الثلاثاء 21 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
عربي ودولي

أياد علاوي: سنقاوم محاولات جرّ العراق إلى صراعات طائفية

11 أكتوبر 2005

بغداد - حمزة مصطفى:
حذر رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور أياد علاوي من مغبة تجاهل المشاكل التي يمر بها العراق حالياً ، وقال في حوار مع (( الاتحاد )) انه لابد من العمل الجاد على بلورة مشروع وطني عراقي يلتزم بضم الجميع في العملية السياسية دون تهميش أو إقصاء، مشددا في الوقت نفسه على أهمية إجراء المزيد من الحوارات مع مختلف القوى والأطراف السياسية والدينية والعشائرية وهو ما سيتبلور في المؤتمر القادم للكتلة العراقية الذي سيعقد ببغداد في السابع عشر من الشهر الجاري ·· وفيما يلي نص الحوار :
مع انك دائم الحركة سواء على صعيد القيام برحلات عربية وعالمية أو رحلات داخلية فإننا سنبدأ معك من آخر رحلة لك إلى إقليم كردستان حيث التقيت بحلفائك القدامى القادة الكرد ·· ما الجديد في هذا الموضوع ؟
- لدينا منذ زمن المعارضة وحتى اللحظة تنسيق وتشاور مع الأكراد وهو لم ينقطع يوماً ، فهمومنا مشتركة وتتلخص برؤيتنا المشتركة لكيفية أن ينهض العراق مما يمر به حالياً ، إننا نعمل على بلورة مشروع وطني يهدف أيضاً إلى استقرار العراق وازدهاره ، بالإضافة إلى الاستحقاقات المقبلة وهي الاستفتاء على الدستور منتصف هذا الشهر ، ومن بعده الانتخابات نهاية هذا العام ·
هل نفهم من هذا أنكم في طريقكم إلى التحالف مع التحالف الكردستاني ؟
ـ في الواقع لم نتطرق خلال هذه اللقاءات إلى موضوع التحالفات ·· إن ما يهمنا جميعاً هو بلورة رؤية جديدة حصل هذا خلال حوارنا مع الأخ مسعود البارزاني مؤخراً في مصيف صلاح الدين ، أو خلال لقائنا مع الأخ جلال الطالباني في بغداد ، والأمر نفسه بحثناه مع قادة الائتلاف العراقي الموحد ·
البرزاني ··والطالباني
لقد رعيتم مؤتمراً في عمان لزعماء سياسيين ولشيوخ عشائر ورجال دين ·· ماذا تهدفون من وراء ذلك ؟
ـ إننا نعتقد جازمين أن جزءا رئيسا من حل مشكلة العراق يكمن في الوحدة الوطنية العراقية ·· المشروع الوطني ، أي مشروع وطني ، يجب أن يضم كل العراقيين بصرف النظر عن الدين والمذهب ، وإن ذلك يقتضي الانفتاح على كل مكونات المجتمع العراقي بالكامل والعمل على إدخال الجميع في العملية السياسية · إننا نعتقد أن عزل أي جهة لأسباب دينية أو مذهبية أو سياسية سوف يسبب ضرراً كبيراً في العراق ·· وعلى هذا الأساس التقينا في عمان لقاءات مكثفة من أجل إشراك الكل في عملية التحولات السياسية التي تحصل في العراق من دون وحدة وطنية لا يوجد عراق بل إنه سينحدر إلى الهاوية ·· نحن مصَرون على وضع تصور للوحدة الوطنية ، وفي سبيل ذلك نحن مهتمون بإجراء حوارات مهمة مع الجميع ، فالعراق لكل العراقيين ·
من المقرر أن يعقد مؤتمر كبير تحت رعايتكم في السابع عشر من هذا الشهر بعد أن جرى تأجيله ما الذي يهدف إليه هذا المؤتمر الذي يرافقه اهتمام إعلامي استثنائي ؟
ـ كان من المقرر أن نعقد ثلاثة مؤتمرات في يوم واحد للكتلة العراقية في بغداد ، والديوانية ، وصلاح الدين ، إلا أن الأوضاع الأمنية اضطرتنا إلى عقد مؤتمر واحد كبير في بغداد بعد يومين من الاستفتاء على الدستور وسيكون هذا المؤتمر نقطة تحول مهمة في قضية وحدة العراق ·
الوثيقة الحية
هل لهذا المؤتمر علاقة بمشروع الدستور ، و كيف تنظرون إلى الصيغة الأخيرة للدستور بعد إجراء المزيد من التعديلات عليه ؟
ـ لا علاقة مباشرة من حيث التوقيت بين المؤتمر والاستفتاء على الدستور ، فالمؤتمر كان ينبغي أن يعقد في الشهر الماضي ثم جرى تأجيله · لكن الاستفتاء على الدستور مسألة أساسية لتقرير مستقبل العملية السياسية في البلاد ، هذا من ناحية ، أما من ناحية الدستور ذاته فإن نقاط الخلاف قد تم ضغطها إلى نقاط قليلة ، صحيح أنها بالغة الأهمية إلا أنها بالقياس إلى ما تم الاتفاق عليه تعد قليلة ونحن حريصون على الوصول إلى اتفاق بشأنها حتى تضمن التصويت بنعم على المسودة منتصف الشهر · وهناك بالفعل اتصالات تجري مع مختلف الأطراف لهذا الغرض · إن ما يهمني قوله بهذا الصدد أنه علينا أن نتعامل مع الدستور بوصفه وثيقة حية قابلة للتعديل في المجلس النيابي القادم بعد أن نجري انتخابات سيشترك فيها الجميع الأمر الذي سيجعل من البرلمان القادم برلماناً متوازناً ·· لذلك فإنني أدعو إلى عدم الاستعجال ، نحن لدينا ملاحظات على بعض مواد الدستور إلا أننا سنعمل على معالجتها وتعديلها في المجلس القادم · والنقطة الأهم هنا أن الدستور هو عملية توافق ، بمعنى أنه لا يمثل وجهة نظري فقط أو وجهة نظر جلال الطالباني أو عبد العزيز الحكيم · المهم أننا قطعنا أشواط مهمة ولم يبق سوى جزء بسيط ، وعلينا أن نعترف جميعاً أن هذا هو أفضل ما يمكن عمله في هذه الظروف الحالية لأن البديل سيكون المزيد من تدهور الأوضاع خصوصاً في حال التصويت بـ لا ·
إلى أي حد وصلتم إلى نقاط التقاء مع الأطراف المغيبة ؟
ـ أنا أحاور الجميع من أجل أن لا تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة ، هناك للأسف بعض الجهات تدفع باتجاهات طائفية أو عرقية ·· وأن الشد بهذا الاتجاه ربما يؤدي إلى الانزلاق في هاوية الحرب الأهلية ، وهذا الموضوع بالنسبة لنا خط أحمر · نحن نعمل من أجل أن نعطي اطمئنانا وثقة للجميع بأن الدستور ليس نصاً جامداً بل هو وثيقة حية قابلة للتعديل ·
إذا انتقلنا إلى الوضع الأمني ··ما هو السبيل للخروج من هذا المأزق ؟
ـ الحكومة يجب أن تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال بل مسؤوليتها مباشرة وأساسية وعليها أن توفر كل إمكانياتها عبر وسيلتين هما الحوار والقوة ، فالقوة وحدها لا تؤدي إلى النتيجة المطلوبة عندما كنت رئيساً للوزراء كنت أحاور وفي الوقت نفسه أستخدم القوة ، ففي عمليات الفلوجة مثلاً لم ينقطع الحوار أثناء القتال ·· وفي مدينة الثورة كنا نتحاور وننقصف معاً ، لم يعد ثمة وقت أمام الحكومة وعليها أن تعمل بشكل سريع من أجل توفير الأجواء الأمنية في كل العراق ·
الفساد ·· والحكومات
هل تعتقد أن هناك جهات خارجية تريد الإيقاع بالعراق ؟
ـ بالتأكيد هناك قوى خارجية ، لكنها لا تستطيع أن تعمل دون إسناد من قوى داخلية وهذه هي المشكلة ·· هناك من يعمل لتجزئة العراق ، وهناك من يعمل لتعزيز النهج الطائفي والعرقي من أجل خلق فجوة بين مكونات الشعب العراقي ·
يكثر الحديث بقوة عن قضايا الفساد فيما بات يسمى ( حكومة علاوي )السابقة·· كيف تنظرون إلى ذلك ؟
ـ حقيقة أنا مستغرب لهذا النمط من الاتهامات ·· وما يثير استغرابي هو الدوافع السياسية التي تقف وراءها خصوصاً وأننا على أبواب مرحلة انتخابية ، عندما كنت رئيس للوزراء شخصنا قضايا تتعلق بالفساد المالي والإداري وشكلت لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء آنذاك الدكتور برهم صالح ولم نعلن ذلك في أجهزة الإعلام ، فملفات الفساد مكانها القضاء لا الفضائيات · فالناس يحاكمون من قبل القضاء لا البرامج التلفازية والصحف ، ثم ما أريد قوله هنا إن ملفات الفساد لا يمكن تجزئتها اذ يجب أن تفتح كاملة منذ عهد مجلس الحكم وإدارة بريمر فوزارة مجلس الحكم ، ثم إن ما بات يسمى وزراء علاوي هم نصفهم كانوا في وزارة مجلس الحكم ونصفهم في الحكومة الحالية ··· فلماذا التركيز على فترة علاوي وحكومة علاوي ·· في عهد حكومتي رفضنا أنا ووزير المالية آنذاك عادل عبد المهدي استلام موازنة الدولة من بريمر ، أقول لهم ·· ليفتحوا ملفات الفساد كلها ونحن جاهزون لكننا نرفض تسييس التهم · لدينا اتهامات ضد وزراء حاليين أساءوا استخدام السلطة والمال·· هناك فساد في عهد بريمر قبل تشكيل الحكومة وبعدها ، ومن غير المعقول أن يختزل الفساد كله بوزير أو وزيرين من حكومتي ·· هناك متورطون ولدينا وثائق ·· وأود أن أشير إلى أن هناك قادة سياسيين كبار في البلاد كادوا ان يصدروا بيانات ضد أسلوب التشهير في الصحف والإعلام الا انهم خشوا على وحدة العراق · هناك خلل خطير··
إذن كيف تقيم تجربة الحكومة الحالية ؟
ـ هناك ضعف في الأداء الحكومي ، وهو خلل واضح من حيث الأمن والخدمات والاقتصاد والبطالة ، إن عمل الحكومة يجب أن يستند على أرضيتين هما الوحدة الوطنية ومؤسسات الدولة ·
لو أعيد انتخابك رئيسا للوزراء في الانتخابات القادمة ماذا ستفعل ؟
ـ سأقضي على الطائفية ·· هذا هو حلمي ومشروعي معاً ·· إن أول شيء سألتزم به هو الوحدة الوطنية ، وحدة المجتمع العراقي ··
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©