دمشق-وكالات الأنباء: نفى الرئيس السوري بشار الاسد امس اي علاقة لبلاده باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، لكنه اكد في حديث بثته شبكة 'سي·ان·ان' الاميركية ان اي سوري يثبت تورطه في الحادث سيعتبر خائنا وسينال عقابا شديدا، مشددا على استحالة ان يكون أمر بذلك بقوله: 'من المستحيل ان اكون اعطيت مثل هذا الامر'، لكنه اشار الى انه اذا اثبت التحقيق الدولي تورط سوريين في عملية الاغتيال فان هؤلاء الاشخاص سيعتبرون خونة وسيعاقبون بشدة اما أمام محكمة دولية او امام القضاء السوري·
وقال الاسد:'ان الاغتيال ضد مبادئنا وضد مبادئي انا··من المستحيل ان اقدم على أمر كهذا، فماذا سنجني منه؟ لن اقوم بهذا الامر ضد مصالحنا وضد مبادئي··لا يمكن ان اقوم بذلك هذا مستحيل'· وسئل عما نسب اليه من تهديدات للحريري بعد رفضه التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود في سبتمبر 2004 بضغط من دمشق، فقال:'ليس من طبيعتي تهديد اي كان··انا شخص هادئ جدا··انني صريح جدا لكنني لا اهدد'·
ونفى الأسد ايضا المزاعم التي تتحدث عن انه لا يمسك بزمام السلطة في دمشق، وقال: 'يتهمونني في الوقت نفسه بأنني ديكتاتور··عليهم ان يحسموا خيارهم··لا يمكن ان اكون ديكتاتورا ولا اسيطر على السلطة··فان كنت ديكتاتورا فانك تسيطر تماما على السلطة'، واضاف:'انني استمد سلطتي من الدستور السوري لكن يجب اقامة حوار مع اوسع شريحة ممكنة من المواطنين'·
لكن مع ذلك، اثار الاعلان السوري امس عن انتحار وزير الداخلية غازي كنعان المعروف بـ'رجل سوريا القوي في لبنان' تساؤلات في دمشق حول دور محتمل له في موضوع اغتيال الحريري، وقال المحلل السياسي ميشال كيلو لوكالة 'فرانس برس' ان الجميع صدم لان احدا لم يكن يتوقع انتحار كنعان الذي هو اهم ضابط امن عند العرب منذ النصف الثاني من القرن العشرين'، واضاف ان كنعان شخص اجتمعت بين يديه كل الملفات المهمة التي لها علاقة بلبنان وفلسطين والسياسات الاميركية والاسرائيلية والايرانية والمصرية·
واشار الى ان كنعان الذي ترأس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية في لبنان على مدى عقدين بين 1982 و2002 له خبرة واسعة في ادارة مجتمع متنوع سياسيا بطريقة امنية· فيما شدد محلل آخر طلب عدم كشف هويته على تزامن وفاة كنعان مع اقتراب موعد تقديم لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري تقريرها، وقال ان هذا يثير تساؤلات حول احتمال وجود رابط بين هذا الانتحار وقضية الحريري·
وذكر دبلوماسي عربي في دمشق ان كنعان الذي كان يعتبر مقربا من الحريري ابتعد عن ادارة الملف اللبناني قبل بضعة اشهر من انسحاب القوات السورية من لبنان في ابريل ،2005 وقال ان كنعان كان يعارض التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود·