الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل أنا سويّة؟

10 ابريل 2011 18:06
المشكلة : عزيزي الدكتور : أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عاماً، عندي مشكلة في نفسيتي، أشعر أنني دائماً أحتقر الناس! وهذا ما أريد أن أفهمه، فأنا إنسانة عادية، ودائماً أجد نفسي أعمل الأشياء الصحيحة، يعني إنسانة سوية، ولا أميل لعمل الخطأ، وأتعامل مع بقية الناس بشكل طبيعي، لكن حينما لا يعجبني شخص أو لا يعجبني أسلوبه أحتقره بيني وبين نفسي بشدة، ولا أريده أن يختلط أو يحاول مخاطبتي ثانياً كي لا يتلف أعصابي. وللأسف، غالبية الأشخاص الذين حولي أشعر تجاههم بهذا الشعور. كما أنني لا أريد أن يتعرف إلي الأشخاص بسهولة. لا بد من مقدمات كما أنني لدي مشكلات مع أبي، وهو السبب فيها، لكنني للأسف أحتقر كل شي فيه، شكله وطباعه وأسلوبه، وهو دائماً في صراع ومشكلات معنا، وأنا دائماً أثير المشكلات معه، ولا أوافقه على أي شيء، وليس عندي حواجز أو موانع عندما أختلف مع أي شخص، فأجد نفسي أتطاول عليه بأقبح الألفاظ حتى مع أبي، لدرجة إذا أزعجني صاحب محل ما، فإنني أصرخ في وجهه وأرمي الكيس على وجهه، وأخرج من المحل. حتى والدي أصبح يتجنبني ويتجنب استثارتي، ويتحاشى غضبي. لكن أتذكر حينما كنت مع خلاف مع إحدى زميلاتي وأهنتها لأنها تمادت معي قالت لي: “أنت مريضة نفسياً”، وأنا أتظاهر بأنني لا يهمني. وبدأت أتقرب إلى الله، لكن سارت كل أحلامي في اتجاه أنني أجعل الأشخاص يقبلون قدماي، حتى أنني أحلم كذلك في الحقيقة والمنام بأنني أتزوج برجل يقبل قدماي! هل هذا طبيعي؟ وكيف أهرب من هذا الشعور الغريب؟ شذى غ.غ النصيحة: نشكرك على ثقتك بنا، على هذا الثقة. وانه لأمر إيجابي أن تشرحي مشكلتك بنفسك وحرصك على تفهمك لسلوكياتك مع الآخرين. هذا نوع من النرجسية، التي تعني حب الذات، ومن المؤكد أن هناك علاقة وطيدة بسوء علاقتك بوالدك، وأظن أن هناك خللاً في هذا الجانب. فكل ما نرجوه منك مراجعة أقرب معالج نفسي، ومساعدته في الاطلاع على طبيعة نشأتك وتربيتك وتاريخ هذه السلوكيات ومصدرها، وكيفية التعايش معها، إن كنت تشعرين بصعوبة التخلص منها. وهذا يحتاج معونة الوالد، وسؤاله، ووالدتك أيضاً من أجل وضوح الرؤية، وتوضيح المشكلة مباشرة، والأخذ بزمام الأمور وتنفيذ النصائح والإرشادات بصورة فورية دون أي نقاش. فعليك مساعدة الطبيب النفسي المعالج إلى أبعد حد حتى يساعدك على التخلص من معناتك في زمن قصير بإذن الله. مع أطيب التمنيات. ظنون وشكوك المشكلة : عزيزي الدكتور : أنا متزوجة منذ عشر سنوات، ولدينا أربعة أطفال، وزوجي طيب وحنون على أبنائه. إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح كثير الاهتمام بنفسه، ولا يريد أن يسمع مشكلات أبنائه ليجد لها حلولاً معي، وأصبح حساساً جداً عندما نناقش أي موضوع، ومن ثم يتسبب في شجار بيننا. وأصبح أيضاً كثير الظنون والشك في أنني أحبه، وطلب مني ذات مرة أن أقسم على المصحف الشريف أنني لم أحب في حياتي غيرة، وحلفت له، ودائماً عند مناقشاتنا يبكي كثيراً ولا يوجد ما يستدعي البكاء، ويقول إنه ذات مرة دخل هو علي أنا وأبنائي ونحن نشاهد التلفزيون، وكان به مطرب يغني، وكنت أنظر إليه بإعجاب، وأنه دائماً يتذكر ويستحضر هذا المنظر في خياله، ويقول إنه لا يستطيع نسيانه ويبكي! وأيضاً يشك في أنني لا أحترمه، ويريد من الناس تقديره والثناء عليه، ويراني أنني لا أعجب بكلامه ولا أُقدر تعبه، علماً بأنه اجتماعي جداً مع الناس ومرح للغاية، وأيضاً معنا، لكن تغير كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبح كثير البكاء، علماً بأنه مصاب بالسكر، وكثير التدخين وساعات يتعصب من لا شيء، ويسب ويشتم ولا يترك كلمة بذيئة إلا ويقولها، وإن اعتذرت له عن قضاء حاجتنا الشرعية كأزواج لأي سبب من الأسباب، يتأثر ويبكي ويشعر أنني أقصد ذلك وأريد قهره أو إذلاله. تعبت نفسياً وأصابني الاكتئاب والأرق وتلف الأعصاب. وذهبت إلى الطبيب، ولم ينتظم في العلاج الدوائي؛ لأنني أتعجل النتائج؛ لأنني تعبت بالفعل. ولا أعرف كيف أتصرف معه، فبم تنصحني؟ جزاكم الله خيراً. أم شميم النصيحة: حرصك الشديد على زوجك جعلك تتعجلين النتائج، وهذا خطأ كبير؛ لأن العلاج النفسي يأخذ وقتاً طويلاً، ففي حالة الاضطرابات النفسية فإن العلاج النفسي الطبي الدوائي يعالج الآثار، ولكنه لا يعالج الأسباب؛ لذا فإن العلاج يمكن أن يأتي بنتائج جيدة خلال فترة زمنية معينة، لكن بعد فترة تعود الحالة إلى وضعها السابق، ويقول المريض انتكاسة، وهذا خطأ؛ لأنه اكتفى بالعلاج الدوائي فقط، بينما الشيء الأساس في هذه الأحوال هو العلاج النفسي على يد معالج كفء، وهو ما يجعل النتائج الإيجابية تأتي بشكل فعال، وهو ما لم تقوموا به أنتم مع الأسف. النصيحة التي أقدمها لكم هو أن تقصدوا معالجاً نفسياً كي يتم تحليل الحالة والوقوف على أسبابها، وبالتالي فإن الدواء سوف يعالج الآثار والمعالج النفسي سوف يزيل الأسباب، وهذا ما أنصح به دائماً، وعليكم القيام به فوراً. أمنياتي لكما بالتوفيق والسلامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©