الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الشعشاعي".. قرية مصرية أطفالها يحفظون القرآن الكريم

"الشعشاعي".. قرية مصرية أطفالها يحفظون القرآن الكريم
1 يونيو 2019 01:06

أحمد القاضي (القاهرة)

«الشعشاعي» قرية في شمال مصر، وتحديداً في محافظة البحيرة، يغلب عليها الطابع الصحراوي، صغيرة لا تظهر على الخريطة، لكنها كبيرة بما يخرج منها بالعشرات من حفظة القرآن الكريم كل عام، وتفوز بنصيب الأسد في جميع المسابقات التي يقيمها الأزهر الشريف. ما إن تصل إلى القرية تقابلك ابتسامات الأطفال الصغار، الذين يتسابقون للوصول إلى مركز تحفيظ القرآن، وكلهم همة ونشاط، يفكرون في من سيصبح محفظاً صغيراً، ويحصل على لقب «الشيخ» في عمر عشر سنوات، يهرولون إلى مركز التحفيظ أو «الكُّتاب» ويقضون فيه نصف يومهم تقريباً.
زارت «الاتحاد» القرية وقضت يوماً برفقة الأطفال ومحفظهم، والتقت مع أشهر رجل في القرية، الشيخ محمد عسكر، يقول: «قصة القرية بدأت قبل سبع سنوات تقريباً، عندما كنت أحفظ مجموعة صغيرة من الأطفال لا يزيد عددهم على 25 تلميذاً، وشاركوا في مسابقات الجمهورية وحصلوا جميعاً على مراكز متقدمة، فتنبه أولياء الأمور إلى هذه الثروة التي يملكها أبناؤهم، ومن هنا بدأت الحكاية». اجتمع أهالي القرية وأنفقوا بسخاء لتأسيس مركز تحفيظ القرآن الكريم بالقرية، حسب - عسكر - بدأ عدد الأطفال يزيد شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى 250 طفلاً حالياً، منهم الجيل القديم الذي أتم حفظ القرآن والآن يتولى المراجعة لمن هم أصغر منه، ولدينا جميع الأعمار من ثلاث سنوات، وحتى خريجي الجامعات. الأمر الذي يجعل هذا المركز متميزاً عن غيره هو منهج تحفيظ القرآن الكريم، في المراكز الأخرى يهتم المحفظون بتحفيظ آيات وسور جديدة، أما نحن فنراجع يومياً على ما تم حفظه، حتى لا ينساه الأطفال.
يأتي الأطفال والصبية كل يوم إلى المركز في السابعة صباحاً، وحتى الثانية ظهراً، يتحلقون في ثنائيات ويبدأ كل منهم يقوم بدوره في سلسلة التحفيظ، منهم من يتم حفظ القرآن الكريم في خمس سنوات، وآخرون منحهم الله هبة الحفظ السريع، فيتمون الحفظ في ثلاث سنوات فقط، مع القراءة بالتجويد برواية حفص عن عاصم.
إحدى الفتيات الحافظات تدعى سارة زكريا، حاصلة على المركز الأول بالمسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم تقول: «بدأت الحفظ عندما كان عمري ثلاث سنوات ونصف السنة، وأتممت الحفظ في عمر 9 سنوات، وشاركت في المسابقة وأنا في الحادية عشرة، عندما تمكنت تماماً من الحفظ والقراءة الصحيحة». عن بدايتها تقول سارة: «كنت صغيرة جداً، وأتذمر من الاستيقاظ مبكراً، والالتزام بالمواعيد، أريد أن ألعب، لا أحب الكُّتاب، لكن ما إن أتممت حفظ أول مجموعة من السور القصيرة، وأغرقني أهلي بالهدايا، وحظيت بالتشجيع من الشيخ عسكر، وأصبح لي أصدقاء مقربون في مركز التحفيظ، فشعرت بأهمية ما أقوم به، وسأظل مع كتاب الله حتى أعلمه للناس، وأصبح معلمة في العلوم الدينية».
ومن أصحاب القصص الملهمة، الصبي مصطفى رحيم يقول: «حصلت على المركز الأول في مسابقة الجمهورية لعام 2018، لكني لم أوفق في المسابقة العالمية، ولن أستسلم، فكما كنت من بين أسرع الأطفال في ختم حفظ القرآن، سأكون بإذن الله ممن يحصلون على المركز الأول في المسابقة العالمية».
وأتم مصطفى حفظ القرآن في أربع سنوات، حيث التحق بالمركز في عمر خمس، وختم وعمره تسع سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©