الأربعاء 22 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق الزوج

13 أكتوبر 2005

الزواج هو اللبنة الأساسية لتكوين الأسرة والمجتمع، وقديما نظم وقنن غرائز الإنسان وفى الإسلام هو شراكة مقدسة تقوم على رضا الزوجين ومحبتهما وتعاونهما، بحيث يتحول فى نهاية المطاف إلى مستقر من المودة والسكينة والطمأنينة والرحمة، وفى ذلك يقول القرآن الكريم: 'ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة'·
وترتب على هذا الرباط المقدس حقوقاً عديدة للزوج على زوجته، حتى لا تخالف المنهج القرآنى فى جعل أساس الزواج السكن والمودة والرحمة، وعلى رأسها التزام الزوجة بالاحتكام للكتاب والسنة، مصداقاً لقوله تعالى: ' وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً '·
ويدخل فى إطار هذا الحق أن تطيعه طاعة كاملة فى غير معصية الله، فقد روى عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: 'سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أعظم حقاً على المرأة ؟ قال: زوجها، قالت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: أمه'، ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم نفس الحق فيقول:'لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها·
ومن حق الزوج على زوجته أيضاً أن تحفظه في نفسها وفي ماله إذا غاب عنها، مصداقاً لقوله تعالى: 'فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله'، فالقانتات هن الطائعات، والحافظات للغيب هن اللائي يحفظن غيبة أزواجهن فلا يخن في نفس أو مال·
وتمتد حقوق الزوج على زوجته في الإسلام لتشمل كذلك زينتها وألا تقع عينه على خبيث منها بأن تهندم ملابسها وزيها، وفى ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك'·
وقد أسهب التشريع الإسلامي في وصف حق الطاعة هذا وبيان قدره ومنزلته، حتى حصى أجر المرأة المطيعة لزوجها بأنه يعادل أجر الجهاد في سبيل الله، فقد روى أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: 'يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك·· هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: 'أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج اعترافاً بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله'·
وفي المقابل، فإن أكثر ما يدخل المرأة النار عصيانها لزوجها، وكفرانها إحسانه إليها، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'اطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط'·
ومن حق الزوج على زوجته أيضاً ألا تصوم أية نافلة إلا بإذنه، والا تحج تطوعاً إلا بإذنه، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه، فعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'حق الزوج على زوجته ألا تمنعه نفسها ولو كان على ظهر قتب - أى الرجل الصغير الذى يوضع على ظهر الجمل - وأن لا تصوم يوماً واحدا إلا بإذنه إلا لفريضة، فإن فعلت أثمت ولم يتقبل منها، وألا تعطي من بيتها شيئاً إلا بإذنه، فإن فعلت كان له الأجر وعليها الوزر، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت لعنها الله وملائكة الغضب حتى تتوب أو ترجع، وإن كان ظالماً'·
وتتواصل حقوق الزوج في الإسلام، فيحرم على الزوجة أن تدخل أحداً يكرهه الزوج بيته إلا بإذنه، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: ' ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هن عوان عندكم، لا تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً·· ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فحقكم عليهن ألا يوطئن فروشكم من تكرهونه ولا يأذن في بيوتكم من تكرهونه·· ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن'·
ومن الواجبات المفروضة على المرأة كذلك أن تقوم بتدبير المنزل وتربية الأولاد وتيسير أسباب الراحة والطمأنينة المنزلية لزوجها، بينما يتولى الرجل العمل والكدح والكسب خارج المنزل، فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: 'كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس فكنت أسوسه وكنت أحش له وأقوم عليه'، كما كانت رضي الله عنها تعلفه أيضاً، وتسقي الماء، وتخرذ الدلو، وتعجن، وتنقل النوى على رأسها من أرض له على ثلثي فرسخ·
ومن حق الزوج كذلك أن ينتقل بزوجته إلى حيث يشاء، شريطة ألا يكون المقصود بهذا الانتقال هو التضييق عليها بحيث تهبه مثلاً شيئاً من المهر أو تتنازل له عن جزء من النفقة الواجبة عليه لها، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: 'أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم، ولا تضارهون لتضيقوا عليهن'·
كما أكد الفقهاء ايضاً حق الزوج في منع زوجته من العمل إذا ما ترتب على هذا العمل الانتقاص من حقوق الزوج والتقصير فيها، فإن انتفى وقوع التقصير فلا وجه لمنعها من العمل·
عماد محجوب
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©