الأحد 2 ابريل 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
عربي ودولي

استنفار أمني في بيروت تحسبا لتداعيات انتحار كنعان

14 أكتوبر 2005

بيروت - الاتحاد: بعد سجال سياسي ، وافقت الحكومة اللبنانية بالاجماع امس على أن تطلب من الامم المتحدة تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه الى 15 ديسمبر المقبل· في تلك الأثناء حبس اللبنانيون انفاسهم وسط حالة من الترقب والقلق لما قد يحمله تقرير اللجنة الدولية، بعد انتحار وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان· واعلن في بيروت رسمياً رفع درجة التأهب عند جميع القوى والاجهزة الامنية والعسكرية الى الحد الاقصى تحسباً لأية مستجدات أمنية قد تطرأ بعد انتحار كنعان·
واعلن وزير العدل شارل رزق ان الحكومة كلفت وزير الخارجية فوزي صلوخ بتقديم طلب خطي الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، لاستمرار عمل اللجنة برئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس حتى انتهاء مفعول القرار الدولي (1595) بتاريخ 15/12/·2005 ووصف اجواء الجلسة بالايجابية واكد بان التضامن الحكومي كفيل بتعزيز مسيرة الامن والاستقرار في البلاد·
وذكرت مصادر مواكبة لعمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري ان عدة مداهمات نفذت فجر امس الاول في مدينة طرابلس، تم خلالها اعتقال ثلاثة اشخاص وسيقوا الى 'مونتيفردي' حيث اشرف ميليس شخصياً على التحقيق معهم وسط تكتم شديد، ولم تعرف أي معلومات حول مصيرهم او الشهبات التي تحوم حولهم·
وافادت مصادر أمنية لبنانية بدورها ان الاجراءات الامنية المتخذة على عجل من قبل السلطات اقتضت استنفار كل الجسم العامل في المؤسسات العسكرية والامنية بما في ذلك الاقسام الادارية، في مهام عسكرية لاسيما الدوريات المعلنة باللباس العسكري، والدوريات الامنية باللباس المدني، كذلك جرى تخفيض ساعات الراحة ورفع ساعات العمل في كل القطاعات· وتزامن الاستنفار الامني اللبناني مع خطوات عملانية على الارض في كافة المناطق اللبنانية وفي الامكنة التي يعتقد انها مستخدمة من قبل مشبوهين وتشديد المراقبة والاجراءات على كافة المعابر الى لبنان براً وبحراً وجواً·
ولاحظ المراقبون اتخاذ احتياطات امنية اضافية حول مراكز ومنازل بعض كبار المسوؤلين لاسيما رئيس الحكومة وشخصيات ترى انها مهددة امنياً، خصوصاً بعدما تأكدت معلومات تفيد بأن موظفي الامم المتحدة في لبنان تلقوا تحذيرات مباشرة من نيويورك حول ضرورة اتخاذ احتياطات خاصة بما في ذلك التقليل من الانتقال وحتى القيام بمهام كثيرة داخل المنازل من دون الحاجة الى المجيء الى مكاتبهم·
وعممت الأمم المتحدة هذه التحذيرات على ديبلوماسيين غربيين لاسيما الفرنسيين والاميركيين منهم لتوخي الحذر والامتناع عن التنقل والتزام اقصى درجات الحيطة والحذر لان هناك من يتربص بهم للنيل منهم·
وقد اعتصم ميليس وراء ابواب حصينة جداً في فندق 'مونتيفردي' شمال-شرقي بيروت، ومعه فريق عمله، وابلغ المقربين منه بأنه مهدد في حياته وان الخطر يشمل كامل افراد اللجنة· وتحول الفندق، حيث مقر اللجنة، الى قلعة عسكرية محصنة جداً ويؤمن الحماية الامنية له عشرات العسكريين اللبنانيين وخبراء دوليون ومحليون في مجال مكافحة الجريمة والعبوات الناسفة والمتفجرات·
وخلف جدار من الصمت المكبل باجراءات امنية مشددة جداً تابع ميليس عمله واستعاض عن زيارات كانت مقررة لعدد من المسؤولين باتصالات هاتفية مطولة واعتذر لهم عن عدم قدرته على مغادرة المقر لمقابلتهم، وذلك لكونه تلقى تحذيرات امنية شديدة، وتهديدات بالقتل· وابلغ محدثيه اللبنانيين هاتفياً بانه امر كل العاملين معه بعدم مغادرة المقر لأي سبب الاّ إلى خارج لبنان، ودعا عبر الهاتف الى اجتماع أمني - قضائي موسع عقد في مكتبه وشارك فيه المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، والمحقق العدلي في الجريمة القاضي الياس عيد، والقاضيان رالف رياشي وجوسلين ثابت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©