الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"السوشيال ميديا".. ساحة افتراضية كبيرة للاحتفال بالعيد عبر العالم

"السوشيال ميديا".. ساحة افتراضية كبيرة للاحتفال بالعيد عبر العالم
4 يونيو 2019 01:10

يوسف العربي (دبي)

مع حلول عيد الفطر المبارك تتدفق رسائل التهاني بألوانها الزاهية وعباراتها المنمقة على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، لتسدل ستاراً من الإيجابية والتفاؤل على حقبة طويلة من الرسائل الخبرية والآمرة والجادة وأحياناً المحزنة.
وتتحول منصات التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر واتساب وسناب شات» في الأعياد إلى ساحات مفتوحة لتبادل التهاني، عبر تبادل مقاطع الفيديو والصور الاحتفالية التي تتجاوز حواجز الزمان والمكان لتصل إلى أي شخص في أي مكان في العالم.
ويرى خبيران في التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي أن السيل الجارف من رسائل التهنئة بكلماتها التي تتمنى الخير والسعادة والبركة للجميع يعكس تتطلع الفرد بالوفاء بمتطلبات عقد اجتماعي بين البشر مفاده الاهتمام والمحبة، كما أن التهاني عبر المكالمات الهاتفية، ومن خلال تبادل الزيارات متفردة، ولها وقع أكبر على النفس.
وأوضحا أن المجتمع الإماراتي المترابط يجمع على نحو فريد بين المهارات التكنولوجية والترابط الاجتماعي، حيث تنتشر ظاهرة تبادل التهاني عبر منصات التواصل، إلا أنها لم تلغ الأشكال التقليدية الأكثر تأثيراً مثل المكالمات وتبادل الزيارات.

الواقع الافتراضي
وأكد محمد الفقي محاضر وخبير الإعلام الرقمي في كلية الدار الجامعية، أن مواقع التواصل الاجتماعي قدمت نفسها في بدايات انتشارها على أنها تمثل عالماً افتراضياً بعيداً عن الواقع الحقيقي الذي نعيشه، ومع مرور الأيام ونظراً للتداعيات التي أحدثها على تفاصيل يومنا ومسار حياتنا بات الفصل التام بين الواقعين أشبه بالمستحيل.
وأضاف الفقي: «أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياتنا وانصهرت مع أدق التفاصيل وشكلت أنماط الاستخدام، فأصبحنا نعيش الواقع الافتراضي وكأنه واقعي».
ومع حلول الأعياد، أصبحنا نقوم بإرسال رسائل التهنئة عبر تطبيقات التراسل ومواقع التواصل الاجتماعي، ونستقبلها ونشعر بها وكأن صاحبها هنئنا بنفسه.
وفي ظل هشاشة الفواصل بين الواقعي والافتراضي ليس مستغرباً أن يصبح استقبال هذا النوع من الرسائل مرتبط بمستوى سعادة الفرد الذي يتابع تدفق رسائل التهنئة من أقاربه وأصدقائه وأحبائه، وهو شعور بشري طبيعي كون الإنسان كائناً اجتماعياً يتوق إلى التواصل مع محيطه ومجتمعه.
ويستكمل الفقي: أنه على الرغم مع سيطرة وزحم تطبيقات المراسلة ومواقع التواصل الاجتماعي على مفردات التواصل العصري بين الأفراد في الأعياد، فتظل للتهاني التقليدية عبر تبادل الزيارات والمكالمات وقع أكثر تأثيراً على النفس البشرية.
وقال: إنه يمكننا القول إن تطبيقات المراسلة الفورية ومواقع التواصل الاجتماعي التي دمرت حواجز التواصل المتعلقة بالزمان والمكان هي أسهل طريقة للتهنئة وإبداء الاهتمام للآخر، لكن تظل الحقيقة أنها لم تلغ تفرد الوسائل التقليدية التي تتطلب المزيد من الوقت والجهد التي باتت أكثر ندرة، بسبب تسارع وتيرة الحياه وإيقاعها السريع.
وخلص إلى أن رسائل التهنئة هي دليل على اهتمام الأشخاص، ويمكن أن تعوض أي قصور في التواصل، لكن يرتبط فاعلية هذه الرسالة في إتقان صاحبها لاختيار الكلمات والمرادفات التي تشعر متلقيها بأنها رسالة شخصية لتهنئته».
وقال: «إنه نظراً لانحياز الإنسان الفطري إلى كل ما هو إيجابي في هذا العالم، فإن الطرف المتلقي يشعر بالسعادة برسالة التهنئة عبر موقع التواصل والاجتماعي، وكأنها خاصة به في الوقت الذي يتم إرسالها غالباً قائمة من الأشخاص المسجلين مسبقاً لتوفير الوقت والجهد وفي نفس الوقت يشبع المرسل رغبته في الإحساس بأنه غير مقصر ويتذكر أحبابه في المناسبات».

مجتمع تكنولوجي
يقول الخبير التكنولوجي المهندس أحمد الزبيدي، إن الاستخدام المكثف لمنصات التواصل الاجتماعي خلال فترة الأعياد وتحولها إلى ساحات مفتوحة لتبادل التهاني يعد أمراً طبيعياً في ظل طغيان هذه المنصات الرقمية على حياتنا بشكل عام.
وأضاف أن الإمارات تسجل واحدة من أعلى نسب انتشار الهواتف الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت في العالم، كما تسجل الدولة أعلى معدل لانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري في المنطقة.
وبلغ عدد الحسابات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات نحو 19.3 مليون حساب، بحسب تقرير حالة التواصل الاجتماعي 2018 الذي أعدته «كراود أناليزر»، بالشراكة مع «هوتسوت»، وبالتعاون مع «لكزنيكسيس» و«أبكو».
وتتوزع بواقع 8.5 مليون مستخدم على «فيسبوك»، و3.5 مليون مستخدم نشط على «لينكد إن»، و3.3 مليون مستخدم لـ «إنستغرام»، ومليوني مستخدم لـ «تويتر»، والعدد ذاته من الحسابات على موقع «سناب شات»
وأضاف أن مواقع التواصل توفر وسيلة عصرية لتبادل التهاني لمجتمع رقمي متطور، حيث يمكن للشخص إرسال مئات من رسائل التهنئة خلال دقائق، لأي شخص بالعالم.
وشدد أن المجتمع الإماراتي المترابط يجمع على نحو فريد بين المهارات التكنولوجية والترابط الاجتماعي، حيث تنتشر ظاهرة تبادل التهاني عبر منصات التواصل، إلا أنها لم تلغ الأشكال التقليدية الأكثر تأثيراً مثل المكالمات وتبادل الزيارات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©