الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد تبني ثقافة إنسانية تعترف بالآخر.. والشعر منتهك في عالم الترجمة

قصائد تبني ثقافة إنسانية تعترف بالآخر.. والشعر منتهك في عالم الترجمة
16 يناير 2019 01:42

محمد عبدالسميع (الشارقة)

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، الدورة السابعة عشرة، نظمت مساء أمس الأول في قصر الثقافة في الشارقة الأمسية الشعرية الثانية، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، واشترك في الأمسية الشعراء إيهاب البشبيشي (مصر)، وطلال سالم (الإمارات)، وشميسة النعماني (عمان)، وعمر الراجي (المغرب) وجاكيتي الشيخ سيك (موريتانيا)، وقدمتها صفية الشحي.
وجاءت قصائد إيهاب البشبيشي، منحازة إلى الحب والسلام، وتدافع عن المظلوم والضعيف والفقير. وكذلك جاءت قصائد طلال سالم تتغنى بالحب باعتباره أكثر المعاني تعبيراً عن سمو الإنسان، وتدور في فلك الموضوعات الإنسانية والوطنية، وتدافع عن قيم المجتمع الأصيلة، وأما قصائد شميسة النعماني ففيها شجن كثير وشكوى من لوعة الغرام، وهي منحازة إلى قضية المرأة، فيما كانت قصائد عمر الراجي ذات خيال جامح طافح بالصور التي يؤلفها في خياله ويصنع لها دلالتها، ويطلقها إلى المتلقي، في شعره إيقاع جميل، ومحاولة دائمة للتجاوز. أما قصائد جاكيتي الشيخ سيك، فتتكئ كثيراً على الأسطورة، والرمز التاريخي والديني، وفي إحدى القصائد يستثمر أيوب النبي عليه السلام كرمز للصبر والإصرار على الوصول إلى الأهداف، وبناء ثقافة إنسانية تعترف بالآخر، ويستطيع الناس أن ينعموا داخلها بالسلام.
كما عقدت على هامش فعاليات المهرجان ندوة بعنوان «الشعر والترجمة - تقارب وفي - أم تباين خلاق؟»، بمشاركة د. بهاء عبد المجيد (مصر)، ود. حنين عمر (الجزائر)، والشاعر نزار سرطاوي (فلسطين)، وتقديم د. محمد مصطفي أبو شوارب.
وأكد د. عبد المجيد أن هناك كمّاً كبيراً من الترجمات من الإنجليزية إلى العربية، ولكنه ليس كافياً، ومعظم الأشعار التي ترجمت هي لقصائد قصيرة أو ما يعرف بالشعر الغنائي وأيضاً السوناتات، مشيراً إلى ترجمة الدكتور عبدالوهاب المسيري ومحمد علي زيد لأشعار الرومانسية (الرومانتيكية في الأدب الإنجليزي) مثل قصائد وليم بليك، والتي هي أساس الحركة الرومانسية، وترجمة الدكتور ماهر شفيق لأشعار تي إس إليوت.
فيما اعتبرت د. حنين عمر الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص أعلى مستويات الأداء اللغوي في أي لغة من اللغات، مشيرة إلى أن الواقع لا يتفق دائماً مع المتوقع، فقد أصبح الشعر للأسف أكثر المجالات انتهاكاً في عالم الترجمة، وظهرت مئات الترجمات المزيفة التي تربعت لعقود على المشهد الثقافي وأصبحت جزءاً منه، في ظل غياب تام للمراقبة والتقويم والمراجعة، وفي ظل غياب تام أيضاً لمبادرات حقيقية تسعى بجدية إلى صناعة الجودة، وترجمة إنتاجنا الإبداعي العربي، الذي ما زال غارقاً في عتمة النسيان والإهمال، بعيداً عن أضواء العالم.
وأكد الشاعر نزار سرطاوي أن على المترجم أن يدقق كثيراً فيما ينقل ويكتب، وأن يبحث ويستقصي إلى أن يصل إلى المعاني المناسبة، فترجمة الشعر ليست كأية ترجمة، إنها عملية تتطلب حساً لغوياً عميقاً، وثقافة واسعة، وذائقة رفيعة، وعملاً دؤوباً مخلصاً، وقدرة وجلداً على البحث المعمق، وسواء أكان المترجم ينقل الشعر إلى لغة أخرى شعراً أو نثراً، فإن عمله ينطوي على إبداع كبير، ولعل الصورة المثلى للترجمة أن تجمع ما بين الوفاء والإبداع - هاتين الخاصتين اللتين ربما يبدو ظاهرياً أنهما على طرفي نقيض، مع أن القدرة الحقيقية للمترجم تكمن في الجمع بينهما؛ ولذا فإن أفضل الترجمات هي التي يتجلى فيها الوفاء الخلاق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©