الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمرو بن عامر بن لحيّ الخزاعي

عمرو بن عامر بن لحيّ الخزاعي
3 يونيو 2019 00:17

القاهرة (الاتحاد)

كان آدم وحواء موحدين بالله، وبمرور السنين بدأ الشرك يدب في قلوب البشر، فجاء نوح يدعو للإيمان، ثم انتشر الشرك مرة أخرى إلى أن جاء إبراهيم أبو الأنبياء ليعيد التوحيد، ونشر الإيمان في الجزيرة العربية، وكان العرب من ولد إسماعيل وغيره من جيران البيت العتيق، حنفاء على ملة إبراهيم دين التوحيد.
كان عمرو بن عامر بن لحيّ الخزاعي، من خزاعة، سيد مكة في الجاهلية، ومن سادات العرب، ذا مال جزيل، عرف عنه فِعل المعروف وبذل الصَدقة والحرص على أمور الدين، وإن اختلط ببعض الشرك والخرافات، فنال تقدير الناس، فأعطوه المُلك فأصبح ملك مكة وبيده ولاية البيت، واستمرت خزاعة على ولاية البيت نحو ثلاث مئة، وقيل خمس مئة سنة.
قال ابن هشام: إن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، استحسن ذلك، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فلما قدم مآب من أرض البلقاء، وبها يومئذ العماليق، وهم ولد عملاق، رآهم يعبدون الأصنام، فقال: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟، قالوا: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال: ألا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه؟، ولعله يعيننا فنحن نحتاج الماء في مكة، فأعطوه صنماً فجلبه معه، فابتدع الشرك وغيّر دين إبراهيم، فكان أول من أدخل عبادة الأصنام إلى أرض الجزيرة العربية.
قَدِم عمرو ومعه أول صنم يدخل مكة وهو «هُبَل»، ووضعه في جوف الكعبة وطلب من الناس التوجه له بالعبادة فأجابوه، وبعد ذلك لَحِق أهل الحجاز جميعهم أهل مكة في عبادة الأصنام، ظناً منهم أن أهل مكة أولى الناس بالاتباع فهم ولاة البيت وأهل الحرم، ومن أشهر الأصنام التي انتشرت بعد هُبَل، صنم «مناة» للعرب جميعاً خاصة الأوس والخزرج، و«اللَّات» لأهل الطائف، و«العُزَى» بوادي نخلة بين الطائف ومكة.
وقد ذكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح - ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر - مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، وأوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فأما «ود»، فكان لكلب، بدومة الجندل، وأما «سواع»، فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بالحجاز، وأما «يغوث»، فكان لبني غطيف، عند سبأ، وأما «يعوق»، فكانت لهمدان في قرية باليمن، وأما «نسر»، فكان لحمير.
وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب وبدأت عبادتها بأوامر من ابن لحي، وصار لكل قبيلة صنم، حتى جاء الإسلام، وبُعث النبي صلى الله عليه وسلم، فقام بتطهير البيت الحرام منها، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى وهي الطاغوت الأعظم لدى قريش، وبعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع، فهدمت جميعها.
عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه «أمعاءه» في النار، فكان أول من سيب السوائب»، وفي رواية: «أول من غير دين إبراهيم»، والسوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.
قال ابن عباس: إن عمرو بن لحي لعنه الله كان قد ابتدع لهم أشياء في الدين غير بها دين الخليل، فاتبعه العرب في ذلك فضلوا بذلك ضلالاً بعيداً بيناً فظيعاً شنيعاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©