بروكسي اتصالات
من حين إلى آخر، تصلني شكاوى من القراء عن حجب مواقع معينة على الانترنت من قبل 'بروكسي' مؤسسة 'اتصالات'، وهي مزود خدمة الانترنت في الإمارات، ويرون أن بعض المواقع ليس فيها ما يجعلها ممنوعة، أو محجوبة، وبعضها مواقع علمية، وبعضها الآخر أرشيفات الكترونية، وغيرها·
ليست هذه هي المرة الأولى التي أشير إلى هذه المسألة، فقد سبق أن أشرت إليها مرات، وأقول: مبدئياً، أوافق كغيري، على ضرورة قيام 'اتصالات' بتصفية المواقع، لما يسهم في تربية النشء الجديد خاصة ، جسدياً ونفسياً، لأنه لو لم تكن هناك 'بروكسي' لاخترعناها نحن في منازلنا، وفي مكاتب العمل، وفي المرافق العامة، فبرامج الحجب مطلوبة، ومطبقة حتى في الدولة التي اخترعت شبكة الانترنت، ولكنها تركت للفرد، أو المؤسسة، أو الجامعة، أو المنزل، حرية الاختيار·
مبدئياً هناك موافقة من كثير من الناس، على ما تقوم به 'اتصالات' لحماية المجتمع· ونثق بأنها مؤسسة وطنية رائدة ، تستبق الآخرين في تقديم أفضل الخدمات وآخر التقنيات أيضا، ولكننا نطالبها أيضا بأن ترد على رسائل الجمهور الذين يبعثونها إليها، مطالبين الإفراج عن بعض المواقع التي حجبتها، لكونها لا تمس الآداب العامة ولا تسيء إليها من قريب أو بعيد·
بالنسبة إلى حجب المواقع، هناك موافقة عليها من معظم الناس· وإن كان بعض المواقع مختلفا عليه، فإن الحكم سيكون لمؤسسة اتصالات من دون شك، ولكن الشكوى المكرورة من القراء هي أن 'اتصالات' ترد على رسائل الجمهور التي يطالبون فيها بفك الحجب عن مواقع معينة، ترد بأجوبة جاهزة من كمبيوتر اتصالات، من دون مراجعة للمواقع قيد النقاش، للبت فيها ما إذا كانت لائقة من عدمه·
فقد يكون الموقع المحجوب موقعاً علمياً يهم الطلاب والباحثين، وقد يكون أرشيفاً الكترونياً يجعل المتصفح يحصل على المعلومات في زمن قياسي، وقد يكون مرجعاً مهماً للجميع، ولو قامت 'اتصالات' بمراجعتها حقا، وأفرجت عنها، لكان في ذلك فائدة للناس·
فهل تتكرم مؤسسة 'اتصالات' بالرد على الجمهور بما يتلاءم والخدمة الطيبة التي تقدمها، فنياً وتقنياً؟
عدد اليوم
