زار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرجر أمس، مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، للاطلاع ميدانياً على الواقع الإنساني فيها. وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة لـ”فرانس برس”: “قام رئيس اللجنة بزيارة إلى مدينة درعا للاطلاع ميدانياً على حقيقة الواقع الإنساني في المدينة”. وأضاف أن كلينبرجر الذي زار درعا برفقة رئيس الهلال العربي السوري عبد الرحمن العطار، توجه بعد ذلك بصحبة الأخير إلى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى بريف درعا. وقدمت اللجنة شاحنتين مملوءتين بالغذاء والمستلزمات الخاصة هي ألف سلة غذائية ومستلزمات صحية شخصية، إضافة إلى 500 غطاء “تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الأحمر في درعا” تمهيداً لتوزيعها، بحسب دباكة.
ووصل كلينبرجر إلى دمشق مساء الاثنين الماضي، والتقى أمس الأول وزير الخارجية وليد المعلم، وتم اتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة والهلال الأحمر السوري من جهة، وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة أخرى.
وأكدت دمشق استمرارها في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري. وهي ثالث زيارة يقوم بها رئيس الصليب الأحمر إلى سوريا منذ يونيو 2011.
من ناحيتها، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أمس، استعدادها للعمل عن قرب مع الحكومة السورية من أجل تقديم المساعدات للسكان “المتضررين”، بحسب الأمانة العامة. وأفاد بيان للمنظمة التي تضم 57 دولة من العالمين العربي والإسلامي ومقرها جدة، أنها تؤكد استعدادها للعمل عن قرب مع الحكومة السورية ومع بقية الشركاء الإنسانيين لمساعدة السكان المتضررين من خلال مدهم بالمساعدات الإنسانية. وتابع “تهيب الأمانة العامة للمنظمة بالجميع.. قاطبة لمد يد العون للمتضررين في سوريا”، مشيرة إلى “الحملة الإنسانية التي تنوي المنظمة إطلاقها في مختلف المجالات بما فيها الصحة وتوزيع الأغذية وسبل كسب العيش”. وقد قامت بعثة مشتركة بين المنظمة والأمم المتحدة بمهمة ميدانية انتهت في 27 مارس المنصرم، زارت خلالها غالبية المحافظات مثل حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب وإدلب والرقة ودرعا ودير الزور وريف دمشق.
وأضاف البيان أن “أعضاء البعثة المشتركة جمعوا معلومات عن الوضع الإنساني لعدد من العائلات المتضررة والمشردة وعن الصعوبات الكثيرة التي تواجهها لتلبية حاجياتها الأساسية فيما يتعلق بالمأوى والمواد الغذائية وغيرها والمساعدات الطبية”. وأكد أن البعثة “لاحظت أن غالبية المتضررين يجدون صعوبة بالغة في تلبية حاجياتهم نظراً للأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد بسبب الاضطرابات والتراجع المتواصل للنشاط الاقتصادي”. كما لاحظت أن “الأسر المستضيفة والمنظمات الخيرية وزعماء العشائر يضطلعون منذ بداية الأزمة بدور مهم في التخفيف من معاناة المتضررين الذين يقدر عددهم بمليون شخص وهم بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية”.
عدد اليوم
