أحمد إبراهيم:
منذ بدء شهر رمضان المبارك، تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية الكشف عن العديد من المخططات التي تحيكها القوى اليهودية المتطرفة من أجل الإضرار بالمسلمين، التي بات من الواضح أن الاقتصاد أحد أبرز مجالاتها خاصة في ظل الفتاوى الدينية التي يطلقها الحاخامات ورجال الدين اليهود والتي تطالب صراحة بالإساءة للمسلمين 'اقتصادياً' خلال الشهر الكريم· ومن أبرز هذه الفتاوى الفتوى التي أطلقها أخيراً الحاخام اليهودي الشهير إلياهو شابيرا بن مناحيم الذي أفتى بضرورة الإساءة إلى المسلمين اقتصاديا في شهر رمضان خاصة أن رمضان يعتبر أقدس الشهور الدينية لدى المسلمين الذين يكرهون دولة إسرائيل واليهود بلا مبرر، حسبما يزعم شابيرا·
وطالب شابيرا بضرورة تطبيق السياسات الاقتصادية المجحفة في حق الفلسطينيين للإساءة لهم في هذا الشهر، وهي السياسات التي رأى أن يكون تصنيع ألعاب المفرقعات والصواريخ الضارة وتوزيعها في العديد من المناطق الفلسطينية أبرزها لأن هذه الألعاب تضايق الفلسطينيين بالتحديد كبار السن والأطفال بشدة وتسبب لهم الصدمات العصبية بالإضافة إلى تسببها في كثير من الأضرار الاقتصادية للفلسطينيين خاصة مع إتلافها للعديد من المرافق العامة·
وأشار التقرير السنوي الصادر عن وزارة الاقتصاد الفلسطينية إلى أن هذه الألعاب تسبب أضرارا مادية سنوية تصل إلى قرابة 30 ألف دولار مع تسببها في حرق العديد من المنشآت والمرافق الأمر الذي يعكس خطورتها·
من جانبه، أشارت دراسة صادرة عن المعهد العام لمكافحة الجرائم الاقتصادية في إسرائيل في الرابع عشر من أكتوبر الجاري إلى قيام العشرات من التجار الإسرائيليين بنشر المفرقعات والألعاب النارية في المناطق الفلسطينية بعد فتوى شابيرا، زاعمين أن هذه التجارة باتت مزدهرة للغاية لسببين رئيسيين الأول وهو المكانة التي يتمتع بها شابيرا بين اليهود حيث تحظى الفتاوى التي يقولها بطاعة عمياء من قبل اليهود خاصة مع المكانة الكبيرة التي يتمتع بها حيث يترأس 'المجمع الديني القومي اليهودي' أحد أبرز المؤسسات الدينية اليهودية ·
بالإضافة إلى السوق الرائجة لهذه المفرقعات التي يقبل عليها الأطفال الفلسطينيون في شهر رمضان نظراً للأسعار القليلة التي يطرح بها التجار الإسرائيليون هذه المفرقعات·
المثير أن هؤلاء التجار يبتكرون في تصنيع هذه المفرقعات لكي تصبح أكثر ضرراً لمن يستخدمها ولا يكتفون بالمفرقعات أو الصواريخ التقليدية ، حيث صنعوا أخيراً زجاجات القنابل الصغيرة الحجم مستخدمين في ذلك المواد البدائية كالزجاجات الفارغة والمسامير وأعواد الثقاب والتي يصل سعرها إلى 5 شيكل أي ما يوازي قرابة دولار واحد، ما يزيد من إقبال الأطفال الفلسطينيين عليها خاصة مع الصوت المدوي الذي تحدثه عند انفجارها وفرحة الأطفال بهذا الصوت· وتعترف العديد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية بتسبب العديد من هذه الألعاب بالأضرار للأطفال أو حتى الأشخاص الكبار ممن يستخدمونها حيث أصيب العشرات منهم بالحرق والجروح البالغة من جراء المواد الضارة الموجودة بها مثل المسامير، الأمر الذي دفع بالقوى اليهودية المتطرفة إلى التأكيد على أهمية استخدام هذه الألعاب خاصة مع هذه الأضرار التي تسببها للفلسطينيين والتي رأت هذه القوى المتطرفة أنها تعبير عن 'الغضب الإلهي' في حق الفلسطينيين·
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى مطالبة الرابطة الإسرائيلية بضرورة محاربة كافة الظواهر الاجتماعية التي ترتبط بالمسلمين في شهر رمضان مثل ظاهرة موائد الرحمن التي طالب الموقع بوقف تزويد المناطق الفلسطينية بالأطعمة حتى تتوقف هذه الموائد ومظاهر الفرحة التي تسيطر على المسلمين خلال تنظيم هذه الموائد وتناولهم الطعام سوياً· وتوضح الدراسة أن التجار الإسرائيليين - المورد الرئيسي لهذه المفرقعات - يعتمدون وفي إطار الترويج لبضاعتهم المخالفة في المناطق الفلسطينية على عدد من الوسطاء والتجار الفلسطينيين الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع كثير من التجار في مختلف المناطق الفلسطينية، الأمر الذي زاد من الأهمية الاقتصادية لهذه التجارة·