عاد سوء الطالع ليكشر عن أنيابه في وجه سائق ريد بُل عبدو فغالي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من احراز مركز الوصافة خلال رالي ترودوس القبرصي، سابع جولات بطولة الشرق الأوسط للراليات إلا أن عطل في علبة التروس مع نهاية المرحلة الـ 18 أدى إلى إعلان انسحابه على غرار ما حصل معه العام الماضي عندما ودع المنافسات وهو يحتل المركز الثاني· وكان السائق اللبناني قد نجح قبلها في متابعة إنجازاته المدوية على مسارات الرالي القبرصي، بعدما تمكن من التقدم على أبرز السائقين خلال القسم الثاني للحدث، الذي تألف من 12 مرحلة خاصة للسرعة بلغت مسافتها الاجمالية 104,55 كلم، علماً أن المسافة الإجمالية لهذا القسم بلغت 83,421 كلم منها 313,08 كلم مراحل وصل· وكان بطل لبنان الحالي للراليات قد تراجع خلال المرحلة الـ 13 للمركز الخامس بتسجيله 5:28,25 د وبفارق 55,21 ثانية عن القطري ناصر صالح العطية، الذي سجل أسرع توقيت بلغ 5:06,04 د·
غير أن سائق ريد بُل عبدو فغالي، أبى إلا أن يترك بصماته الواضحة على مسارات الجزيرة القبرصية بعدما تمكن من تسجيل أسرع توقيت خلال المرحلة الـ 14 وقدره 8,02,44 دقائق وبفارق 0,65 ثانية عن القبرصي كريس توماس، على متن ميتسوبيشي لانسر إيفو 7 وبفارق 62,0 ثانية عن القطري ناصر العطية، على متن سوبارو إيمبريزا دبليو·ار·اكس-اس·تي·آي· وعلق فغالي الذي شارك على متن ميتسوبيشي لانسر إيفو،8 على تأديته خلال المراحل الأولى لهذا القسم قائلاً: ' خلال المرحلة الـ 13 قمت باعتماد مبدأ القيادة البطيئة بسبب وعورة مسارات هذه المرحلة وذلك بهدف عدم ارتكاب أي خطأ من شأنه أن يكلفني غالياً، خصوصاً أنني ابتعد بفارق مريح عن منافسي القبرصي توماس، وبات العطية يتقدمني بفارق كبير'·
وأضاف سائق ريد بُل قائلاً: ' اعتمدت خلال المرحلة الـ 14 مبدأ القيادة السريعة ما جعلني أسجل أسرع توقيت بين السائقين وهو انجاز أفتخر به خصوصاً أنني تمكنت من التفوق على العديد من الأسماء الكبيرة المتواجدة في الرالي· هدفي كان يكمن في عدم خسارة المركز الثاني في الترتيب العام والمحافظة عليه حتى خط النهاية'·
واستعاد الفغالي إيقاعه خلال المرحلتين الـ 15 والـ 16 بتسجيله لثاني أسرع توقيت خلف العطية، علماً أن الفارق بين السائقين تجاوز الدقيقتين، بينما تخلف توماس عن سائق ريد بُل بفارق دقيقة ونصف الدقيقة، لكن سوء الطالع وقف له بالمرصاد نهاية المرحلة الـ 18 بعدما تعطلت علبة تروس سيارته الميتسوبيشي لانسر إيفو ·8 ووضعت بالتالي حداً لآماله في إحراز نتيجة مشرفة· 'لا أعرف حقيقة ما أقول، كنت على مقربة من مركز الوصافة· لكن سوء الحظ عاد واعترض مسيرتي وتسبب بخروجي خالي الوفاض من حدث كنت خلاله الند القوي الوحيد القادر على التصدي والوقوف في وجه ناصر العطية'· وختم الفغالي حديثه قائلاً: 'الغريب أن علبة التروس جديدة ولم يسبق استخدامها من قبل إذ قام شقيقي روجيه بتركيبها قبل الانطلاقة ومن المفترض أن تخدم رالي أو راليين على الأقل، لكن هذا هو قانون الرالي الذي لا يرحم'·
وصب انسحاب اللبناني فغالي في مصلحة القطري ناصر العطية الذي تنفس الصعداء، وباتت مهمته أسهل لاحراز فوزه السابع على التوالي هذا العام، والتاسع منذ رالي ترودوس العام الماضي· من جهة ثانية، اعتبر العطية أن انسحاب منافسه اللبناني قد أفقد الرالي الكثير من نكهته وباتت مهمته تنحصر في إكمال المراحل المتبقية بهدوء وروية كي يضمن الفوز· وأيضاً كان من جملة المستفيدين السائقيَون المحليَون كريس توماس وأندرياس بيراتيكوس اللذان تقدما خطوة إلى الأمام وضمنا إعتلاء منصة تتويج رالي بلادهم الدولي·
وكانت المرحلة الـ 17 قد شهدت نشوب حريق في سيارة القبرصي هارتو بالوس (ميتسوبيشي لانسر إيفو 6)، ما دفع باللجنة المنظمة إلى تأخير إنطلاق باقي السائقين حوالي 17 دقيقة بهدف إخلاء السيارة عن المسار، لتعود الأمور إلى نصابها وتستكمل باقي المراحل الخاصة للسرعة·