السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حقوقيون أميركيون: قطر تتسول "حصانة دبلوماسية" لأقارب تميم

حقوقيون أميركيون: قطر تتسول "حصانة دبلوماسية" لأقارب تميم
4 يونيو 2019 00:04

دينا محمود (لندن)

حذرت مصادر حقوقيةٌ أميركيةٌ من المحاولات المكثفة التي يبذلها النظام القطري للحصول على حصانةٍ دبلوماسيةٍ لعدد من أفراد أسرة آل ثاني البارزين، المتهمين بالإتجار بالبشر في الولايات المتحدة، وذلك لتمكينهم من الإفلات من المحاكمة أمام القضاء الأميركي.
وقالت المصادر إن هذه المحاولات تسير بالتوازي مع جهودٍ يقوم بها محامو «نظام الحمدين»، للتوصل إلى تسويةٍ للقضية التي تفجرت للمرة الأولى في فبراير الماضي، بعدما تبين أن أقارب مباشرين لحاكم قطر تميم بن حمد متورطون، في تعذيب مجموعة من العاملين لديهم في منزلٍ فارهٍ مملوكٍ لهم، في حي مانهاتن الراقي بمدينة نيويورك الأميركية.
كما تشمل الجرائم - التي تحاول الدوحة التعتيم عليها إعلامياً - الإحجام عن دفع الأموال المستحقة لهؤلاء العاملين مقابل ما انخرطوا فيه من ساعات عملٍ إضافية، وتعريضهم لممارساتٍ ترقى إلى مرتبة العمل القسري، على شاكلة ذاك الذي يعاني منه مئات الآلاف من العمال الوافدين في قطر نفسها.
وقالت منظمة «إنر سيتي برس» الأميركية المعنية بحقوق الإنسان وحرية الإعلام إن محاميي المتهمين الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثاني وزوجته المياسة شقيقة حاكم قطر يحاولون في الوقت الراهن «دفن» الدعوى المنظورة أمام المحكمة الجزئية للمقاطعة الجنوبية من نيويورك، عبر عرض قدموه مطلع الشهر الجاري، إلى القاضي بول أوتكين، وأعربوا فيه عن استعدادهم لدفع تعويضٍ لا تتجاوز قيمته 150 ألف دولار لطي صفحة القضية.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن هذا العرض - الذي وصفته بـ«المتواضع للغاية» نظراً لأن نصف قيمته ستُخصص لأتعاب المحاماة - موقعٌ من جانب شقيقة أمير قطر وزوجها، اللذين يحاولان في الوقت نفسه «الحصول على شهادةٍ من وزارة الخارجية الأميركية بأنهما يحملان صفةً دبلوماسيةً، ما سيؤهلهما في هذه الحالة لنيل حصانةٍ كاملةٍ، تجبر المحكمة على التوقف عن نظر الدعوى، بذريعة عدم الاختصاص».
واعتبرت المنظمة في التقرير - الذي أعده ماثيو راسل لي - أن هذه المساعي تؤكد أن القطريين يحاولون «استغلال السلطات الأميركية للتغطية على جرائم الإتجار بالبشر التي تورط فيها المتهمان» ومن بينها، استقدام العاملين المنزليين لديهما «عبر مطار جون فوستر كينيدي على متن طائراتٍ خاصةٍ، ونقلهم في سيارات ليموزين من على مدرج المطار (أي دون المرور بالإجراءات الخاصة بالجوازات وغيرها للخروج منه)، ومن ثم حملهم على العمل ساعاتٍ طويلةٍ دون حمايةٍ» قانونيةٍ من أي نوع.
وفي إشارة إلى إدراك محاميي المتهمين القطريين حرج موقفهما؛ كشفت منظمة «إنر سيتي برس» عن أنهم سعوا لتوسيط مؤسسة «جيه آيه إم إس»، التي تعمل في مجال تسوية المنازعات وتقديم خدمات الوساطة والتحكيم في الولايات المتحدة، مقابل الحصول على رسومٍ مادية.
ولهذا الغرض قدم فريق الدفاع عن أفراد الأسرة القطرية الحاكمة - كما أوضحت المنظمة في تقريرها - طلباً بإرجاء نظر الدعوى حتى الرابع عشر من هذا الشهر، لإفساح المجال أمام هيئة الوساطة للقيام بعملها، في مسعى لتجنب التعرض لمزيدٍ من الإحراج على الصعيدين الإعلامي والحقوقي في الولايات المتحدة.
وأبرز التقرير محاولات الدوحة إطالة أمد نظر الدعوى بذرائع واهيةٍ، من بينها أن المياسة - وهي رئيس مجلس أمناء متاحف قطر ومؤسسة الدوحة للأفلام - تقوم وزوجها برحلاتٍ متعددةٍ إلى الدويلة المعزولة «للقيام بمهامهما الدبلوماسية والمشاركة في ارتباطاتٍ» رسمية.
ومن بين هذه الارتباطات، مشاركة الشيخة المتهمة بتعذيب خدمها وانتهاك حقوقهم، في افتتاح متحف قطر الوطني، الذي سعى «نظام الحمدين» إلى تصويره باعتباره إنجازاً ثقافياً وحضارياً كبيراً، قبل أن تكشف وسائل إعلام عالمية عن أن العمال الأجانب الذين شاركوا في تشييده، لم يحصلوا على حقوقهم وتم إجبارهم على العمل لساعاتٍ إضافيةٍ دون أن يحصلوا على مستحقاتهم.
وذّكَّرَ تقرير المنظمة الحقوقية الأميركية بتفاصيل عمليات الابتزاز والخداع والضغوط التي تتعرض لها العمالة المنزلية في المنزل النيويوركي الخاص بشقيقة تميم وزوجها، قائلاً إن الأمر يبدأ بأن يوقع «العاملون المنزليون هؤلاء عقوداً في الدوحة» قبل سفرهم إلى الولايات المتحدة ونقلهم من على مدرج المطار بعيداً عن أعين السلطات.
وفي أميركا تُقدم لأولئك العمال «عقودٌ أقل من حيث المميزات (من تلك التي وقعوا عليها سابقاً)، ويُقال لهم إنهم إذا لم يوقعوا عليها فلن يُسمح لهم بالدخول»، حسبما تقول المنظمة التي تضيف أن مصير عمال كأولئك يكون السجن إذا كانوا يعملون في قطر، أما في نيويورك فلا يقل الأمر سوءاً.
فوفقاً للتقرير، تستخدم شقيقة حاكم «نظام الحمدين» وزوجها حراسهما «الذين يقيم بعضهم في أميركا من دون تأشيرة» لإرهاب العمالة المنزلية «عبر التلويح بسكاكين كبيرةٍ يحملونها بحوزتهم دون مسوغٍ قانوني»، وهو ما أدى في إحدى المرات إلى استدعاء شرطة نيويورك، حينما حاول الزوجان طرد عاملةٍ لديهما تُدعى شانتيل ماجافي من شقتها القريبة - للمفارقة - من مقر الأمم المتحدة في المدينة الأميركية.
وأشارت «إنر سيتي برس» إلى أن الشيخة المياسة، التي تتظاهر بأنها محبةٌ للفنون وتشتري أعمالاً فنيةً بأموالٍ طائلةٍ لمتاحف قطر، لا تكترث بأن العاملات لديها «يُسحلن من شعورهن، بل ويُكسر سن إحداهن على يد ابنها، ويُجبرن على السفر للدوحة لكي يتم اعتقالهم هناك».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©