الأربعاء 22 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبدعات الإمارات··· من كل بستان زهرة

مبدعات الإمارات··· من كل بستان زهرة
17 أكتوبر 2005
دبي - منى بوسمرة:
خمس تجارب متنوعة لخمس فنانات من الإمارات يضمها معرض (5concepts ) لكل منها مذاقه الخاص، وانشغالاته الفنية المختلفة، أما الفنانات فهنَّ: نجاة مكي، ميساء القاسمي، نائلة الخاجة، ابتسام عبد العزيز، ونهى أسد، وقد ذهبت كل منهن مذهباً يميزها في العمل الفني، ما يعني أن الفنانة الإماراتية 'استطاعت أن تكون لنفسها شخصية متميزة من خلال ما تبدعه من رسومات تعكس تجربتها الخاصة وإيمانها العميق بالتراث والوطن'، على حد تعبير الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم لدى افتتاحها المعرض مؤخراً في نادي دبي للسيدات·
تميزت أعمال الدكتورة نجاة مكي المعروضة بتأكيدها على فكرة ومفهوم 'الدائرة' التي تشتغل عليها الفنانة بأسلوبيتها المميزة من عمل-ومن معرض- إلى آخر، لتستنطق كل ما في الدائرة-شكلاً وفكرة فلسفية-من طاقات وامكانات، وما يمثله القمر لديها من رمز لحركة الخلق الأبدية، ورمز للموت والحياة من جديد· لتجد أن ألوان نجاة مكي -وهي نوع من الطباق اللوني لا اللغوي- لها علاقة بالسمع والبصر، إنها تستنبط من خلال لوحاتها 'فن مزج الألحان' وهذه الألوان ونغماتها تشبه الهالة العملاقة· لتعبر ألوان لوحاتها عن اجتماع الأوهام وهو نوع خاص من الانطباع البصري تبدو معها اللوحة وكأنها تندفع نحو عين المشاهد بزيادة هائلة في الحجم·
وتشارك نائلة الخاجة بمجموعة من الصور المتعاقبة التي تمثل جزءاً من 'سيرة' أعمالها الفنية والأفلام التي نفذتها بما في ذلك فيلمها البارز 'الكشف عن دبي'، الذي عرض لأول مرة خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي ،2004 وفيلم 'الضياع'، الذي استخدمت فيه أسلوب المشاهد الطويلة والتطور البطيء للقصة والمشهد البصري، حيث تترك أعمال الفنانة لدى المشاهد صوراً ذات مدلولات عميقة ترسخ في الذاكرة·
في جهة قريبة، يكمن المفهوم الأساسي وراء أعمال الفنانة ميساء القاسمي في التعبير عن عنصر الغموض، والاحتفال بالأنوثة· ومن خلال استخدامها للجسد كصورة، واهتمامها الشديد ببنية الجسد وتموجاته، لتخلق صوراً تدعو المتلقي للتفاعل معها والانضمام إلى عالمها· حيث لا يكمن عنصر الغموض في موضوع اللوحة فحسب، وإنما أيضاً في الشكل النهائي للعمل· كما أن سطح اللوحة الذي يبدو بسيطاً يخفي وراءه تعقيدات كبيرة تنشأ عن مشاهدات الفنانة للمحيط· ومن خلال ولعها بالشكل تتلاعب ميساء بسطح اللوحة، كما تستخدم التجريب الذي يقودها إلى اعتماد تنوع اللون ضمن اللوحة ولكن بعدد قليل من الألوان· وتعكس هذه الطريقة جمالية التجريب في الأعمال المعروضة·
على الضفة الأخرى، ترتبط أعمال ابتسام عبد العزيز بالعلوم الحديثة، حيث ترى الفنانة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين الفن والعلم· وعلى الرغم من أن الأعمال المعروضة تنطلق من إبراز التدرج اللوني وجمالية مزج الألوان، إلا أنها لا تستهدف تحقيق أي انسجام في تلك الألوان· هذه ليست مهمتها، هكذا يبدو الأمر واضحا للمتلقي، إنها عبارة عن تكرار غير مترابط يتعامل مع الأشكال اللونية والأرقام· ويتيح العمل للمشاهد فرصة للتأمل والتحليل من أجل الوصول إلى جوهر اللوحة ومعناها الحقيقي، كما يفرض على المتلقي أن يتفاعل معه من خلال قيمته الجمالية، وصولاً إلى مستوى راق من التفاعل الفكري بين اللوحة والمشاهد·
وتمثل أعمال الفنانة نهى أسد مجموعة من الملصقات التي تعتمد على الفن التجريدي· قطع صحف ممزقة في آلة طابعة، حيث تم الربط بين نواقص الطبيعة البشرية والأخطاء التي تحتويها هذه الملصقات· وتعكس هذه الملصقات الفوضى التي تعم المجتمع، حيث تبدو مجموعة من الصور الغامضة، ولكن إذا عزلناها عن موقعها الأصلي تصبح صوراً جميلة ولافتة للنظر· إنها مجموعة من الصور التي تطرح لدى المتلقي العديد من الأسئلة· ويبدو واضحاً تأثر الفنانة بالحياة في مدينة مزدحمة، وهكذا تبدو أعمالها محلية وعالمية في نفس الوقت· إنها أعمال تبحث في السلوك الإنساني، علم الشخصيات، الأعراق، الثقافة، اللغويات وعلم الاجتماع، لأنها-ببساطة- أعمال تسجل الأحداث التي تدور من حولنا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©