السبت 25 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الإمارات

المثقفون: هيئة الثقافة والتراث إضافة حضارية

18 أكتوبر 2005
شهيرة أحمد: يعتبر إنشاء هيئة مستقلة ومتكاملة للثقافة والتراث في إمارة أبوظبي، إضافة مهمة ومطلوبة بلا شك لتعزيز الحيوية الثقافية في الإمارات، لأن مثل هذه الهيئات ستساهم بشكل أو بآخر في نشر دماء حارة وجديدة في الكيانات الاعتبارية المرتبطة بالمكان، كما أن هذه الكيانات الشابة ستتجه نحو دعم وتحريك وبث الوعي المسبق قبل الدخول في معمعة الإنشاءات المدنية والبُنى المعمارية في أي مجتمع، ذلك أن المناحي الفكرية والفنية والتاريخية التي تتضمنها مثل هذه التوجهات الحضارية كانت غالبا ما تعاني الإهمال والتغييب في دول العالم الثالث وفي الدول العربية بالتحديد·
إن وجود هيئة منذورة بكاملها لتفعيل دور الثقافة والتراث في أبوظبي سيوازن بلا شك بين الخطط التحديثية المتعلقة بالاستثمار العمراني وبين الخطط الاستثمارية المتعلقة بالإنسان، وهي تدخل أيضا في نطاق الاحتفاظ بالهوية والخصوصية التاريخية والتراثية للمكان، وتعمل على تمكين هذه الهوية من التحاور مع الهويات الأخرى دون الرضوخ لشروط التذويب والتدمير والنسيان التي يمكن أن يسببها التمازج القسري والأعمى والمندفع تجاه الهويات والثقافات الأخرى· وفي التحقيق التالي نكمل رصد آراء المثقفين والمهتمين بعد صدور القرار الخاص بإنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث·
فاطمة الصايغ: مطلوب هيئة عامة للثقافة والتراث تمثل الإمارات في المحافل الدولية
تقول الدكتورة والباحثة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات وعضو مجلس إدارة مجلس دبي الثقافي: 'أعتقد أن قرار إنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث جاء بهدف جمع الجهود المتناثرة تحت مظلة واحدة، وهذا أمر جيد ومهم، لأن من شأن ذلك أن يغني العمل الثقافي ويرتقي بالأداء، ولهذا كنت أدعو باستمرار إلى وجود هيئة شاملة تحتضن جميع الجهود الثقافية ليس في كل إمارة على حدة فقط بل في الإمارات كلها، لأن وجود مثل هذه المظلة يوحد العمل الثقافي، ويمنع تكرار الأنشطة، ويحقق أقصى فائدة ممكنة منها، فكثيراً ما نلاحظ أن الأنشطة تتكرر وتتشابه هنا وهناك، صحيح أن التنوع ضروري ومطلوب في العمل الثقافي لكن التنسيق مهم لكي يحقق هذا العمل الأهداف المرجوة منه· كما أن الشارع الثقافي بسيط جدا، والمستهدفين ما زالوا قلة، ولهذا تبرز أهمية التنسيق وتوحيد الجهود'·
وترى الدكتورة فاطمة الصايغ 'أن الهيئة جاءت لتضيف إلى رصيد الإمارات، ومن قراءتي للمرسوم أرى أن الإمارات تسير في الطريق الصحيح، وهذا أمر طبيعي فغالبا ما تبدأ الجهود فردية ثم تندمج كلها معاً في هيئة أو إدارة وهذا يحدث في جميع الدول، وبالنسبة لنا في الإمارات توجد إدارات محلية في كل إمارة وما أدعو إليه أن تندمج كل هذه الإدارات في هيئة عليا تمثل الإمارات في المحافل العالمية، صحيح أن عمل الإدارات الموجودة في كل إمارة يصب في مجال واحد، كما أن التنوع شيء صحي ومطلوب لكن هذه الجهود تحتاج إلى هيئة تنظم عملها وتبرزه في الخارج، وما أتمناه أن تكون في الإمارات كلها هيئة عامة للثقافة تختلف عن وزارة الإعلام والثقافة، هيئة عامة لها شخصية اعتبارية منفصلة عن وزارة الإعلام والثقافة'·
شيخة الجابري: خطوة طال انتظارها وألف شكر للقائد لا تكفي
الشاعرة شيخة الجابري المتخصصة في جمع الموروث الشعبي تقول: 'هي خطوة طال انتظارها، لكنها جاءت ولله الحمد، ساقتني الأقدار نحو صفحة وكالة أنباء الإمارات على الإنترنت ليلة صدور القرار وأنا التي ما اعتدت التصفح بعد المغرب مباشرة، لكن ربما هو إحساس داخلي بأن ثمة ما يستدعي دخولي للمتصفح لأفاجأ بالخبر الرائع هذا، هي فرحة تعتمل في روحي لأنني من أكثر الداعين إلى تشكيل هيئة للتراث على وجه الدقة، وكانت المفاجأة أن شمل القرار السامي الثقافة والتراث وهو أمر يدعو للفرح حقاً، فألف شكر لا تكفي للقلب الكبير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله' الذي أهدى للوطن هذا المنجز الثقافي والحضاري الكبير والذي يكرس جهود سنوات مضت كان للتراث فيها المكان الأرحب في قلب وفكر الراحل الكبير والدنا الشيخ زايد بن سلطان 'طيب الله ثراه' وتأتي هذه المكرمة الثقافية السامية في شهر رمضان العظيم لتكون عنواناً للعمل الجاد إن شاء الله'·
وتضيف: 'إذا ابتعدنا عن المشاعر الجميلة التي خلقها القرار هناك رؤية لا بد من طرحها وتتمحور حول ضرورة الاهتمام بالتراث الشعبي كي لا يسقط ضمن الاهتمامات الأخرى ويضيع، لأنني أعلم أن الهيئة ستركز جل عملها على التراث المعماري بما يشمل من قلاع وحصون وغيرها إلا أن القلاع البشرية جديرة بالرعاية والاهتمام لأنها لا تقل أهمية عن التراث المعماري، بخاصة وان القرار نص على ضم المجمع الثقافي ضمن مؤسساته وفي المجمع مكتبة وطنية ضخمة نتمنى أن يضاف إلى رصيدها مجمل الأبحاث التي عنيت بدراسة مجتمع الإمارات وتراثه بشقيه المادي · إن وجود هيئة للثقافة والتراث يعني توحيد الجهود، وتحديد مرجعية واحدة للعمل والمتابعة من خلال هذه المؤسسة المهمة، فنحن ينقصنا الكثير الذي نحلم بتحقيقه كأن يكون للهيئة فرع في مدينة العين، هذه المدينة المنسية رغم أنها أجمل مكان في الدولة يحفز على الإبداع الفكري والثقافي، ومما يجب الانتباه إليه جيداً الاهتمام بالخبرات الوطنية، كل في مجاله من مبدعين وكتاب وشعراء وأدباء وبحّاثة ورواة شعبيين، وجامعي بيانات في المجال الميداني، هؤلاء يجب الاهتمام بهم واحتواء القادرين على العطاء منهم، وتدوين أسمائهم لدى الهيئة كقاعدة معلومات وطنية تمكن من الاستعانة ببعض منهم كخبراء في مجالاتهم المتعددة لأنني على يقين من أنهم سيضيفون الكثير لعمل الهيئة مستقبلاً·
إبراهيم الهاشمي: خطوة مباركة ورائدة تعزز هويتنا وثقافتنا الوطنية
إبراهيم الهاشمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يقول: 'أحييى هذه الخطوة المباركة التي تعكس مدى الاهتمام والعناية التي يوليها صاحب السمو الشيخ خليفة بين زايد آل نهيان 'حفظه الله' للثقافة والتراث والإنسان والمثقفين في الدولة'·
ويضيف الهاشمي: 'هذه خطوة رائدة نتمنى أن يتم تعزيزها، وأن نجد ثمارها يانعة في ميدان ثقافتنا وتأصيل هويتنا الوطنية وامتداداتنا العربية والإسلامية'·
محمد يوسف: رافد جديد يحقق التكامل الوظيفي والكرة الآن في ملعب المثقفين
الفنان التشكيلي والمسرحي محمد يوسف يرى أن إنشاء هذه الهيئة يدخل ضمن الروافد الثقافية التي تبحث عن التكامل الوظيفي لدورها المنشود، وأن الدمج بين القطاعات المتشابهة سوف يفيد قطاعا كبيرا ومتنوعا من المتلقين والمهتمين، وسوف يفتح الباب أمام أكبر قدر من المشاركات والمساهمات الحقيقية والفاعلة في هذا الاتجاه·
ويضيف: 'إن الكرة حاليا في مرمى المثقفين، وأن الدعم المادي والأدبي السخي المنتظر من هذه الهيئة يجب أن يستثمر بشكل يتم فيه تجاوز هفوات وأخطاء التجارب السابقة، إن إمارة أبوظبي في حاجة لمثل هذا التوجه، خصوصا مع القفزات الاقتصادية المتوقع ظهورها في الإمارة قريبا، ونتمنى من القفزة الثقافية بعد صدور القرار أن يمس الإمارات النائية أيضا من خلال المكاتب والفروع المزمع إنشاؤها هناك، والتنسيق بين الكتل الثقافية ضروري في هذا الاتجاه حتى يستفيد من برامجها كل مواطن على أرض الدولة، وأريد أن أشدد على نقطة مهمة هنا وهي أن الدعوى تجاه المحافظة على التراث يجب أن لا تكون دعوى منغلقة وأحادية النظرة، لأن التراث يجب أن يعيش بيننا في سياقه الطبيعي والفولكلوري القادر على مقاومة التيارات الدخيلة والمشبوهة، ومن دون التخلي أيضا عن التواصل الشفاف والمرن مع الخصوصيات التراثية للشعوب الأخرى ومع إرثها التاريخي والحضاري والأدبي والفني، وأخيرا فإنني أتمنى أن تتخلص الهيئة من الأشكال الرسمية عند التعامل مع الفئات المستفيدة من برامجها، لأن الشكل الرسمي دائما ما يؤدي للنفور والملل، بينما يمكن للتعامل الشعبي أن يكسر الكثير من حواجز الرهبة والخوف التي تضعها الثقافة المبالغة في جدتها وصرامتها في طريق قطاع واسع من الجمهور ورواد الفعاليات'·
حارب الظاهري: دليل قاطع على أهمية الثقافة وترجمة فعلية لرغبة المثقفين
حارب الظاهري رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي- يقول: 'إن القرار السامي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله' بخصوص إنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هو دليل قاطع على أهمية الثقافة في المرحلة القادمة، باعتبارها الأقدر على استيعاب المتغيرات في حياة الشعوب والمجتمعات· فالهيئة الثقافية التي أرادها سموه هي ترجمة فعلية لما يصبو إليه المثقفون في الإمارات بشكل عام وفي أبوظبي بشكل خاص'·
ويضيف الظاهري: 'مما لا شك فيه أن الهيئة ستعمل على إبراز الجانب الثقافي والتراثي وهو الجانب الذي كان مغيبا ومشتتا ما بين إدارات ثقافية يعمل كل منها على حدة، أو محاولات فردية قدمت ما لديها، والآن جاء الوقت الذي ينبغي أن ننظر فيه إلى الجانب الثقافي بشكل أكثر رحابة وشمولا وأكثر عمقاً، وأن نقدمه بصورة مرضية تعكس حقيقة مجتمعنا وأصالته وهويته وثقافية الوطنية، وأتمنى أن يكون القائمون على الهيئة من أهلها وعلى مستوى يليق بها وبالمهام المنتظرة منها'·
محمد المزروعي: القرار يعيد الاعتبار للثقافة ودورها في التنمية المجتمعية
الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي يقول: 'لقد كنا في انتظار هذا القرار منذ فترة طويلة، وذلك من ناحية الالتفات إلى طبيعة الدور الثقافي، والذي يجب أن يُنتبه إليه كمشارك رئيسي في البنية التحتية لبناء أي مجتمع أو دولة، وليس مجرد رفاهية أو زينة للرسميات، كما هو الحال في أغلب النشاطات الشبيهة، إن الشأن الثقافي بتعدداته يقوم بتعضيد الدور الإعلامي السياسي، كما يساهم في تقوية الروح الوطنية، وهو يدخل في إطار مقاومة الهوس الاستهلاكي القائم على حساب الإنتاج المعرفي والإبداعي، لا بد للثقافة والحال هذه أن تساهم بدور لا غنى عنه في العملية التربوية بمعناها الوظيفي· كل ما نتمناه بعد صدور القرار هو أن يكون التنفيذ بالمستوى الذي تحتاج إليه الإمارة والدولة ككل، أقول ذلك عن خبرة وعلم ـ جزئي ـ بالإرباكات المتكررة والمتشابهة الأخطاء في النظم الإدارية الثقافية في الساحة المحلية'·
ويرى المزروعي أن ظهور هذا القرار يعني أن إمارة أبوظبي تقوم بعملية ترتيب محلي، من خلال ضم التفرعات الممكن تآلفها ضمن إدارة واحدة، بما يشبه شكلا وزاريا لعملها، وذلك لتقوية الفاعلية الإدارية بما يتناسب مع الانطلاقة الجديدة، المتوخاة والمنتظرة للإمارة·
أحمد العسم: أتمنى من الهيئة أن تشرع القوانين التي تحمي التراث من النهب
الشاعر أحمد العسم يقول: 'فرحت كثيرا لصدور هذا القرار، وأتمنى أن تعم نتائجه المبشرة الإمارات الأخرى بعد أن تحقق الهيئة حضورها الفعلي في إمارة أبوظبي، كما أتمنى أن يأخذ العنصر المواطن فرصته من خلال دمجه وإشراكه في الفعل الثقافي المتوقع من الهيئة، فنحن مثلا نصادف الكثير من البعثات الأجنبية في مواقع التنقيب عن الآثار ولا نجد بينهم مواطنا واحدا يشاركهم البحث عن الجذور القديمة لبلده، ويفرح فرحا حقيقيا بالُلقى والمواد الأثرية عند العثور عليها واستخراجها من باطن الأرض التي ينتمي إليها، لذلك فإن تخصيص منح دراسية لمثل هذه التخصصات النادرة وغير المطروقة يجب أن يدخل في صلب اهتمامات الهيئة وفي أولوية البرامج المقترحة، كما أتمنى من الهيئة أن تتخلص من شوائب الروتين والإعاقات الإدارية فيما يخص الشأن الثقافي المجبول على الحرية والتواصل مع الفنون والثقافات الإنسانية الأخرى، على الهيئة أيضا أن تعمل في اتجاه مقاومة النهب الحاصل في تراثنا وآثارنا، وأن تشرّع القوانين واللوائح التي تدعم المحاولات النبيلة الساعية للحفاظ على الموروث المادي والشفاهي، ودعم القائمين عليها والباحثين عنها بجهودهم الفردية القاصرة والفقيرة'·
الهنوف محمد: إضافة حضارية أخرى لإمارة أبوظبي والإمارات
الشاعرة الهنوف محمد ترى أن إنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إضافة حضارية أخرى لدولة الإمارات كلها وليس لإمارة أبوظبي فقط، فالعاصمة هي الواجهة اللائقة لأي دولة، أما قيام الهيئة برعاية الأنشطة الفكرية وتنظيم المعارض والمؤتمرات والعروض الثقافية ونقل كافة الموظفين بالمجمع الثقافي إلى الهيئة فهو بشارة أخرى، لأن المجمع متميز بأنشطته الإبداعية والثقافية التي لا تحصى وعلى جميع المستويات في التراث والسينما والشعر وغيرها'·
وتختتم الهنوف بقولها: 'هنيئاً لإمارة أبوظبي، وأتمنى أن يكون لكل مثقف على أرض الدولة دور ولو بسيط في تفعيل وإثراء أنشطة الهيئة ومهامها وعملها'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©