دبي ـ محمود الحضري:
في ظاهرة تعكس حرص المسلمين على ارض الدولة ورغبتهم في البحث عن كلمة طيبة أو حديث ديني أمام سيول تتدفق من الفضائيات تتمثل في البرامج الترفيهية والمسلسلات وبرامج الاستعراضات التي تعرف بـ (الشو) أو (تيك شو) يزحف الآلاف مساء كل يوم في اتجاه آخر بحثاً عن الخيام الرمضانية التي يرتادها الدعاة والمشايخ في الأماسي، وفي ظاهرة ملفتة للانظار تجد يومياً موجات من الزحف البشري في اتجاه هذه الخيام التي تنتشر في دبي·
وبالرغم من حالة الطقس وارتفاع الرطوبة في العديد من ليالي رمضان، تشهد الأمسيات حضوراً ملفتاً للنظر من كل الأعمار ومن مختلف المستويات ومن الرجال والنساء على سواء ومن كل المسلمين على اختلاف جنسياتهم·
ولكن الاكثر إلفاتاً هو الحرص على التواجد للاستماع لأمسيات الدعاة في أي مكان، وافتراش الارض لإلتقاط كلمات قد تكون باباً لتغيير مشاهد حياة الاخرين·
وفي الملتقى الرمضاني الرابع لدائرة السياحة والتسويق التجاري في الخيمة المقامة بجوار مسجد الطوار، لم يجد الآلاف مكاناً لهم داخل الخيمة التي تستوعب خمسة آلاف جلوساً وحوالي ألفين ممن يفترشون الطرقات والممرات داخل الخيمة، ونفس الشيء هو الواقع في الخيمة المخصصة للسيدات، فأمام هذا الحضور المميز والضخم التقطت دائرة السياحة الخيط وسعت إلى إيجاد وسيلة لاستيعاب الاعداد المتزايدة، حيث قامت اللجنة المنظمة للملتقى بتجهيز الارض الفضاء والشوارع المحيطة بالخيمة بالبسط والسجاد وتركيب شاشات عملاقة لتنقل وقائع الأمسيات من داخل الخيمة إلى خارجها، ليجد الحضور مكاناً آخر للمشاركة، سقفهم السماء وفراشهم الارض، ليستمتعوا بمحاضرات الدعاة والمشايخ وللتواصل الديني في ليالي رمضان المبارك·
المنظر جميل ومبدع ومنظم بتلقائية شديدة ويتكرر يومياً منذ انطلاقة الملتقى، والاكثر حضوراً هم الجيل الجديد من الشباب والذين يمثلون اكثر من 60 بالمئة من إجمالي الحضور، انها ظاهرة تستحق وقفة في زمن يقال فيه ان الشباب قد تغيرت اهتماماتهم في اتجاه فضائيات (العري) واللهو ولكن الواقع في خيام رمضان يقول عكس ذلك·