمنين والكافرين·
مسيرة حافلة
وفي لقاء مع المتسابق البحريني عبد الرحمن الموسى قال: بدأت رحلتي مع كتاب الله يوم أن كنت في السابعة من عمري واستمرت فترة الحفظ حتى قربت من بلغ الخامسة عشرة ولكن التركيز في الحفظ كان في السنتين الأخيرتين- من 12 وحتى سن 14- ويرجع الفضل في ذلك إلى الوالدين اللذين شجعاني على الحفظ ·
ويشير طالب الفرقة الرابعة بجامعة البترول والمعادن - تخصص اقتصاد وعلوم مالية- إلى انه بعد أن حفظ القرآن انشغل بالحصول على سند القراءة المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ سندا على يد مجموعة من المشايخ أشهرهم الشيخ أبكر الطرابلسي الذي يمتلك أعلى سند في القراءات السبع في العالم الإسلامي، منوها إلى أنه يدرس العلوم الشرعية بجوار دراسته الأكاديمية، حيث يتعلم الفقة وأصوله·
وعن المسابقات القرآنية التي خاضها، ذكر المتسابق البحريني أنه دخل مؤخرا ضمن فريق يمثل البحرين في مسابقة دول مجلس التعاون والتي حصلت فيها البحرين على المركز الأول، مشيرا إلى أن مسابقة دبي هي أول مسابقة دولية يخوضها وقد كان لها الفضل في معاودة المراجعة لكتاب الله بصورة أكبر وتثبيت الحفظ·
المصري الأزهري
وإذا كان المتسابق البحريني يدرس في علوم طبيعية ويريد ان يتخصص في الدراسات العليا في الجانب الديني، فان المتسابق المصري متخصص في العلوم الشرعية منذ نشأته فدراساته من الابتدائية وحتى الجامعة كلها أزهرية، لأنه يريد العمل في المجال الدعوي·
يقول إسلام فكري محمد إبراهيم من جمهورية مصر العربية: بدأت حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وكان عمري وقتها 4 سنوات وختمته في سن العاشرة في مكتب لتحفيظ القرآن على يد كبار المشايخ القراء كالشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ محمد جبريل والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف·
ويرجع المتسابق المصري الفضل في حفظه لكتاب الله إلى والديه اللذين صابرا عليه وواصلا معه المشوار، مشيراً إلى إن والده يحفظ القرآن كاملاً، ووالدته تحفظ بعض السور، وله أخ اكبر منه يحفظه كاملاً، وباقي إخوته في طريقهم للحفظ، منوهاً انه تم اختياره لتمثيل مصر في مسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عن طريق وزارة الأوقاف، حيث شارك في مسابقة على مستوى الدولة وكان ضمن خمسة من الحافظين الذين يمثلون محافظة القاهرة وينافسون ممثلي باقي محافظات مصر، وقد فاز على الجميع وحصل على المركز الأول، ومن ثم تم ترشيحه لمسابقة دبي، منوهاً إلى وجود لجان كثيرة للوقوف على مستوى الحفظ والتجويد·
وعن مشاركته في مسابقة قرآنية سابقة، قال ممثل مصر إسلام فكري: إنني شاركت في مسابقات قرآنية محلية ومنها مسابقة الخرافي ومسابقات المكتب الذي أحفظ فيه ومسابقات على مستوى المعاهد الأزهرية·
السديس الصغير
أما حسين محمد مكي متسابق المملكة العربية السعودية البالغ من العمر 18 سنة ويدرس الطب في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، فيقول: انه بدأ بالقاعدة الهجائية المسماة بالقاعدة النورانية وعمره خمس سنوات ثم حفظ جزء عم وهو الجزء الثلاثون من القرآن الكريم، ثم انطلق بعد ذلك في حفظ كتاب الله عز وجل عند دخوله المرحلة الابتدائية·
ويشير حسين مكي إلى أنه يدرس في الصباح ويذهب بعد العصر إلى حلقة تحفيظ القرآن الكريم في الحرم المكي على يد أحد المشايخ القراء، منوها انه شارك في إحدى المسابقات المشهورة على مستوى إدارات التعليم بالمملكة في فرع خمسة عشر جزءاً وحصل فيها على المركز الثاني، ثم شارك في مسابقة في كامل القرآن وحصل فيها على المركز الأول، والمسابقة الثالثة هي مسابقة الأمير سلمان في القرآن كاملاً وحقق المركز الثاني·
ويقول المتسابق السعودي انه يؤم الناس في صلاة التراويح وعمره 14 عاماً وإلى الآن في كثير من الجوامع في مكة المكرمة، مشيراً إلى أن مسابقة الأمير سلمان تؤهل الفائز الأول لمسابقة مكة المكرمة، والفائز الثاني لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم· وعن مثله الأعلى في القراءة قال: مثلي الأعلى شيخ القراء إبراهيم الأخضر والشيخ محمد أيوب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©