بيروت -رويترز: التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة والمقرر أن يقدم تقريره عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري غداً قد يكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة في دمشق وبيروت· ومن المقرر أن يقدم ديتليف ميليس كبير محققي الأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل تقريره لكوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة عن اغتيال الحريري وعشرين آخرين يوم 14 فبراير في انفجار قنبلة ضخمة مخبأة في شاحنة في بيروت· ويقول دبلوماسيون ومصادر سياسية لبنانية إن ميليس سيذكر بالاسم بعض المسؤوليين السوريين لكن لم يتضح بعد ما إذا كان التقرير سيضم اسماء أعضاء في الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد·
وقال باتريك سيل الخبير البريطاني في الشؤون السورية 'إن انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان يظهر أن هناك توترات حادة في المستويات العليا من السلطة وربما يكون صراعا داخليا على السلطة'· لكنه استدرج 'إن ذلك لا يعني بالضرورة أن تكون قبضة الأسد على السلطة قد ضعفت'· واوضح سيل ان النظام السوري مازال يسيطر على الجيش واجهزة الأمن والمعارضة السورية ضعيفة للغاية، وأميركا منغمسة في العراق، وان فرص بقاء النظام أفضل مما يعتقد الكثيرون· ويقول دبلوماسيون عرب إنه جرت مناقشة اتفاق محتمل بين سوريا والولايات المتحدة في محادثات شملت مصر والسعودية لكن المناقشات لم تؤت ثمارها بعد، ويضيف الدبلوماسيون ان واشنطن ربما تطلب تعاونا سوريا كاملا مع ميليس وحملة على المقاتلين الذين يعبرون الحدود للعراق وانهاء لدعم سوريا لنشطاء فلسطينيين ولبنانيين مقابل تعهد بعدم السعي لاسقاط حكومة الأسد او اعتبار بلده دولة منبوذة·
ويقول العديد من المحللين إن الفوضى في العراق المجاور وغياب بديل مقبول لزعماء حزب البعث السوريين يحدان من أي رغبة لدى الولايات المتحدة في تغيير قد يأتي بضباط الجيش او جماعات إسلامية للحكم· وشدد سيل على ان واشنطن تريد التعامل مع دمشق وليس استبدال الاسد وان ذلك يتطلب مفاوضات صعبة، وأضاف أن الولايات المتحدة ستضع شروطا في محاولة للي ذراع النظام، لا يقبلها السوريون لان تطبيقها يعني تغيير طبيعة النظام·
وقالت مصادر سياسية إن ميليس من المرجح أن يشكو من ان التعاون السوري 'غير كاف' مع التحقيق وقد يطلب استجواب المزيد من المسؤولين السوريين على الأرجح في الخارج· ويقول محللون ودبلوماسيون إنهم يتوقعون ان تستمر سلسلة تفجيرات وعمليات قتل في لبنان حيث مازال النفوذ السوري قويا وحيث سيتجاهل المؤيدون لسوريا أي نتائج يتوصل إليها التحقيق تشير إلى دمشق باعتبار ان لها دوافع سياسية·