الإثنين 20 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العرب والمسلمون شغلوا أعلى المناصب في أميركا الجنوبية

10 أكتوبر 2005
حوار ـ محمد جمال أبوزيد:
أكد المهندس محمد يوسف الهاجر الأمين العام للمنظمة الاسلامية في أميركا اللاتينية أن المهاجرين العرب والمسلمين متعاونون مع محيطهم الاجتماعي، يؤثرون فيه ويتأثرون به· ويعتزون بانتمائهم العربي الإسلامي·
وقال : مسلمو أميركا اللاتينية البالغ تعدادهم حوالي 4 ملايين نسمة يسعون إلى توحيد الجهود والقيام بدورهم كمواطنين صالحين وتعميق وتوسيع دائرة الاتصال والتشاور مع المؤسسات المدنية منها والرسمية ·
وفي هذا الحوار تحدث عن أوضاع المسلمين هناك ودورهم في الحياة الاجتماعية والثقافية ببلاد المهجر·
؟ ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه المهاجر المسلم في الديار المختلفة لتحقيق الانسجام بين ثقافته والثقافات الأخرى؟
؟؟ في البداية أود أن أوضح أن المهاجر العربي عرف بالصدق والأخلاق الاجتماعية واستطاع الكثير من المهاجرين شق طريقه بنجاح في هذا المجتمع الجديد خاصة في النواحي التجارية فكانوا مبعث ثقة وصدق وأمانة ونزاهة في المعاملة· وكان عامل الاستقرار والحرية والضيافة في هذه الأراضي دافعا لتكون الهجرة دائمة بدلا من المؤقتة وبالفعل وصلوا إلى مرحلة الاستقرار الاجتماعي والمادي وساهموا في الحياة العامة وفي الأدب والفن والثقافة·
كما نقل المهاجرون بعضا من الكتب الإسلامية المهمة ومعاني القرآن الكريم والانتاج الفكري والأدبي إلى لغات المنطقة )الأسبانية والبرتغالية( ودخل المهاجرون الريف والمناطق النائية في أميركا اللاتينية من أجل التجارة وحملوا معهم معالم الحضارة العربية والإسلامية وهم لايزالون رمزا للازدهار·
وقد أدرك الذين وضعوا الدستور في الأرجنتين عام 1853م حقيقة الحرية الدينية وبأنه ليس هناك ثقافة أو عادات أو دين غريب في أميركا اللاتينية ولم يشعر المسلمون في يوم من الأيام بأنهم أقلية مرفوضة أو منبوذة·
وقد كفل الدستور الأرجنتيني وكل دساتير أميركا اللاتينية حق حرية التعليم والتعلم والحرية الدينية وحرية التملك وحرية المشاركة التجارية وحرية الصحافة·
وبالمقابل كان المهاجرون العرب أو المسلمون في هذه الديار قدوة في أخلاقهم الاجتماعية، وساهموا في إنماء الدول التي حلوا بها بذكائهم وعملهم الدؤوب الشريف المثمر روحيا وفكريا وتقنيا وتجاريا وصناعيا وفنيا ، وبهذا كان لهم الفضل في تمازج الثقافات العربية واللاتينية كما ساهموا في تقوية حوار الحضارات من خلال التعاون مع محيطهم·
وبهذا الجهد الدؤوب وصل أبناء العرب والمسلمين في أميركا اللاتينية إلى أعلى الدرجات والمناصب الرسمية : رؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء ورؤساء مجالس شيوخ ونواب ورؤساء محاكم وحكام ولايات ونواب وزراء وقادة عسكريون· حصل ذلك في الأرجنتين والبرازيل والأكوادور والهندوراس وكولومبيا والسلفادور وتشيلي وغيرها من دول المنطقة·
؟ هناك من يدعي القول أن مصدر الفكر في حضارتنا أتى عن طريق اليونان·· فما تفنيدكم لهذا القول؟
؟؟ الحضارة هي إرث إنساني تساهم فيه كل شعوب العالم وكل شعب يرثها عن أجداده ويطمح أن ينميها ويطورها حسب تطلعاته وامكاناته، فالقول بأن مصدر فكرنا أتى من اليونان وروما ليس صحيحا كليا لأننا نحن أبناء حضارة عربية إسلامية أساس الحضارة الإنسانية التي سادت على حافة النيل وبين دجلة والفرات وفي الصين والهند وكان انتقالها إلى الغرب عن طريق اليونان·
؟ متي بدأت الهجرات العربية الاسلامية إلى الأراضي الجديدة في أميركا اللاتينية؟
؟؟ بدأت منذ اكتشافها في أكتوبر 1492م، وربما يكون قبل ذلك حيث تم اكتشاف مخطوطات اسلامية في البرازيل وكوبا وهاييتي تشير إلى أن المسلمين استقروا في هذه البلاد قبل أن تتوجه إليها حركة الكشوف الجغرافية التي بدأها البحار الشهير كريستوفر كولومبس بدعم من ملكة أسبانيا حيث أسس المسلمون في هذه المنطقة حضارة اسلامية راقية، كما نشروا الاسلام بين الهنود الحمر السكان الأصليين الذين تجاوبوا مع دعوة الاسلام وكانت لهم حضارات منتشرة في كل بلدان أميركا اللاتينية وسرعان ما استدار عليها الاستعمار الوحشى (الغربى) الظالم والمستبد مما جعل الأفارقة الذين جلبوهم للرقيق من بلادهم الاصلية يثورون عليهم بعد ذلك ·
وهناك أيضا دراسات وبحوث تؤكد أنه عند اكتشاف القارة الجديدة كان بين طاقم السفن المكتشفة بحارة مسلمون نظرا لتفوقهم في علم الفلك وتخصصهم في الملاحة وصناعة السفن آنذاك·كما توجد آثار اسلامية ونقوش معمارية وأدلة قاطعة في المتاحف البرازيلية تركها بعض المسلمون الأفارقة الذين استبعدوا ولاتزال النقوش العربية موجودة في البرازيل والأرجنتين وأماكن أخرى من أميركا الوسطى والجنوبية·وتشير بعض الوثائق إلى أن الهجرة الثانية إلى هذه الأراضي ربما تكون بين عامي 1850 و1860 ثم توالت الهجرات من سوريا ولبنان وفلسطين وأن أكبر موجة للهجرات حدثت في أوائل القرن الماضي وعلى إثر الحربين العالميتين الأولى والثانية بحثا عن مصادر جديدة للرزق في العالم الجديد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©