عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
تنطلق اليوم الأحد اجتماعات مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية بمشاركة دول إقليمية ودولية لبحث توحيد الموقف الدولي حول آلية حل الأزمة الليبية، والتوصل إلى حلول ناجعة للأزمة الحالية التي تعيشها الدولة الليبية. وتعقد الأمم المتحدة آمالاً على مؤتمر برلين الدولي بشأن الأزمة في ليبيا، وسط حضور عددٍ كبير من قيادات دول الشرق الأوسط وأوروبا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، إن أنطونيو جوتيريش سيتوجه إلى العاصمة الألمانية للمشاركة في المحادثات الدولية الهادفة لدعم جهود المصالحة الليبية وإنهاء الأزمة في البلاد، مشيراً إلى أن المأمول هو إظهار وحدة إزاء دعم العملية السياسية في ليبيا، وتأتي محادثات برلين كجزء من مبادرة اقترحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، وقدّمها إلى مجلس الأمن في يوليو الماضي، وتتألف المبادرة من ثلاث خطوات: الأولى هدنة، والثانية عقد اجتماع دولي، أما الثالثة فعقد اجتماع للأطراف الليبية للمضي قدماً في إنهاء النزاع.
وقالت مصادر إعلامية ليبية، إن المسودة الختامية لمؤتمر برلين ستشمل بعض البنود المهمة، أبرزها رحيل حكومة السراج وتشكيل حكومة وحدة، إنشاء لجنة فنية لوقف إطلاق النار، دعوة الدول الفاعلة إلى تطبيق عقوبات دولية على أي دولة تنتهك حظر السلاح المفروض على ليبيا.
وفي تطور خطير قبيل انعقاد المؤتمر الدولي، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوروبا من أنها ستواجه تهديدات جديدة إذا سقطت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في ليبيا، وشدد أردوغان على أن «طريق الوصول لسلام في ليبيا يمر عبر تركيا»، وأشار أردوغان إلى أن بلاده ستقوم «بتدريب قوات الأمن الليبية والمساهمة في قتالها ضد الإرهاب والاتجار بالبشر».
وأضاف الرئيس التركي أن «على أوروبا أن تظهر للعالم أنها لاعب مهم على الساحة الدولية»، مشيراً إلى أن «تعاون ليبيا مع تركيا كان الخيار الأمثل لطرابلس في ظل عدم تحمس أوروبا لتقديم الدعم العسكري»، في إشارة إلى لجوء السراج لأنقرة وتوقيعه الاتفاقية العسكرية والأمنية مع أردوغان، والتي اعتبرها البرلمان الليبي، ودول المنطقة، اتفاقية غير شرعية. وحذر أردوغان العالم من أن «الإرهاب سيجد تربة خصبة إذا سقطت حكومة السراج».
على صعيد آخر، قام عدد من القبائل الليبية بتعطيل ووقف إنتاج النفط والغاز في عدد من الحقول احتجاجاً على استغلال المجلس الرئاسي الليبي لأموال النفط الليبي في دعم المرتزقة السوريين الذين ترسلهم تركيا إلى طرابلس.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس حالة القوة القاهرة بعد إيقاف صادرات النفط من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة، مؤكد أن ذلك سيؤدي لخسائر في إنتاج النفط الخام بمقدار 800 ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى خسائر مالية يومية تقدّر بحوالي 55 مليون دولار في اليوم الواحد.
بدورها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء ما يجري من تعطيل أو وقف لإنتاج النفط في ليبيا.
وحثت البعثة جميع الليبيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بينما تستمر المفاوضات الدولية في التوسط لإنهاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، بما في ذلك التوصية باتخاذ تدابير لضمان الشفافية في تخصيص موارد الدولة.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري، إن ما حدث من وقف لتصدير النفط عمل جماهيري، مؤكداً التزام القيادة العامة بحماية إرادة الشعب الليبي. وأضاف، إن القيادة العامة للجيش الليبي محتفظة بحقها في الرد على خرق المليشيات وتركيا لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن أنقرة استغلت مفاوضات موسكو وأرسلت عتاداً وعسكريين ومرتزقة إلى طرابلس.
وأشار المسماري إلى رصد أجهزة القوات المسلحة الليبية اختراقاً لوقف القتال في أكثر من محور وأكثر من نقطة عمليات، مضيفاً «ما زلنا نحترم وقف إطلاق النار ونعطي فرصة إلى الأصوات التي تدعو إلى فك المليشيات ومحارة الإرهاب وإعادة تنظيم الدولة الليبية فرصة أكبر لإقناع ما يمكن إقناعهم في طرابلس ومصراتة للعودة على صوت الحق والوطنية».
وأوضح المتحدث باسم الجيش الليبي، أن الأتراك نصبوا منظومة دفاع جوي من «هوك الأميركية» في مطار معيتيقة، وتم إنزال مجموعة مدرعات وآليات مسلحة ومرتزقة وعسكريين أتراك، وتم إنشاء قاعدة لاستقبال باقي القوات في طرابلس.
فيديو لمرتزقة سوريين في طائرة تنقلهم إلى طرابلس
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يبرز مقاتلين من المعارضة السورية على متن طائرة قالوا إنها تتبع الخطوط الجوية الأفريقية في ليبيا.
وأكد سراج الفيتوري، مدير شركة الخطوط الجوية الأفريقية فرع المنطقة الشرقية، صحة مقطع الفيديو المتداول حول نقل طائرات الخطوط الجوية الأفريقية المملوكة للشعب للمرتزقة السوريين من تركيا إلى القتال في العاصمة طرابلس ضد قوات الجيش الوطني لليبي.
وقال الفيتوري، إن هذا المقطع المتداول الذي نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان يعد إثباتاً للحديث عن دعم المجرمين المسيطرين على مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الأفريقية في طرابلس للميليشيات والإرهابيين.
ودعا مدير شركة الخطوط الجوية الإفريقية فرع المنطقة الشرقية القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بسرعة التعامل مع المتعاونين مع هذا المجلس في المنطقة الشرقية.
